استهدفت العقوبات الأميركية اثنين من صقور ٨ اذار. فالوزيران السابقان يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل من الشخصيات السياسية المفاوضة بين مرجعياتها وحزب الله، وهما الأكثر التصاقاً بالمقاومة. لكن أبعد من الشخصيتين فإن تساؤلات طُرحت حول أبعاد العقوبات وتأثيرها على استحقاقات اخرى، حيث من المتوقع ان تأخذ العقوبات منحى تصاعدياً لن يبقى مقتصراً على حسابات تأليف الحكومة فقط، إنما لما يتبعها لاحقاً من استحقاقات أخرى، مثل الانتخابات الرئاسيةعام ٢٠٢٢، وقد بدأ المرشحون الرئاسيون المحتملون يحسبون مواقفهم جيداً ويدرسون الخطوات منعاً لأي أخطاء تؤدي الى تآكل رصيدهم الرئاسي.واذا كانت العقوبات موجّهة الى فنيانوس بالدرجة الاولى إلاّ انها تعتبر في الظل استهدافاً لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فيما كان يمكن ان تشكل تسمية شخصية مقربة من التيار الوطني الحر استهدافاً للوزير السابق جبران باسيل ايضاً، والاثنان اي باسيل وفرنجية يتنافسان جدياً وبقوة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهما حليفان أساسيان لحزب الله.العلاقة مع حزب الله لن تكون عاملاً أيجابياً لمصلحة الطرفين في ضوء الحصار الأميركي المفروض على حزب الله، والتبدلات الجارية على الساحة الداخلية منذ ١٧ تشرين الأول. فالعقوبات الأميركية تخلق مشكلة رئاسية تهدد أحلام كل من باسيل وفرنجية الرئاسية، واذا كان تراجع فرنجية عن علاقته الاستراتيجية مع حزب الله غير مطروح، خصوصاً ان فرنجية معروف انه لا يساوم في موضوع العلاقة مع النظام السوري وحزب الله، فإن اللافت ان الوزير باسيل يُبدي مرونة واضحة في التعامل مع تشكيل الحكومة منذ زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون، الأمر الذي تم تفسيره انه أبعد من الحكومة، وان باسيل الذي يُعتبر من أبرز حلفاء حزب الله، يحاول ان يكون خارج دائرة الاستهداف الأميركي.حلفاء حزب الله المسيحيين في مرمى العقوبات، والمؤكد ان الانتخابات الرئاسية غالباً ما تخضع للتوازنات الاقليمية التي لها الدور الأساسي في اختيار المرشح الرئاسي. ومن دون شك فإن لبنان على أعتاب مرحلة جديدة، وانفجار المرفأ في ٤ اب أفرز واقعاً مختلفا مع دخول الأوروبيين على العامل الداخلي، ومع الحصار الأميركي على حزب الله، مما يُغلّب خيارات رئاسية مختلفة، حيث قد تذهب الأمور نحو شخصيات مسيحية مستقلة، او تعزز حظوظ قائد الجيش جوزاف عون، الذي حافظ هلى علاقة متوازنة مع كل الأطراف، ويحظى بدعم أميركي تجلّى بالمساعدات اللوجستية للجيش اللبناني.