أكد مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبدالله في كلمة ألقاها في مركز الامام الصدر في برلين في ألمانيا أن الإيمان الحقيقي بالله تعالى لا يجتمع ابدا مع التعصب لأن الله تعالى واحد احد فرد صمد وان الرسالات السماوية ارسلت من سماء واحدة لكن التعصب الديني لمصالح دنوية وانانية بغيضة حصل فوارق بين الأديان وان سلوك حملة الرسالات عكس حقيقة الرسالة أو عدمها.
وأضاف ان الفارق الحقيقي بين أن نستمع أو نستجيب أو نؤيد مواطن يطالب بحق محدد على المستوى الوطني وبين طائفة تطالب بحقوقها أننا نريد ومعا نردد قول الامام القائد السيد موسى الصدر (أن لبنان وطن نهائي لجميع أبناءه) ولا حقوق للطوائف بل الحقوق للمواطنين على حد سواء متساوين بالحقوق والواجبات وان الاستحقاق الانتخابي المقبل يجب أن يؤسس لوطن جديد الى عقلية جديدة تخرج البلد من شد الحبال المذهبية أو إلى مزيد من التعصب الطائفي لتحقيق نقاط سياسية في مرمى الفريق الآخر وأن تكون الطائفية مطية للوصول إلى المكاسب والمناصب.
وأشار المفتي عبدالله: إلى أهمية أن نبني وطنا على أساس العدالة الإنسانية التي تسعى إليها الأمم كافة وان نكون مع المظلوم في مواجهة الظالم مهما كان دينه لأننا نرفض الأديان الاسترزاقية والتي تعود على صاحبها فردا أو جامعة بالاستفادة السياسية وأن الرؤية الإسلامية في هذا المجال هو الاعتدال كما أننا نرفض أن يمارس علينا ظلما يجب علينا أن لا نمارس ظلما على احد .
واعتبر ان العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية هما من أساس الرسالات السماوية لأن الرسالات السماوية سعت عبر الانبياء والمرسلين إلى نشر الاستقرار الاجتماعي على المستويات كافة وهذا ما لا نجده في لبنان حيث تعيش الناس في قلق على مستقبلها وحياته وهذا يجب معالجته عبر الحوار الوطني افضل من التخلي عن مسؤوليتنا المدينة والسياسية ونترك الساحة للمحتكرين والمستفيدين من الازمات.
ورأى المفتي عبدالله: أن التطرف الديني هو تعصب وهو ليس بتدين وهو موجود بين كل الأديان وحتى موجود داخل النظريات والفلسفات الوضعية لكن مع الاسف الإعلام يصلت الضوء على فئة دون أخرى. وشدد على ضرورة أن ننظر إلى الإنسان بفعل ممارسة العمل الانساني والاجتماعي الذي خلق من أجله لأن البشرية الان التي تقودها اقتصاديات الحروب حيث يفوق أضعاف وإضعاف ما ينفق على صناعة السلاح وآلات القتل والتدمير مقابل ما ينفق على الرعاية الإنسانية بكافة جوانبها المختلفة.
ودعا المفتي عبدالله المجتمع الدولي للحفاظ على الكيان اللبناني كوطن قائم بكل مكوناته وعقلياته السياسية والاجتماعية والثقافية لأن انهيار هذا الكيان هو انتشار هذه المكونات في أصقاع العالم يحملون معهم العقليات نفسها …وسئل من يحمل ويحتمل تشظي انساني اخر يضاف إلى لوائح التهجير القسري في هذا العالم لذا على العالم أن يتنبه لهذه الزاوية ويسعى للحفاظ على لبنان بمكوناته الحالية وان لا يفرط بوجوده لصالح كيانات أخرى عنصرية كما واجب على جميع اللبنانيين العودة إلى لغة الحوار والتعايش لبقاء لبنان.