على الرغم من بشاير الأمل التي أتت بها اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد قبل أشهر، إلا أن الجائحة ومتحوراتها ما زالت ترعب العالم.
فقد حذرت دراسة بريطانية لجامعة إيست أنجليا، وجمعيتي علم الحيوان والصحة العامة في إنجلترا، من أن فيروساً جديداً من فيروسات عائلة كورونا تم اكتشافه بالخفافيش في بريطانيا قد يحصل على فرصة لإصابة البشر، في حالة تعامل أحد المصابين بالفيروس المسبب لمرض كوفيد – 19 مع خفاش يحمل الفيروس الجديد.
وأوضحت الدراسة المنشورة، أول من أمس، في موقع ما قبل نشر الأبحاث “ريسيرس سكوير”، أن الفيروس الجديد الذي تمت تسميته “RhGB01” لا يمكنه الانتقال للبشر إلا في حالة حدوث تحور له.
أما عن السيناريو الوحيد لحدوث ذلك هو إصابة الخفاش الحامل لعدوى “RhGB01” بفيروس كورونا المسبب للمرض، بما يمنح الفيروس الجديد القدرة على إصابة الخلايا البشرية.
لا يمثل تهديداً للبشر
بدوره، كشف أندرو كنينغهام، من جمعية “علم الحيوان” في لندن، الباحث المشارك بالدراسة، عن أن هذا الفيروس لا يمثل تهديداً للبشر لأن مجال ربط المستقبلات “RBD”، وهو جزء الفيروس الذي يرتبط بالخلايا المضيفة لإصابتها، لا يتوافق مع القدرة على إصابة الخلايا البشرية.
إلا أن المشكلة تكمن فيما إذا أصيب الخفاش المصاب بعدوى “RhGB01” بفيروس كورونا، فهناك خطر من أن يحدث تهجين بين هذه الفيروسات، ويظهر فيروس جديد يحمل مجال رابط المستقبلات “RBD” الخاص بفيروس كورونا المسبب للمرض، وبالتالي يكون قادراً على إصابة الناس.
الهام هنا
كما أضاف أن منع انتقال فيروس كورونا المستجد من البشر إلى الخفافيش، وبالتالي تقليل فرص تحور الفيروس، أمر بالغ الأهمية، مع حملة التطعيم العالمية الحالية ضد هذا الفيروس.
إلى ذلك، أوضحت الدكتورة ديانا بيل، الخبيرة في الأمراض الحيوانية المنشأ بكلية العلوم البيولوجية بجامعة إيست أنجليا، أن المخاطر الرئيسية، على سبيل المثال، تتمثل في إصابة خفاش لدى الأشخاص المعنيين بإنقاذ الحيوانات بفيروس كورونا المستجد المسبب للمرض، مما سيوفر فرصة لإعادة التركيب الجيني، ما يعني أنه يجب على أي شخص يتلامس مع الخفافيش أو فضلاتها، مثل رجال إنقاذ الخفافيش أو الكهوف، ارتداء معدات الوقاية الشخصية المناسبة، لتقليل خطر حدوث طفرة، وكذلك تطبيق لوائح صارمة على الصعيد العالمي لأي شخص يتعامل مع الخفافيش والحيوانات البرية الأخرى.
يشار إلى أن الفيروس الجديد يقع ضمن مجموعة فرعية من فيروسات عائلة كورونا تسمى فيروسات “الساربيك”.
دمج من اثنين
وهذا النوع يحتوي على كل من “كورونا المستجد” (SARS – CoV – 2) المسؤول عن الوباء الحالي، وفيروس (SARS – CoV) المسؤول عن “السارس” عام 2003.
وقد قارن التحليل الإضافي الفيروس مع الأنواع الموجودة في أنواع أخرى من خفافيش حدوة الحصان في الصين وجنوب شرقي آسيا وأوروبا، وأظهر أن أقرب أقربائها تم اكتشافه في خفاش بلاسيوس من بلغاريا عام 2008.