محمد باقر أحمد جابر
يهدّد العدو بالدخول البري إلى غزّة وهو يعي فداحة الخسارة التي سيتكبدها، إذ يعيش تخبّطًا كبيراً، ويعاني من قصور للرؤية، فبعد مرور أكثر من أسبوع لم يحقق أي هدفٍ يمكنه من أن يجلس بقوة على طاولة المفاوضات.
لا يعرف شيئاً عن أسراه، ولم ينتهِ من عدِّ قتلاه. هو يتصرف كالقطّ المحاصر في الزاوية، يقفز في كل الجهات متسلحاً بمخالبه خوفاً وقلقاً من الوضع المباغت الذي لم يكن في حسبانه. هو للآن يمارس الوحشية على شعب تعوّد نزف الدماء، وتقديم القرابين، واحتضان حملة البندقية ممن يقفون في وجه الغاصب غير آبهين بالموت.
٦.٨ مليار دولار خسائر إقتصادية، وتوقف السياحة، وهبوط العملة، وخسائر مادية كبيرة. ناهيك عن توقف قطار التطبيع بعد ما كان قد قطع شوطاً كبيراً.
جيش الإحتلا ل، المتخم بالفساد، لم يستطع بميزانياته الضخمة أن يؤمن حماية لغلاف غزة بالحد الأدنى، ففي حين بنى الجدران الإسمنتية تحت الأرض خشية توغل المقا و مين من الأنفاق، انطلقت فيالق المجا هد ين من البر والبحر والجو، وكبدت المحتل خسائر لم يتكبدها طيلة فترة صراعه مع الجوار.
أمير كا للآن لم تحصل على ما طلبته من الكيان الغا صب بتهيئة خطة واضحة الأهداف ومعروفة النتائج من خلال الدخول البري لغز ة. في حين يترقب الفلسطينيون، وشعوب العالم المتعاطفة، بشغف ما تخبئه المقا و مة من مفاجآت لأصحاب المعنويات المهزوزة.
ليس من السهل أن يتنبأ أي محلل بما سيجري في الأيام بل الساعات المقبلة، مهما كانت خبرته واسعة في المجال السياسي والعسكري والإقليمي، ولكن على الأقل يعرف القاصي والداني أن ما سيفرزه طوفان الاقصى من تغيرات سياسية واقتصادية على المستوى العربي الإقليمي كبير وكبير جدًّا، وسيكون بمثابة المسمار الأخير في نعش الشرق الأوسط الجديد.
ربما سيكون شرقًا أوسط جديدًا، ولكن على طريقة الضحية وليس على طريقة الجلاد!