رأى رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، في مؤتمر صحافي، أننا “معنيون بمعالجة قضايا الناس، ونحن في صراع مع ملفات كلفت اللبنانيين كثيرا.
وقال: همنا انقاذ الوطن ولا مستقبل آمنا للبنان من دون القضاء على الفساد. مستعدون لاي خطوة مع الاخرين لانقاذ البلد. رئيس الجمهورية في لبنان لا يسقط. والتيار الوطني هو تيار شعب لديه قضية لا ينتهي الا اذا انتهى الشعب وانتهت قضيته. مشيرًا الى أن “الوطن يستأهل أي جهد، ونحن جاهزون لتحسين العلاقة مع الخارج والتفاهم الوطني او التلاقي الموضعي مع الداخل اذا كان هذا الشيء لا يمس بمبادئنا”.
دعا باسيل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الى دعوتنا، في اطار خطة طوارىء”.
وأكد خلال مؤتمر صحافي أن “الفساد أكل مؤسسات الدولة والماليّة العامة وودائع الناس وجنى العمر فكيف يمكن ان نسكت ولا نتصدّى؟ لا أتكلم لأفتح مشكلا سياسيا مع أحد، ولكن ماذا أفعل اذا اعتبروا أنفسهم معنيين وهاجموا للدفاع؟”.
وقال:”احدهم يقول لك “بدو يقتل الطايفة”، فيحتمي فيها ويحرّضها، وآخر يقول لك “بدو خنق الزعامة”، وآخر يقول “بدّو يحبسنا”! فمن اقترب منهم؟ ولكن يبدو أنّهم يعرفون أنفسهم ويردّون بشكل هستيري!”.
وشدد على “أننا نعرف كم تكلّفنا من اغتيال سياسي وغيره ولكن لن نستكين! المواجهة ليست مع مجهول، بل مع منظومة سياسية، فالفساد في لبنان منظّم ومحمي من منظومة أقوى منّا تحكّمت بالقرار والمقدّرات، ولذلك لم نتغلّب عليها بعد، ونحن بحاجة للناس لنتغلّب عليها”.
وأضاف:”سنكمل بمعركتنا ولا بدّ ان يتجاوب الجميع، ومن باب الحرص على تجاوبهم اسألهم اين هم صامتون متفرّجون على المعركة بموضوع الأموال المهربّة والفيول المغشوش والمرفأ والكازينو والميكانيك والقروض المدعومة للميسورين؟ كلّها ملفات أوصلها التيّار للقضاء وبدأت المحاكمات ولذلك تشتد الحرب علينا”.
وقال:”سوف يعرض عليكم قريباً نوابنا جورج عطا الله وزياد اسود ولجنة الفساد في التيار جردة بالملفات التي تقدّمنا بها ونتابعها بالقضاء ونحن بمعركتنا ضد الفساد ننتهج 3 مسالك: القوانين والقضاء والناس عبر مكاشفتهم ليتحرّكوا”.
وشدد على “اننا تقدّمنا برزمة قوانين لمكافحة الفساد ونحن أمام أسبوع مهمّ باللجنة الفرعيّة التي يترأسها النائب كنعان لإقرار القوانين المتبقيّة وعلى رأسها قانون المحكمة الخاصة بالجرائم المالية، والأهم منها قانون استعادة الأموال المنهوبة والأهم من الإثنين والاسرع هو قانون كشف الحسابات والأملاك”، مشيراً الى أن “اقرار قانون كشف الحسابات والأملاك سيظهر الجديّة في المجلس النيابي لكشف المتورّطين بسرعة كبيرة وفصلهم عن الأوادم بين كل متعاطي الشأن العام واستعادة الأموال منهم”.
وتوجه باسيل الى اللبنانيين بالقول:” خلّوا عيونكم يا لبنانيين، على قانون كشف الحسابات والأملاك لكل القائمين بخدمة عامة من رؤساء ووزراء ونواب وموظفين من كل الرتب والاسلاك وذلك عبر هيئة التحقيق الخاصة بمصرف لبنان، وإحالة كل من يظهر لديه فوارق مالية وعقارية الى التحقيق والى المحاكمة اذا ظهر ارتكابه”، مشيراً الى “أننا وجهّنا كتابا لحاكم مصرف لبنان حول الاموال المحولة دون جواب مقنع وطالبنا بلجنة تحقيق برلمانية دون استجابة ونزلنا الى الشارع أمام مصرف لبنان والمتحف وقدّمنا اخبارا لمدعي عام التمييز للتحرّك دون نتيجة سوى جواب بأن الاجابة بالاسماء والأرقام ستعتبر عملا سياسيا لصالح فريق على آخر”.
وقال:”تقدّمنا أخيراً بقانون لاستعادة الأموال المحولة لأنّ تحويلها بشكل استنسابي دون مساواة بين المودعين هو عمل غير شرعي ويجب تسويته باستعادة هذه الأموال الى الاحتياطي النقدي للبلد لاستمرارية تأمين حاجاته الأساسية، فلنتابع مَن مِن النواب والكتل سيسير به”.
وشدد على أن “النزف من الاحتياطي لا يزال قائماً، ويجب وقفه، ومن هنا وجوب اقرار قانون ال Capital Control ونتعاون مع الرئيس برّي على دراسته ليكون محصوراً فقط بمنع التحاويل الى الخارج مع الاستثناءات الضرورية”.
وفي موضوع الفيول المغشوش، أوضح باسيل أن “هناك جرمان: جرم سياسي وجرم جنائي وبالاثنين التيّار الوطني الحر هو من كشف وواجه، ومهما فعلتم وكذبتم لن تستطيعوا تحويل الموضوع ضدّنا او تعميم التهمة على الجميع”.
ولفت باسيل الى أن “الجرم السياسي هو أنّ هناك عقدا وقّع سنة 2005 قبل استلامنا الوزارة، ولكن بعد استلامنا تبيّن لنا انّه يمكننا تحسين الأسعار والشروط وهكذا فعلنا على عدة مراحل ليصل مجموع ما وفرناه على الدولة مع شركة سوناتراك وحدها 65 مليون دولار عن كل سنة”، موضحاً أن “عام 2011 رفعت الى مجلس الوزراء كتابا اطلب فيه تحسين الشروط، واجراء مناقصة جديدة، ورُفض طلب وزرائنا 3 مرّات في 12 جلسة لمجلس الوزراء في الاعوام 2011 و2014 و2017، أي عند كل مرّة ينتهي فيها العقد، مرّة بمواقف سياسية واضحة، ومرّة بالتصويت ولم يقف معنا أحد!”.
وأشار الى أن “هناك مسؤوليّة سياسية على من سكت ومسؤوليّة أكبر على من حاربنا ومنعنا من إجراء مناقصة جديدة وهؤلاء سياسيون وموظفون ويجب محاسبة المستفيدين، وهنا تنطبق عليهم قضية استعادة الأموال المنهوبة او الموهوبة”، لافتاً الى أن “الجرم الجنائي هو أنّه تبيّن أن هناك فيول خرّب المعامل بعهد الوزيرة بستاني التي كانت طلبت تقريرا من كهرباء فرنسا EDF وتبيّن ان السبب هو الفيول، فلاحقت الموضوع حتى بعد خروجها من الوزارة وكشفته واوصلته للقضاء، وعندما حاولوا لملمة القضيّة، قدّم التيّار إخبارا وبدأت التحقيقات”.
وشدد رئيس التيار على أن “يجب التمييز بين فيول خارج المواصفات وهذا يحصل وهناك اجراءات في العقد للتعويض على الدولة يجب اتّباعها خاصة اذا الأمر غير مقصود وامّا ما نحن بصدده فهو فيول مغشوش، أي ان هناك تزويرا امّا بنتائج المختبر او بالعيّنات وهنا يتحمّل مسؤولية جنائيّة كل متورّط”، مشيراً الى أن “هذه القضية تذهب أيضاً الى وجوب استعادة الأموال المنهوبة التي يكون قد حصّلها من استفاد أكان شركة او فرد او موظّف. كل أمر خارج هذا السياق هو لإضاعة الرأي العام والتحقيق واخذنا الى متفرّعات لإضاعة القضية الأمّ”.
وقال:”سنتابع هذه القضية للنهاية، وأوّل امر يجب ان يتحقّق، بمعزل عن التحقيق ونتائجه والمحاكمة، هو قرار من الحكومة بعدم تجديد العقود عند استحقاقها في هذا العام وإجراء مناقصة جديدة، ومنع تقديم الشركات المتورّطةورفض أي ذريعة من فريق سياسي أو من ادارة المناقصات لعدم اجرائها أو تأخيرها”.
وتابع: “يجب السير بالاجراءات القضائيّة حتى النهاية لتنكشف حقيقة ما كان يحصل ومتى كان يحصل ومن المسؤولون عنه ومعاقبتهم. نحن لا نغطّي فاسد او مرتكب او مشتبه به ولو ظلم بسمعته، ولكن بالتأكيد لا نسمح بتمادي الظلم والافتراء على كرامات الناس وتضييع المسؤوليّات”.
وشدد على “أننا لا نغطّي أحد، ولا نهرّب أحدا ولا نخبّئ أحدا ولا عندنا شمسيّات حماية لأي مرتكب، ولكن لا نقبل الافتراء على بريء ولا نقصّر بالدفاع عن أصحاب الحق أكانوا معنا او ضدّنا بالسياسة”.
وأكد باسيل أن “القضية ليست ساعات اضافيّة ولا هديّة على عيد الميلاد، بل رشاوى لتحقيق التزوير واذا ثبتت لا نغطّي أي احد، والقضية ليست مساعدة ماديّة لفريق سياسي، نعلم أن الأحزاب تتموّل من متموّلين وأصدقاء ومناصرين، ولكن ليس مقابل استفادة لهم او غش على حساب الدولة، وكلّنا نعرف الفرق بين الاثنين”، مشيراً الى أن “لا يجب تضييع الموضوع والجهاز الأمني الذي يحاول حرف التحقيق معروفة غاياته وارتباطاته، ولن يستطيع تبرئة او ظلم أحد”.
وقال:””ما حدا يحاول يتوسّط معنا لِلَملمة الموضوع” ولا أحد يحاول أن يضغط علينا بتوجيه معلومات، حتى الآن غير مهمّة، لتوقيف أناس محسوبين علينا بالسياسة، لنقوم بتسوية في الملف وبالعدالة لا يمشي منطق التوازنات، فالمرتكب مرتكب والبريء بريء والموضوع ليس سياسيا ولا شعبيا، بل يصورونه على هذا الشكل لشلّ القضاء”.
وشدد على أن “لا أحد يحاول ان يحوّل الموضوع الى انحياز قاضي الى جانبنا، فالذي يرى ان غادة عون هي قاضية القصر الجمهوري، وهي ليست كذلك، فليطلب تنحيها عن الملف، لأن أي قاض سيأتي لن يستطيع تغيير الوقائع والحقائق”، مشيرا الى أن “لن ينفع معنا لا تهويلكم ولا نرفزتكم ولا محبّتكم او كرهكم، “اذا بتحبّونا او ما بتحبّونا” اوقفوا الاتصال بنا لطلب القرب السياسي والحماية للسكوت عن الملف وايجاد تسوية فنحن لن ندخل ولن نسمح بأي تسوية”.