اعتبر وزير الزراعة والثقافة عباس مرتضى أنه “نحن في حكومة “مواجهة التحديات”، يتجه بنا الأملُ نحو رؤى استراتيجية، تستثمرُ ممتلكاتِ الدولة وتوظفُها بعيداً عن المساراتِ الملتوية، بشفافيةٍ ومسؤوليةٍ قبل فوات الأوان”.
كلام الوزير مرتضى جاء خلال إضاءة قلعة بعلبك باللون الأبيض وعلمي الصليب الاحمر والهلال الاحمر في رسالة تضامن مع جميع دول العالم بمواجهة جائحة كورونا.
وأشار الوزير مرتضى “أزمةَ لبنان اليوم ليست عصيةً على الحل، إن أرادَتْ جميعُ الأطرافِ التعاونَ بعيداً عن التجاذبات السياسية، للحؤولِ دون الوصولِ لتعميقِ الضعفِ الاقتصادي، والانتقالِ من الاقتصادِالريعيإلى المنتج، كما يفترضُ أن تكونَ التحسيناتُ المرتقبة، عاملاً حامياً ومتنامياً للفئات الأكثر ضعفاً والأقل أجراً”.
وتابع أن “خفضُ عجزِ الموازنة يمكنُ أن يتم تأمينُه دونَ المسِّ برواتبِ موظفي القطاع العام، وهذا ما أكده دولة الرئيس نبيه بري في أكثر من مجال، وأصحابُ المجالسِ الريعية لهم القدرةُ على الدعمِ دونَ المس بمصالحِ الطبقةِ الشعبيةِ ومختلف فئات الموظفين”.
كما اشار الوزير مرتضى “نحن مع كل الإجراءات التي تمكّن من الحدِّ من التدهورِ الاقتصادي الحاصل، وتخفيضِ العجز. لكنّ المطلوب سلةٌ كاملةٌ متكاملةٌ لا تضعُ خيمةً على رأسِ أحد، ولا يكون فيها صيفٌ وشتاءٌ تحت سقفٍ واحد”.
واضاف “إن مسار نهوضنا، يفترضُ أن نواكبَ حركتَه، ليكون كبعلبكَ عاصياً على الفناء، وليكون كالعاصي، هادراً في كل الفصول، ولا يعتريه غيابٌ أو أفول. وأنتم أيها الإخوة الرجال أغنى عن المقال، مباركٌ لكم هذا الحدث الفنّي الثقافي، على أمل أن تُعمّم هذه المناسبات، التي تجمع بين العاصمة وأطراف لبنان”.
وقال أنه “ليس بغريبٍ أن تكون هذه المبادرةُ من منتدى رؤساءِ البلديات الآسيوية، ومن هذا العرينِ تحديداً مبتدأُ الحضارة ومنتهى الحياةِ والخيطِ الأبيضِ لكل فجر، وحيناً بالتهيؤ والعبور، من نصرٍإلى نصر، فنُضيئُ قلوبَنا وعقولَنا للجنودِ المجهولينَ والمحاربينَ المتطوعينَ من الصليبِ والهلالِ الأحمرِ وكافةِ الجمعياتِ على اختلافِها، خاصة من كانَفي المقدمةِ من الطواقمِ الطبيةِ التابعةِ لوزارةِ الصحةِ وكوادرِ المستشفياتِ الحكوميةِ، التي هبّتْ من اللحظةِ الأولى باندفاعٍ وعزمٍ غيرِ مسبوقَيْن، للدفاعِ عن الإنسانِ في زمنِ الآثامِ والأرقام، فكلُّ التحيةِ للجهود الكبيرة في سبيلِ مكافحةِ هذه الجائحةِ التي عرّتِ الأنظمة، واستهزأتْ بالعولمةِ وأعادَتْ قديمَ العصورِ للأذهان، فكانَتْ هذه الالتفاتةُ واللمسةُ الإيجابيةُ في مسارِ حركةِ التشكيلِ الآسيوية – العالميةِ كرسالةِ تقديرٍ وتظهيرٍ لحجمِ هذه الجهودِ العظيمة”.
واضاف “يسعدُنا في وزارة الثقافة أن ندعمَ هذا الحدثَ الثقافيَ الرائع، ونُثني على التعاونِ الخلّاقِ عبر ضفةِ المتوسط، وقلبِ القارةِ الآسيوية، تاريخٌ قديمٌ من التناغمِ والتبادلِ الثريّ بين هذه المدن”.
كما اغتنم الوزير مرتضى المناسبة ليعلن ما قدمتهُ وزارةُ الزراعة خلال استقبالِ كتلةِ نوابِ بعلبك الهرمل عن تخصيصُ عقارٍ تملكهُ وزارةُ الزراعة لإنشاء مبنى لمحافظة بعلبك – الهرمل ومبنى لقصر العدل، على أن تكونَ هذه المبادرة ُباكورةَ العمل في سبيلِ تسهيلِ أعمالِ أهلِنا وتسريعِ وصولِ الخدماتِ الرسمية لهم.
كذلك اعلن الوزير مرتضى أيضًا، وللمرة الأولى، عن البدءِ بتجهيزِ مركزٍ للمعهدِ الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفتوار) في بعلبك، لتعانقَ الموسيقى أعمدةَ الضياءِ أدراجاً إلى السماء.
ووجه “تحيةَ التقديرِ لأصحابِ المعالي والسعادة والبلديات والمواطنين والأحزاب الفاعلة، في إطار التواصلِ لدعمِ المواطنِ البقاعي أولاً، والنهوضِ بما يليقُ ببعلبك الحبيبة وتاريخِ أبنائها الذين رسموا على جبينِ الصباحِ معاني التضحيةِ والفداء، حاملينَ سلالَ الحبِ ورسالةَ الحياة”.
وختم الوزير مرتضى كلمته بشكر كل من ساهم في إنجاح هذا العمل من كل المستويات والميادين من بلدية بعلبك رئيساً وأعضاءً إلى التقنيين والمنظمين.