كتب حسين سعد في “المدن”: الثمانيني ديب صبرا، ابن بلدة حداثا الجنوبية، قضى يوم الأحد بوباء كورونا في إحدى مستشفيات مدينة ديربورون الأميركية في ولاية ميشيغن، فيما ترقدت ابنة بنت جبيل غادة بزي (أم لولدين) وكثيرون غيرها من أفراد الجالية اللبنانية في مستشفيات ديربورن وديترويت، بعدما أصيبوا بهذا الوباء الذي تفشى بين أبناء الجاليات العربية الكبيرة والأميركيين، وبلغ عددهم المئات، وخصوصاً ديترويت التي وصفت بالولاية الموبوءة.
صبرا الذي كان يعاني من أمراض مزمنة وأدخل بنتيجتها إلى المستشفى ليصاب بداخلها بفيروس كورونا ويقتله، هو حالة الوفاة السابعة في صفوف الجالية اللبنانية، الجنوبية تحديداً في ديربورن وديربورن هايتس، التي يقطنها نحو عشرين ألف لبناني. وعرف من المتوفين بالوباء هناء علي بزي وحسن حمود وغسان فواز وفادي حراجلي، وسمير بزي ومحمد علبي.
انحسار تدريجي
اللبنانيون في ولاية ميشيغن، كما غيرهم في الولايات الأخرى، لا ينطبق عليهم وضع المغتربين اللبنانيين في إفريقيا، على سبيل المثال، أو طلاب ضاقت بهم السبل في أوروبا. فهؤلاء جزء من النسيج الأميركي يتمتعون بالحقوق والواجبات، والسواد الأعظم منهم متجذر في هذا البلد، ولهم ممثلون من أبناء جلدتهم في المجالس الحكومية، يسهرون على متابعة أوضاعهم.
يشيد أبناء الجالية اللبنانية في ديربورن ودير بورن هايتس بالإجراءات الصارمة التي اتخذتها حاكمة ولاية ميشيغن، لناحية إغلاق المدارس والمؤسسات التجارية قبل شهر ونيف، فساهمت بشكل كبير في انحسار الوباء تدريجياً في الولاية، فيما تعمل الجالية اللبنانية بجد على المساهمة في الانضباط العام لجهة الالتزام بالحجر المنزلي، وتوجيه الإرشادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
حسان سام بيضون لبناني أميركي، يتحدر من مدينة بنت جبيل، مفوض عن مدينة ديربورن من أصل 15 مفوضاً أميركياً يمثلون 43 مدينة في مقاطعة (Wayne county). ومنذ اللحظة الأولى يجهد بالتنسيق مع حاكمة ولاية ميشيغن مخاطباً الجالية اللبنانية والعربية وحثهم على الالتزام بالحجر لمواجهة كورونا.
يؤكد بيضون لـ”المدن”، متوجهاً بحديثه أيضاً إلى الجالية: عليكم أن تعلموا أن المستشفيات كلها في منطقتنا قد بلغت طاقتها القصوى، وأصبح الأطباء والممرضون الذين يخوضون حرباً ضد الوباء على الخطوط الأمامية مرهقين ومعرضين للعدوى أو الموت. والأمر ذاته ينطبق على أبناء الجالية العربية التي يفتك بها هذا الوباء.
مضيفاً أن عداد الوفيات والإصابات يتراجع في الولاية، لا سيما ديربورن، وقد أصبحنا بالمرتبة الخامسة بعدما كنا نحتل المرتبة الثالثة في الولايات المتحدة. وكل ذلك نتيجة الإجراءات القوية والصارمة التي اتخذتها حاكمة الولاية وتجاوب المواطنين. لافتاً إلى أنه من الفترض أن يبدأ بعد أسبوعين تقليص الإجراءات عبر الفتح التدريجي للمؤسسات، مقابل الابقاء على منع التجمعات والاحتفالات، واتخاذ إجراءات إضافية على أبواب شهر رمضان.
ويوضح بيضون أن عدد الجالية اللبنانية في ميشيغن يعد بمئات الالاف، أما في ديربورن ودير بورن هايتس، فأن العدد الأكبر من الجاليات العربية هو الجالية اليمنية تليها اللبنانية والعراقية.
الدعم للعائلات
ويتابع الإعلامي اللبناني الأميركي في جريدة “صدى الوطن” الأسبوعية، علي منصور، تطورات وباء كورونا في تلك المنطقة ونشاطات الجالية اللبنانية والعربية على وجه الخصوص. ويؤكد لـ”المدن”: أن الحياة بقيت عادية حتى العاشر من آذار المنصرم. بعدها بدأت إجراءات الحجر والإقفال. وهذا التأخر هو الذي ساهم في تفشي الفيروس. ويضيف: أن ما يسري على الأميركيين يسري على الجالية اللبنانية من ناحية تقديم الدعم المادي للعائلات من جانب الحكومة الأميركية.
ويلفت منصور إلى أن ديترويت، وهي العاصمة التجارية للولاية وكبرى مدن ميشيغن، ملاصقة لمدينتي ديربورن ودير بورن هايتس، وتعتبر مدينة موبوءة بكورونا. وهناك صلة وطيدة بين أبناء الجالية اللبنانية وهذه المدينة، حيث أعمالهم التجارية، وخصوصاً في قطاع محطات الوقود التي يعمل في غالبيتها لبنانيون.