إعتبر مستشار الكلية الملكية في بريطانيا للجراحين في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وزير الصحة السابق البروفيسور محمد جواد خليفة، أن بلادنا قادمة على عاصفة من فيروس كورونا قد تؤدي إلى شلل الطواقم الطبية والمستشفيات في حال لم تتخذ الدولة اللبنانية الإجراءات اللازمة، وذلك نتيجة إختلاط الإنفلونزا الموسمي وكوفيد-19 و إنفلونزا H1N1.
وتعليقاً على تغريدة لمستشارة رئيس الحكومة حسان دياب للشؤون الطبية بترا خوري، كتبت فيها، “أين نتجه؟ كوفيد-19 يضرب مجتمعنا بقوة وبشكل خاص شبابنا الذين تبلغ اعمارهم بين (10-19 سنة). سنبدأ قريبًا في رؤية صور مروعة في مستشفياتنا مثل البلدان الأخرى. وبهذه الوتيرة ، سيتم ملء أسرة العناية الفائقة بحلول منتصف شهر آب. نحن في مرحلة خطيرة للغاية!”، علق خليفة: “بعد تفشي كورونا بهذا الشكل الكبير، علينا التفكير بما سيحصل في الأيام المقبلة، كما يجب علينا التعامل مع مرحلة جديدة من الإستراتيجية، فالامر المحسوم أنه لا لقاح سيبدأ إنتاجه قبل نهاية هذا العام، وعلى هذا الحال، فحتى مرحلة الإنتاج ثم التلقيح والتأكد من جدوى اللقاح، فالأزمة مستمرة حتى منتصف العام المقبل”، لافتاً إلى أن الدراستين الجديتين عن اللقاحات إن كان في جامعة أوكسفورد أو شركة أسترا زينيكا للأدوية أو المحاولات الصينية والروسية، تشير إلى المرحلة الأولى إنتهت، والمرحلة الثانية بحاجة إلى حدود ثلاثة أشهر، أي ان الأزمة مستمرة حتى العام المقبل”.
إستراتيجية جديدة حتى لا نقع بالمحظور!
وأكد خليفة في حديث خاص لموقع “ملحق” أنه “في ظل الإنتشار والتفشي والواقع الذي نعيشه، الإجراءات التي حصلت في جميع الدول ساعدت على تأخير موجات الإنتشار لكن في النهاية التفشي حصل، وفي ظل هذا الأمر يبقى السؤال ما الذي يجب أن نقوم به؟”، مشيراً إلى أنه”في شهر تشرين الأول سيختلط الإنفلونزا الموسمي وكوفيد-19 وH1N1 من حيث العوارض، ما سيؤدي إلى حالة فوضى بين المواطنين بسبب تشابه العوارض، أي أن المواطنين الذين يعتقدون أنهم مصابين بالفيروس سيزداد عددهم بشكل كبير، ما سيخلق إرباك كبير، وهنا يجب على الدولة إنشاء عيادات ميدانية خارج المستشفيات في الأماكن العامة كملاعب كرة القدم أو المباني المستقلة مثلاً، ويتم تشخيص الحالات خارج المستشفيات حتى لا تنهار هذه المستشفيات بسبب حالات كورونا”.
وحول هذه الإستراتيجية، أوضح وزير الصحة السابق أن “عيادات تشخيص إنفلونزا يجب أن تكون خارج المستشفيات وهذه العيادات هي التي تحوّل المريض إلى المستشفى إذا كانت حالته تستدعي ذلك، لهذا على الدولة الإسراع في الأمر وعلى هيئة الإغاثة ووزارة الصحة وجميع الجهات المختصة العمل على تجهيز مباني مستقلة عن المستشفيات لإجراء الفحوصات حتى نتمكن من التعاطي مع الموجة القادمة، فإذا بقي الإصرار على الطريقة المعتمدة حالياً الأمر سيؤدي إلى عدوى الطواقم الطبية وشللهم وبالتالي إغلاق المستشفيات، بسبب تخالط زيارات المرضى والتشخيص والأشعة”.
مصاب كورونا تكفيه المناعة لحوالي 5 أشهر
وفي إجابته عن سؤال حول تطور المرض، شدد خليفة، على أنه “لا يمكن الجزم بأن كوفيد-19 تطور أو تحول ولكن بالأساس لم تكن هناك معلومات كبيرة عن كورونا، والدراسات أوضحت حتى الآن، أن هناك 4 أنواع من كورونا واحد منهم هو القاسي، لافتاً إلى أنه “من بداية المشكلة، كان هناك 80% ليس لديهم عوارض قوية ولكن فقط يتم معرفة الأمر عبر تقنية PCR، عكس الأخرين، ومع الدراسات بدأت تتضح أمور جديدة عن المرض”، لافتاً إلى أن “الدراسات التي حصلت أوضحت أن “المناعة التي يحصل عليها مصاب كورونا تكفيه المناعة لحوالي 5 أشهر، أي كما لقاح الإنفلونزا الموسمية”.
لا يمكن الذهاب من الإقفال التام إلى الفوضى التامة
وختم خليفة حديثه: “لا أحد بإمكانه السيطرة على المرض وإنتشاره، فبإمكان الدولة إغلاق البلد والمطار والمرفأ وإلزام الناس بالجلوس في بيوتهم لكن هذا غير قابل للحياة وستموت الناس في بيوتها بدل الموت بالمرض، لافتاً إلى أن “الدول الكبيرة التي إعتمدت إستراتيجية إلزام الناس بالجلوس في بيوتها ودفع معاشاتهم بدأت بالإنهيار لتجد أن لا مجال لإعتماد هكذا سياسة”، موضحاً أن “الناس بدأت تستهر والوعي غائب ولا نرى الإلتزام فأصبحنا نرى الحفلات والأعراس، فلا يمكن الذهاب من الإقفال التام إلى الفوضى التامة، وعلينا إتباع إرشادات الوقاية بأقصى الدرجات ونترك الحياة مستمرة لكن مستعدين لما هو قادم”.
المصدر : موقع ملحق