وجه وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي ، رسالة إلى الأسرة التربوية في عيد الإستقلال ، أفرادا ومؤسسات ، ودعاهم فيها إلى التمسك بمفهوم الدولة وتعميق معنى المؤسسات واحترام القانون.
ودعا الوزير الحلبي الأسرة التربوية إلى التعاون والإنخراط في العملية التربوية بكل مسؤولية وطنية وإقتناع بما استطعنا إليه سبيلاً من الموارد المالية والعينية، من الداخل والخارج ، حتى نصل معاً إلى استقلال نستحقه.
وطلب من مديري المدارس والمهنيات تلاوة رسالة الوزير صباح الثلاثاء المقبل ، وشرح معاني عيدي العلم والإستقلال ، وتنظيم أنشطة مدرسية تعبر عن هاتين المناسبتين الوطنيتين ، وتعزز الروح الوطنية والتضامن وخدمة المجتمع .
رسالة وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي في عيد الاستقلال
أحبائي أفراد الأسرة التربوية في المؤسسات الرسمية والخاصة، المهنية والجامعية،
يطل عيد الاستقلال هذا العام ونحن في أمس الحاجة إلى الإلتفاف حول مفهوم الدولة، والتمسك به، وتعميق معنى المؤسسات واحترام القانون والنظام، من خلال مناهجنا التربوية، والأنشطة التربوية والكشفية وخدمة المجتمع .
قد تكون رسالتي إلى الأسرة التربوية نوعاً من المثالية في زمن الخواء الكبير، لكنني أجد نفسي مندفعاً لتحدي الظروف مع كل معلم وتلميذ وأسرة، لأن الثابت الذي لا خلاف حوله، هو إستمرار التعليم مهما بلغت التحديات، وعدم خسارة عام دراسي إضافي مهما كان حجم الحاجات، وهي كثيرة وكبيرة وملحة .
الاستقلال، الحريات العامة، الحريات الشخصية، المواطنة، القانون، الديمقراطية، الحوكمة، المؤسسات …. كلها عناوين ترسم مسار حياتنا، وتحدد واجباتنا وحقوقنا، فأين نحن من هذه الثوابت التي ترتدي لبوس المقدسات .
في عيد الاستقلال، تجثم المصائب على صدور اللبنانيين، ثقيلة كالصخور، لكن القبول بالواقع لا يؤدي إلى الفرج .
لذا، أتوجه إلى كل معلم ومتعلم، بأن نتضافر ونتعاون ونتوحد، لتحقيق هدف أساسي سام، هو النهوض من كبوتنا، وننطلق من اللاشيء الذي نحن فيه إلى تحقيق الإستمرار ثم النمو، ولا تنمية مستدامة من دون التنمية البشرية، والسبيل إليها هو بالتربية والتعليم الجيد.
الإستقلال هو الكيان الوطني المنيع، بعقول أهله وسواعد شبابه.
فلنحَيِّد التربية عن كل التجاذبات العقيمة، ونمضي في مفهوم المواطنة الصحيحة إلى الآخر.
قد يكون الكلام لا يشبه المرحلة التي نشتهي فيها الرغيف، والدواء والكهرباء، والدفء، ونعجز عن إيصال أولادنا إلى المدارس والجامعات.
تستحق الأجيال الصغيرة والفتية والشابة، كما يستحق الأهل لحظة من الرضى والفرح والافتخار، فلا ندفع بإتجاه الفوضى، ولا ننشد التراجع والخيبة .
أدعوكم إلى الإنخراط في العملية التربوية بكل مسؤولية وطنية وإقتناع بما استطعنا إليه سبيلاً من الموارد المالية والعينية، من الداخل والخارج .
في عيد الاستقلال، أدعوكم إلى التعلّق بالوطن الذي أصبح كل شيء فيه حزيناً ومظلماً ، إلاّ في قلوب المؤمنين به .
إن أجيال لبنان تمر بأصعب ظروف شهدها الوطن منذ تأسيسه .
فلا تيأسوا ولا تستكينوا، وحافظوا على مدارسكم، نظيفة ومعقمة، وثابروا على بذل الجهد وخوض التحديات، لتمرير قساوة المرحلة، حتى نصل معاً إلى استقلال نستحقه.
وكل عيد استقلال، وأنتم ولبنان بخير .
عشتم وعاش لبنان