حنا أيوب-الديار
من لم يتوقع أن ترتفع الاصابات بوباء كورونا بشكل قياسي نتيجة التخالط الكبير الذي حصل في الأعياد؟ الحكم استشراف ومسؤولية واحتساب للخطوات بنتائجها السلبية والايجابية. هل فعلت ذلك الحكومة «الأنجح» بتاريخ لبنان عندما قررت مخالفة السياسات العالمية التي اتبعتها دول قطاعها الصحي اكثر سعةً وتقدماً من لبنان والتي منعت التجمعات والاحتفالات خلال فترة الأعياد؟
في لبنان يسمح باحتفالات رأس السنة وتفتح الحانات والملاهي، وتسمح وزارة الداخلية «لمصالح السهر» أن تبقي أبوابها مفتوحة لما بعد منتصف الليل، ثم تحمل الدولة المواطن المسؤولية! من في الحكم، المواطن ام السلطة السياسية؟ على من يقع عاتق اتخاذ القرارات التي تحمي المجتمع؟ المسؤولية اولاً على الحكومة ثم يأتي دور المواطن.
هذا في ما خص وباء كورونا، فكما فشلت الحكومة في حماية مواطنيها من «كورونا» ومن أنفسهم، فشلت الحكومة ومعها الأجهزة الأمنية في حماية أمن اللبنانيين واستقرارهم، كذلك في حماية صورة لبنان الحضارية ومطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي في بيروت من «قتلة» الرصاص الطائش والعشوائي في عاصمة لبنان ومن شماله الى جنوبه. كل القيادات السياسية حرمت وحذرت من اطلاق الرصاص في المناسبات، فلماذا لم تتحرك الأجهزة الأمنية ومعها القضاء؟ ولماذا يحتاج القضاء الى اتصال من وزيرة العدل للتحرك في امر حصل بشكل مفضوح ومسجل عبر مقاطع فيديو على جميع مواقع التواصل الاجتماعي؟ ولماذا لم تداهم الاجهزة الامنية بشكل كبير مطلقي النار في بيوتهم واقتيادهم مكبلين
امام اعين المحيطين بهم ليكونوا عبرة لهم؟ الى متى هذا التراخي في تحمل المسؤوليات على كل الصعد؟
على وقع هذا الواقع المأسوي الذي لا يبشر بالخير يبدأ اللبنانيون السنة الجديدة. ومن المتوقع ان تلتئم غداً اللجنة الوزارية الخاصة بوباء «كورونا» للبحث في توصيات لجنة «كورونا» الطبية والتي طالبت بإقفال البلاد لمدة أقلها ثلاث أسابيع. وكان مستشار وزير الصحة العامة محمد حيدر، أكد أن لجنة كورونا أصدرت توصية بالإقفال التام لمدة 3 أسابيع على الأقل، بالإضافة إلى تحديد السعة الاستيعابية في مطار بيروت الدولي بـ 2000 وافد يومياً، مشيراً إلى أن الأرقام قد تصل إلى 4000 إصابة يومياً في الاسبوع المقبل.
وأوضح حيدر أن هذه التوصية سترفع غداً الاثنين إلى اللجنة الوزارية، التي بدورها سترفعها إلى المجلس الأعلى للدفاع.
الاقفال أو الانهيار
وفي حين رفعت لجنة كورونا توصياتها بإقفال البلاد لثلاثة أسابيع، حذرت أكثر من جهة من ان لبنان متجه، لا محالة، الى ما هو أسوأ من السيناريو الايطالي في حال لم يتبن مجلس الدفاع الاعلى والحكومة الاقفال العام والتام لجميع القطاعات، عدا الاستثناءات المعروفة.
تشكيل الحكومة: مكانك راوح
في جديد تشكيل الحكومة العتيدة، تؤكد مصادر مطلعة للديار أن الأمور توصف بعبارة «مكانك راوح» حيث ينتظر كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري أن يرد الطرف الآخر على اقتراحه. ففي حين يعتبر الرئيس الحريري انه قدم تصوره للحكومة، يعتبر الرئيس عون ان على الحريري ان يعود الى بعبدا آخذاً بعين الاعتبار الملاحظات التي أبداها على تشكيلته. وفي هذا الاطار، كشفت مصادر مطلعة على جو الحريري للديار ان الاسماء التي قدمها عون يعد بعضها «فاقعاً» من الناحية السياسية والحزبية، بيد ان الحريري يصر على ان تكون حكومته خالية من الحزبيين ومقتصرة على المستقلين وأصحاب الكفاءات. وعلى صعيد متصل، برز معطى جديد اذ تسربت معلومات عن الاجتماع الاخير بين الرئيس عون والنائب طلال ارسلان عن «كلام مريح» من عون لجهة عدم التنازل عن حصة وزارية لارسلان في الوزارة الجديدة، ما يحتم رفع عدد الوزراء الى 20 وزيراً بعد ان كان الرقم النهائي حط على 18 وزيراً.