تمت ظهر اليوم (الخميس) عملية التسّلم والتسليم بين وزيرة الشباب والرياضة السابقة فارتينيه أوهانيان والوزير الجديد الدكتور جورجكلاّس.
حضر التسّلم والتسليم مدير عام الوزارة زيد خيامي، ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العام للمنشآت رياض الشيخة، ورئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية بيار جلخ ونائب الرئيس هاشم حيدر والأمين العام حسان رستم، ورئيس اتحاد كشاف لبنان جورج غريّب، ورؤساء المصالح في الوزارة، وحشد من رجال الإعلام.
أوهانيان
تحدثت الوزيرة أوهانيان فقالت “أود أن أبدأ بسؤال، هل تمكننا منتحقيق تطلعات الشباب والكشّافة والرياضيين على الرغم من كل الظروف الصعبة؟ .. كانت الأحلام والآمال أكبر، إلا أننا قمنا بفريق عمل الوزارة، الصغير العدد، بأقصى ما يمكن، في ظل أزمة متعددة الأبعاد، فرضت حدوداً لحركتنا وأحلامنا”.
وتابعت “لقد مر القطاعان الشبابي والرياضي ويمرّان بأزمة كبيرة، بدأت قبل ثورة تشرين بفترة، وتزامنت مع الاوضاع المترديّة، وتجميد المساهمات المالية الحكومية، وغياب المعلنين ورجال الاعمال وعدم قدرة المؤسسات الاعلامية على التبني، وازدادت حدة مع ازمة كورونا، ووصلت الى الذروة مع الانهيار الاقتصادي”.
وأضافت “ومع ذلك، ووفق الأولويات الممكنة، أنجزنا قانون إعادةهيكلة الوزارة، وفق أسس عصرية، وأعددنا الخطة التنفيذية لإحياء السياسة الشبابية التي وُضعت في الماضي، وأتممنا إنضمام لبنان إلى الاتفاقية الدولية لمكافحة المنشطات في الرياضة، وشكلنا لجنة وطنية بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية لمتابعة التنفيذ”.
وقالت أوهانيان “نجحنا في مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، في تحديد موعد جديد لـ”بيروت عاصمة الشباب العربي”، وتثبيت دورة الألعاب العربية في لبنان، وأطلقنا فكرة برلمان الشباب اللبناني”.
وأردفت “ولكن، وللأسف، توقف كل شيء وللأسباب نفسها، أزمة فيروس كورونا والإقفال العام وإنفجار مرفأ بيروت واستقالة الحكومة، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، إلا أننا لم نتخلّ عن مسؤولياتنا”.
وتابعت “نجحنا في إعادة الحياة إلى الملاعب الرياضية، وأطلقناالحملة الوطنية لحث المواطنين على التلقيح، وتمكننا من تأمين اللقاحات للبعثات الرياضية، وتأمين فحوصات الـ Rapid Testللعديد من الاتحادات الرياضية”.
وأضافت “اليوم، ومع انتهاء مهمتي، لا زلت على مواقفي في الدعوة إلى المحاسبة في كل مجال، من خلال إطلاق التدقيق الجنائي، وإستعادة الأموال المُهرّبة إلى الخارج، والوصول في التحقيق في ملف إنفجار مرفأ بيروت إلى خواتيم، لا تُضيّع دماء الشهداء، ووضع قوانين للحد من الاحتكار ومكافحة الفساد”.
وقالت “أدعو الحكومة الجديدة الى منح وزارة الشباب والرياضة الموازنة التي تستحق، للقيام بواجباتها، ودعم القطاعات التابعة لها، وأدعو المنظمات الدولية والحكومات الصديقة إلى عدم الإنكفاء، وتبديل موقفها، ودعم كل الخطط الآيلة لمساعدة رياضيي لبنان وشبابه، للحد من الهجرة المجنونة”.
وتابعت أوهانيان “اليوم، وأنا أترك وزارة الشباب والرياضة، أود أن أشكر فريق عملها، بدءاً من المدير العام، مروراً برؤساء المصالح والدوائر، ووصولاً إلى جميع الموظفين، وأؤكد بأنهم أثبتوا كفاءة القطاع العام والعاملين فيه، وقدّموا جهوداً رائعة، متجاهلين كل الظروف الصعبة”.
وأضافت “ها أنا أضع الوزارة بين أيدٍ أمينة، وآمل بأن يكون العمل استمرارية، وأن تُستكمل الملفات التي وضعناها على السكة المناسبة، من قانون الوزارة، إلى المُطالبة بموازنة حقيقية، إلى البت بالخطة التنفيذية للسياسة الشبابية، والمُضيّ ببرلمان الشباب اللبناني، وسواها”.
وختمت أوهانيان “أتمنى على معالي الوزير، إقناع الحكومة بتنفيذ “بيروت عاصمة الشباب العربي” لما لها من أهمية في استقطاب الأشقاء العرب مجدداً، واستضافة الألعاب العربية وتأمين التمويل المحلي والخارجي لتأهيل المنشآت الرياضية، واستضافة الأنشطة الكشفية العربية الكبرى المقررة، آملة لمعاليك التوفيق في هذه المهام التي تصب في خدمة شباب لبنان وكشّافيه ورياضييه”.
كــلاّس
وتحدث الوزير كلاّس فقال “بدايَةً أرفعُ بإسمكم وبإسمي دُعاءَ رحمةٍ وباقةَ وَفاءٍ لكلِّ مَنْ إرتفَعَ مَجْداً من اهلنا وشبابنا في بيروت الجريحة وعكَار الحريقة وعلى كامل الخارطة اللبنانية، و لكلِّ مَنْ قاسى وعانى من إجرامات الإفقارِ وإخفاءِ الأدوية وإحتكارِ الأغذية ومُستلزماتِ العيش وتَسبَّبَ بفقدِ الشباب أملهم بلبنان”.
وقال “كلّنا عشنا الفاجعة، والوطنُ يَئِنُّ والأهلُ يتحرَّقون فقْداً، والعالم ينظر الينا وينتظر منا أن ننهض وسننهض، متى خَفَّفَ موجات الغضب عنَا ومدَّ لنا أيادي الخير، بمنعَةٍ وكرامةٍ ورَفعَةِ رأس”.
وتوجه كلاّس إلى أوهانيان بالقول “قد تكون وزارة الشباب والرياضة من أصغر الوزارات، لكنها من الأوسع شأناً وتأثيراً، إن تمَّ وضعُ إستراتيجية رؤيَوِيَّةٍ لها تلاقي نظرة الدول الزاهرة الى الشباب والرياضة، وتوازي بين إهتمامَيْن هما الشباب وإنتظاراته والرياضة ومتطلّباتها”.
وأضاف “واقعُ الحال ان الاهتمام يتركَّزُ اليومَ أكثر ووِفقَ الإمكانات والموازنة المُخَصَّصة، على الرياضة بتمايزٍ واضح .. أقول (تمايزا) وليس (تمييزاً) او (مفاضلة)، والأمل بأن تُعقدَ إجتماعات عمل مع لجنة التربية النيابية ولجنة المال والموازنة ولجنة الشباب والرياضة النيابية، لتعديل قانون إنشاء الوزارة وتوسيع مهامها ومجال عملها وتعزيز موازنتها، بما تسمح به الحال، ووفق ما تتطلبه عملية التحديث والتطوير للوصول، والتأكيد على ان تكون وتبقى وزارة الشباب والرياضة وزارةً مُستقبلية رؤيوِيَّةً تتوفر فيها معايير الجودة والشفافية، ووزارةً تليقُ بالشباب اللبناني، الذي يتغرّبُ عن الوطن، والذي أدعوه {أَنْ يسافرَ ولا يهاجر}، وان نُفعِّلَ الاتفاقات الدولية مع الخارج، دعماً لمستقبل الشباب”.
وعدد كلاّس أبرز الإهتمامات، فقال:
١. أبرز مخاوفي، أن نُصبِحَ على وطنٍ بلا شباب، ونُمسي على مدنٍ وقرىً اشبَهَ (ببيوت راحة)، وهذا هاجِسٌ خطير، نرجو وسنعملُ لأن نصحو منه على خير، ويبقى الشباب هنا، ونستعيد مَنْ سافرَ ونتواصل مع مَنْ هاجر.
٢. وأبرز همومي، أَنْ تنشأ أجيالٌ شبابية متباعدة جغرافيًا.! وديموغرافيا وتواصلاً .. وليسَ من ميادينَ تجمع ولا ساحاتٍ يُتلاقى فيها، غير الجامعة اللبنانية التي أنا منها والمؤسسات العسكرية والأمنية، والتنظيمات الكشفية والرياضية التي، إضافة الى ما أراه فيها من نبضٍ وطنيٍّ قويٍ، أعتبرها رديفاً مُوَقَّتاً لرسالة (خدمة العلم) التي كانت شابات وشباب لبنان يلتقون في رحابها وينضوون طَوْعاً في معمودية نار الوطن، ويتفاعلون بإيجابياتٍ إندفاعيَّةٍ ليقولوا للعالم (نحنُ متنوِّعونَ ونَوعِيِّون) وأبناء وطنٍ نوعيّ!.
٣. تعهدّي، ان اعمل لمتابعة مشروع القانون الذي أعدَّتْهُ الوزيرة اوهانيان لوضع وإقرار هيكلية إدارية أوسع وأشمل وأحدث للوزارة، بمديرياتها ومصالحها واقسامها ، وإستحداث مراكز فرعية لها في المحافظات، تلاقي ابناءنا في قراهم و بلداتِهم والأرياف .
٤. وضع إستراتيجية تعاون وتكامل بين وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الشباب والرياضة، على مستوى تعزيز مقررات الرياضة في المناهج، وحماية (إختصاص الرياضة) في مراحل التعليم، بحيث لا يدرس المقررات الا مَنْ كان حائزاً على (إجازة في التربية الرياضية)، الى جانب الذين لديهم خبرات عملية وإحترافية في مجالات الفنون الرياضية بأنواعها.
٥.حماية وتنظيم الإحتراف، هي أولوية عندي، وبمستوى (حماية الملكية الفكرية والفنية)، وتعزيز (الإعلام الرياضي)، كإنتاج وإختصاص بعْد أن أدخلته جامعات كمسارٍ تخصصي على مستوى الماستر، وتوفير فرص العمل في مجاله.
٦. تشجيع الإستثمار بالرياضة، بما يتوافق وطبيعة لبنان الجبلية والساحلية، ويسهم بحالات النموِّ والازدهار.
٧.تشجيع الهوايات وتوجيه الشابات والشباب بما يكفل تحقيق الاهداف ويستجيب لهواياتهم، والتعاون مع اللجنة الاولمبية واللجنة البارالمبية والإتحادات الرياضية والشبابية والكشفية وجمعياتها، وإيلاء المنشآت الرياضية اهتمام خاصاً، من خلال توفير اعتمادات خاصة و برامج تعاون مع جهات مانحة.
٨. العمل على بناء شبكة علاقات بين السياحة البيئية والسياحة الرياضية.
٩. تعزيز الأندية والاتحادات وحماية تخصصاتها وامتيازاتها وتوطيد علاقاتها مع الخارج ومع المنظمات الدولية الشبابية والرياضية وِفقَ بروتوكولات تعاون.
١٠. تعزيز الصحة الشبابية والصحة الرياضية، بما يكفل تأمين (بيئة رياضية صحية) للرياضيين، ووضع رؤية تلحظ (ضمان مستقبل الشباب)، لا ان نبقى فقط في اطار (ضمان الشيخوخة).
١١. العمل على ان تتبنى الحكومة تعزيز الامكانات المالية وإقامة علاقات مع المؤسسات الخارجية الداعمة للشباب والرياضة.
١٢. متابعة إقرار مشروع الإستراتيجية الوطنية، الرياضية والشبابية والكشفية، الذي سيكون من عناوين إعادة النهوض الوطني والمستقبليِّ العام، والحامل رؤيةً تحديثية تواكب آمال الأجيال.
١٣ التواصل مع وزارة الخارجية والمغتربين، لتعزيز التواصل بين شباب لبنان المقيم و شباب الانتشار.
وأضاف وزير الشباب والرياضة الجديد “أستأذنكم ان نقدمَ بإسمنا جميعاً التهنئة القلبية للنجاحات البطولية التي يحققها رياضيو وشابات وشباب لبنان في المسار التألّقيّ الذي يرسمونه، على رُغمَ الأزمات المأزقية التي يعانيها لبنان، وآخرها فوز نادي بيروت بلقب بطولة الأندية العربية لكرة السلة، والتمني بالتوفيق لمنتخب لبنان في مواجهته مع البرازيل يوميّ السبت والأحد في كأس ديفيس للتنس للرجال، والتمني بالتوفيق لمنتخبيّ لبنان للرجال في كرة القدم وكرة السلة في تصفيات كأس العالم”.
وتابع “الشكر للاتحادات والاندية التي أوْلَتِ الإهتمامَ لهذا القطاع الحيوي، في وقت ماتت فيه قطاعاتٌ كثيرة، نرجو أن تستعيد عافيتها من جديد”.
وأضاف “وعدٌ وعهدٌ أن أعمل مع سعادة المدير العام الأستاذ زيد خيامي وفريق العمل من الاداريين والخبراء، وان أرفع هذه البنود الى مجلس الوزراء وملاحقتها و متابعتها شخصياً، مهما كانت الجهود والتحديات… {إن شباب لبنان يستحق}”.
وختم موجهاً كلامه الى الوزيرة أوهانيان “انتِ حاضرةٌ في ضَمير الوزارة ووجدانِ كلّ مَنْ عمل معكِ، جهودُكِ تحكي وإنجازاتك تشهد، وحضورُكِ باق”، وقال “المجدُ لكلّ رياضي رحل، وللأجيال الشابة كلُّ المحبَّة، وللبنانَ كلُّ الوفاء”.
وقامت أوهانيان بتعريف الوزير الجديد على أركان الحركة الرياضية والشبابية والكشفية في لبنان، وكبار موظفي الوزارة، وسلّمته ملفّاًتضمن المشاريع التي تم إعدادها خلال فترة ولايتها، علماً أن الوزيرين السابق والجديد استبقا التسلّم والتسليم بإجتماع مغلق، خيامي، استعرضا فيه واقع الوزارة ومشاريعها وأولوياتها.