الأنباء” الإلكترونية
لا تحوّل إيجابياً بعد طالما أن أهل القرار في الدولة لم يتخذوا موقفاً حازماً يُوقف تفاقم الأزمة مع دول الخليج، عبر إقالة الوزير جورج قرداحي التي من شأنها تبريد الأجواء التصعيد وفتح كوة في الأفق المسدود.
ومع التوقعات بأن يتسبب التعنت إذا ما استمر في المزيد من التأزم، فإن خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بعد ظهر أمس لم يحمل أي إشارة قد تفتح الباب على حلول للأزمة، حيث تجاهل في الوقت نفسه الحديث عما أعلنته السلطات الكويتية عن اكتشاف خلية تابعة لحزب الله كانت تخطط للقيام بأعمال إرهابية في الكويت.
نصرالله لم يحد في خطابه عن تكرار نفس اللهجة العدائية للسعودية، متهما إياها بافتعال أزمة مع لبنان من خلال ما وصفه بتصريح “بسيط” لوزير الاعلام عن حرب اليمن “لا يوازي مما قيل في هذا الصدد من قبل مسؤولين عرب وأجانب”، ولم تحرك السعودية بحسب قوله ساكنا كما فعلت بالنسبة لتصريح قرداحي.
وتعليقا على ما قاله أمين عام حزب الله أشار عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار في حديث مع جريدة “الأنباء” الالكترونية الى أنه “لم يلمس أي تغيير بمواقف نصرالله. بل على العكس فقد أصرّ على مواقفه “هكذا أريد وهكذا يجب أن تفعلوا”، وإن كان يتحدث بشكل هادئ لكنه لا يتناسب مع واقع الحال، متعمدا التنكر لكل تقديمات السعودية والتأكيد على أنهم حزب عابر للدول. فمن خلال وجودهم في اليمن ينفذون الرغبة الايرانية”، مشيرا الى أن “نصرالله يتعاطى مع الأمور دون إدراك للحقيقة ولمخاطر هذه التصرفات”.
وشدد الحجار على أن نصرالله لا يريد للقرداحي أن يستقيل “لأنه لا يريد حلا للأزمة الدبلوماسية مع الخليج، بل يريد ان يخرب علاقة لبنان بكل المنطقة بما يخدم المشروع الإيراني، لأن بوصلته تعمل دائما لخدمة هذا المشروع”، وأضاف: “لقد أصبح واضحا وجلياً عند كل المتابعين، والعالم يدرك أن حزب الله يضع يده بالكامل على السلطة بتواطؤ واضح وفاضح لكل من يدور في فلكه، ورغم ذلك يحاول التنكر ويعطل مجلس الوزراء ويمنع استقالة وزير أساء للمملكة السعودية من خلال المواقف التي أطلقها وكانت بمثابة أوراق اعتماد ليصبح وزيرا، كما يتناسى الحزب أن الأمر مرتبط كذلك بتراكمات تدخله حزب الله المباشر في مساعدة الحوثيين واستهداف أمن السعودية، ثم خلايا الكويت، وهذه الطريقة التي يتعامل فيها هذا الحزب مع دول الخليج لا يعير فيها وزنا لمصالح اللبنانيين في تلك الدول، وكل هذا التراكم هو الذي اوصل الامور الى ما وصلت إليه”.
من جهته عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جوزف اسحق أشار عبر “الأنباء” الإلكترونية الى أن “حزب الله ما زال على نفس السياسة التي ينتهجها لتهديم كل مقومات البلد، من قرارها السيادي الحر الى تهديم الاقتصاد قطاعا وراء قطاع”، معتبرا “دعمه للفساد وتغطيته يهدف الى تدمير الوضع الاقتصادي وقطع علاقة لبنان بمحيطه العربي”، مؤكدا ان “حزب الله لا يملك أي هدف اصلاحي ولا انمائي، ولا يوجد شيء يجعلنا نشعر انه يريد ان ينفذ الإصلاحات. وهو بمكان معين يغطي الفساد مقابل تغطية سلاحه. وليت نصرالله يصغي لنداء البطريرك مار بشارة بطرس
الراعي لتطبيق مبدأ الحياد لكنا وفرنا على لبنان كل هذه الويلات”.
من جهة ثانية كشف عضو كتلة الوسط المستقل النائب علي درويش أن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي يعول على الايجابيات في كل ما هو قائم، لافتا في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية الى ان “الصيغة الوطنية تستدعي الهدوء والاتجاه لانعقاد جلسة لمجلس الوزراء، وملاقاة الرئيس ميقاتي في منتصف الطريق”، معربا عن أمله بأن “تسهم الخطابات المنخفضة السقوف في المساعدة على تدوير الزوايا وإيجاد المخارج اللازمة لحل الازمة”.
لكن درويش استدرك بالقول أن “حتى اللحظة ليس هناك من مبادرة لعقد جلسة لمجلس الوزراء، لكن الأبواب ليست موصدة أمام الحل”، وأشار إلى الاحتفال بمئوية نقابة المحامين في الشمال التي وصفها بالمميزة شكلا ومضمونا، وقد جاءت “قانونية بامتياز لجهة تشديد ميقاتي على استقلالية القضاء ومبدأ فصل السلطات، وعدم التدخل بالجسم القضائي باعتباره مطلب حق، واعتباره لبنان جزءا من العالم العربي وهناك حاجة لتقاربه من هذا العالم”.