كتب محمد هاني شقير:
كتب له الله عمرًا جديدًا وهو الذي تقاعد منذ سنتين من عمله كمدير للمشتريات في مستشفى الروم، وهوايته صيد السمك، لذلك حصل على إذن من الامن العام اللبناني لممارسة هذه الهواية مع أصدقائه داخل المرفأ.
جان يوسف حرفوش البالغ من العمر ٦٥ سنة، كان قد نزل الى المرفأ بعد ظهر 4 آب 2020 ليصطاد السمك، وكان يتواجد قرب العنبر رقم 12، ولما لمح دخانًا يخرج من العنبر ،ذهب مباشرةً الى القوى الامنية المتمركزة في المرفأ وأبلغهم بحصول الحريق، كما واتصل بالدفاع المدني للسبب ذاته، ثم عاد أدراجه نحو المكان ليجد أن بقعة الحريق تزداد وتشتد وتتسع، فادار محرك سيارته واتجه نحو البحر غربًا ثم الى الشمال حيث وصل الى الرصيف رقم 7 الكائن خلف صوامع اهراءات القمح. وما هي إلا ثوان حتى دوى الإنفجار – الزلزال.
وبقدرة قادر نجا حرفوش من الموت وأصيب بجروح ورضوض مختلفة داخل سيارته التي تعطلت جميع أبوابها ،فخرج متحاملاً على جراحه من نافذتها متجهًا الى مكان وقوع الانفجار، وهناك وجد أشلاء الشهداء متناثرةً في كل مكان، ورأى صديقه ينزف تحت سيارةٍ طارت من شدة الانفجار وسقطت على جسده النحيل، فحاول، برغم جراحه انقاذه، لكنه ما لبث أن فارق الحياة.
ويضيف حرفوش أنه ركض نحو الخارج حيث جرى نقله الى مستشفى الروم، وهناك كانت جثث الشهداء ما تزال على الارض، الى ان حضر ولده جوزف الذي كان يبحث عنه في كل المستشفيات، وجاءه اتصال من والدته تخبره فيه عن وجود والده في مستشفى الروم، فذهب جوزف حرفوش ابن جان الى مستشفى الروم ونقل والده على دراجته الآلية الى مستشفى جبل لبنان لتلقى العلاج.
وهكذا يكون جان يوسف حرفوش قد نجا باعجوبة من هذا الانفجار – الزلزال.