بعض ما جاء في مانشيت الجمهورية:
عاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مساء أمس من القاهرة التي كان توجّه اليها صباحاً، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة مصطفى مدبولي والأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط. واكّدت اوساطه لـ«الجمهورية»، ارتياحه الى نتائج محادثاته مع المسؤولين المصريين، حيث بحث معهم في خطط تفصيلية لحلّ أزمة الكهرباء الكبيرة التي يعاني منها لبنان، وتبلّغ من الجانب المصري انّه سيساعد لبنان في معالجتها في اقرب وقت. وكذلك سيساعد في تأمين الادوية للأمراض المزمنة، فضلاً عن تقديم مساعدات إنسانية متنوعة وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، خصوصاً في المجال الزراعي. وتمّ الاتفاق على ان يزور وزير الزراعة عباس الحاج حسن القاهرة الاسبوع المقبل، للبحث في التعاون الثنائي في المجال الزراعي وفي ما قرّرت مصر تقديمه من مساعدات في المجال الإنساني.
وفاق سياسي
وقال السيسي خلال استقباله ميقاتي في قصر الاتحادية: «إنّ لبنان بحاجة الى وفاق سياسي لإعادة استنهاضه من الكبوة التي يعاني منها، ولكي يعود منارة العرب». وشدّد على «دعم لبنان على الصعد كافة»، مؤكّداً أنّه أعطى توجيهاته الى الوزارات المختصة للاهتمام بكل مطالب لبنان وتلبيتها وفق الإمكانات المتاحة».
وقالت الرئاسة المصرية، انّ السيسي أكّد «الاعتزاز بعمق العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان على المستويين الرسمي والشعبي، وحرص مصر على سلامة لبنان وأمنه واستقراره وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة، وذلك في إطار الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان، بما يساعد في الحفاظ على قوة وقدرة الدولة اللبنانية، بالإضافة إلى صون مقدّرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني».
وذكر المتحدث الرسمي بإسم الرئاسة المصرية، انّ ميقاتي أشاد «بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الأصعدة، في ظل استمرار التحدّيات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خصوصاً على المستوى السياسي والاقتصادي، مؤكّداً اعتزاز لبنان بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، والتي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، وتقدير بلاده للدور المصري الحيوي كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار فيها والمنطقة العربية ككل».
من جهته، مدبولي وصف زيارة ميقاتي لمصر بأنّها «مهمّة جداً»، مؤكّداً انّ الرئيس المصري «اعطى توجيهات للحكومة بتقديم كل الدعم للشعب اللبناني الشقيق لكي يعبر لبنان هذه المرحلة الدقيقة(…) وشدّد على الحكومة المصرية ان تلبّي كل مطالب الحكومة اللبنانية». وذكر مدبولي انّ ميقاتي «عرض عدداً من الطلبات الخاصة في مجال الطاقة والربط الكهربائي وتقديم الدعم في مجال الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة الكهربائية بصورة عاجلة للشعب اللبناني الشقيق، وإن شاء الله ستتمّ الاستجابة لهذه الطلبات في اسرع وقت ممكن، وتناقشنا في الجوانب الفنية التي تسرّع الخطى في هذا المجال». واشار مدبولي الى انّ اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين ستجتمع «في اقرب فرصة في لبنان».
وبعد محادثاته مع ابو الغيط شكر ميقاتي له «جهده في جمع الكلمة العربية الواحدة وعلى دعمه الدائم للبنان»، وقال: «أعلم تماماً جهوده المستمرة لتقريب وجهات النظر بين لبنان والدول العربية، لكي تتفهم الدول العربية موقف لبنان، وقد شكرته على جهده الدائم بهذا الصدد وتمنيت له التوفيق، ونحن كعرب نتطلع الى هذا المكان لكي يجمع جهودنا ولكي نتصالح مع بعضنا البعض، لانّه في النهاية لا يصح الّا الصحيح، وعلينا ان نكون جميعاً يداً واحدة، ويد الله مع الجماعة».
ونقل مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة العربية عن أبو الغيط تأكيده، أنّ تحقيق التوافق الداخلي في لبنان، وإن كان مهماً من أجل المضي قُدماً في طريق الإصلاحات لاستعادة الثقة في الاقتصاد اللبناني، إلّا أنّه لا ينبغي أن يكون نافذة لتعطيل الإجراءات الاصلاحية التي يطالب بها المجتمع اللبناني والدولي». وشدّد على أنّ تعزيز علاقات لبنان بمحيطه العربي يشكّل جانباً مهماً من تجاوز التحدّيات التي تواجه البلاد»، مبدياً ارتياحه الى «التطورات الإيجابية الأخيرة التي ساهمت في حلحلة الأزمة مع المملكة العربية السعودية وبعض الدول الاخرى».
الجمهورية