مُجدّدًا تتميّز الأبحاث العلميّة اللبنانيّة على المُستويين العربي والدولي، وهذه المرّة في " المؤتمر العلمي الدولي الثاني للتعليم عن بُعد ووظائف المستقبل في ظل الأزمات العالميّة الناجمة عن الأوبئة" الذي عُقد في ماليزيا بين 13 و16 تشرين الثاني الحالي، ونظّمه المركز الأكاديمي للمؤتمرات والنشر العلمي.
فقد قدّمت أربع باحثات لبنانيّات من جامعة القدّيس يوسف هنّ؛ فيولا مخزوم، وفاديا حسين، وسناء شبّاني، وغادة عزّام أبحاثهنّ في جلسات مُختلفة، وحصلن على تنويه مُنظّمي المؤتمر والباحثين والأكاديميين الحاضرين عبر تطبيق زوم. كما فازت أوراقهن البحثيّة ومُناقشاتهّن بالمرتبة الأولى بفعل تصويت المُشاركين.
ففي الجلسة الأولى التي تناولت دور الإعلام في مواجهة الأزمات الصحيّة، تميّز بحث الإعلاميّة غادة عزام حول “الإعلام ومساهمته في الحدّ من انتشار وباء كورونا والتخفيف من آثاره النفسيّة على المواطنين”. وقد أظهرت نتائجه الميدانيّة أنّ الإعلام في لبنان قام ويقوم بدور مهمّ لناحية زيادة الوعي عند الجمهور وتوجيهه لتفادي الإصابة بالفيروس، إلّا أنّه لا يساعد على التخفيف من الخوف والقلق الناجمَين عن انتشار الوباء وتداعياته، وخلصت توصياته إلى أهميّة تفعيل الإعلام الصحي.
وفي الجلسة الثانيّة التي ركّزت على التعليم الإلكتروني وآثاره في التلاميذ كان للباحثة سناء شبّاني عرض مُستفيض عن التعليم عن بُعد في زمن الكورونا ومخاطر الإدمان على الإنترنت من ضمن دراسة تحليليّة. وقد حظي بحثها بإعجاب المشاركين وتهنئتهم، إذ ركّز على التعرّف عمّا إذا كان التعلّم عن بُعُد يدفع الأولاد والمراهقين إلى الانشغال بالإنترنت لدرجة الإدمان، مستندًا إلى محكّات الإدمان السلوكي، وعمّا إذا كانت الدراسات العربيّة حول إدمان الإنترنت تتقاطع مع أبرز الاتجاهات العالميّة التي قاربت مشكلة إدمان الإنترنت.
أمّا في اليوم الثاني من المؤتمر، وتحديدًا في الجلسة التي درست تحديّات التعليم عن بعد، قدمّت الباحثة فاديا حسين بحثًا بعنوان” تعلّميّة اللّغة العربيّة عبر تطبيق استراتيجيّات التّعليم المتمايز عن بُعد. دراسة حالة في الصفّ التاسع”. وشكل بحثها مبادرة ذات أهميّة عملانيّة، كونها تجربة ميدانيّة جديدة، آنيّة، فرضتها جائحة كورونا ومستلزمات التّعلّم عن بعد، ويمكن البناء عليها لجهة إفادة المعلّمين عبر استراتيجيّات التّعليم المتمايز الّتي تضمّنتها الدّراسة، ولجهة طرائق مساعدة التّلاميذ ذوي الصّعوبات التّعلّمية في تطوير مهاراتهم الإبداعيّة.
وفي اليوم الثالث من المؤتمر عرضت الباحثة فيولا مخزوم بحثًا غنيًّا عن دور مؤسسّات التعليم العالي في تنمية مهارة البحث العلمي لدى طُلاب الجامعات الخاصة في لبنان. وقد كان غنيًّا ومفيدًا لجهة تسليط الضوء على أهميّة البحث العلمي ودوره في فتح أفاق معرفيّة جديدة أمام الباحث، ممّا يؤدي الى تحسين مهاراته الفكريّة والثقافيّة ونقلها إلى مجتمعه بهدف تطويره، علمًا أنّ تقدّم الأمم مرهون بتقدّم مستوى البحث العلمي لديها، الأمر الذي يُساهم في ازدهار القطاعات كافّة، الاقتصاديّة، والطبيّة، والاجتماعيّة، ..الخ.
يذكر أنّ المؤتمر عُقد عبر تطبيق زوم وشارك فيه أكثر من 1350 باحثًا وأكاديميًّا عربيَّا وأجنبيًّا، أمّا عدد الأبحاث التي عُرضت فيه فبلغ 64 بحثًّا.