أكد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، أنه لم يقل أن اتصاله بالرئيس سعد الحريري من باريس لم يكن إيجابيا، بل كانت هناك وجهات نظر مختلفة، معتبرا أن مبادرة الرئيس سعد الحريري بالأمس تفتح مجالا كبيرا للتسوية، ولتسهيل مهمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمبادرة الفرنسية.
وقال في حديث تلفزيوني: “نتحدث اليوم عن المبادرة الإيجابية، والخطوة الجريئة التي اتّخذها الشيخ سعد الحريري، ولا نريد أن ندخل في سجالٍ مع رؤساء الحكومات السابقين”.
وعن موضوع مطالبة الثنائي الشيعي بوزارة المال، قال جنبلاط: “لا علم لي بأن موضوع وزارة المالية هو دستوري، ولا علم لي بأن المحاصصة التي جرت منذ زمنٍ بعيد، وحتى منذ أيام رفيق الحريري، هي دستورية ومن صلب الطائف، لأنها تميز بين اللبنانيين فئة أولى وفئة ثانية. لذلك حسنا فعل، ونشكر الشيخ سعد الحريري لأنه اخترق الجدار من أجل المبادرة الفرنسية”.
وأضاف: “أرجو من الفرقاء الذين يحللون “استراتيجيا” أن يريحونا من انتظار الانتخابات الأميركية. فالشعب اللبناني بحاجة إلى حكومة جديدة، وما يحصل في الانتخابات الأميركية، “آخر همنا”.
وعن ما لمسه خلال زيارته لفرنسا قال جنبلاط: “أعتقد شخصيا أن المبادرة الفرنسية هي آخر فرصة للبنان تستطيع أن تضعنا، بالحد الأدنى، على الخط الصحيح بالنهوض الاقتصادي والاجتماعي، بعيدا عن صراعات الدول والمحاور”.
وأشار إلى أنه لا يوافق رئيس الجمهورية ميشال عون على كلمة “جهنم”، معتبرا أن هذا كلام غير مسؤول، وقال: “إذا أفشل البعض المبادرة الفرنسية فنحن سنذهب لمزيد من التأزم الاقتصادي والاجتماعي، وإلى أفقٍ مجهول”.
وعما إذا كان الموقفان الإيراني والأميركي قد تبدلا باتجاه تسهيل تأليف الحكومة، قال جنبلاط:” لا أدري، لكن لا علاقة للشعب اللبناني بكامله بهذا الصراع الدولي خاصة بعد تفجير المرفأ، والخراب الذي لحق بالجميزة والأشرفية وغيرهما من المناطق، فليرحمونا”.
وتعليقا على نداء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حول الحياد، وموقفه من وزارة المال، قال جنبلاط: “تحدث البطريرك الراعي بالتحديد عن الحياد الإيجابي، وأنا شخصيا طالبت بالحياد الإيجابي. والحياد الإيجابي نظرية صدرت عام 1955، عندما اجتمع قادة من العالم منهم عبد الناصر، ومنهم سوكارنو، وجواهر لال نهرو (كان رئيس وزراء الهند)، ونادوا بالحياد الإيجابي. أما في لبنان فالحياد المطلق صعب جدا، إن لم يكن مستحيلا في الخمسينيات أيضا. وحده الزعيم ريمون إده نادى بالحياد، لكن صعب جدا أن يكون هناك حياد، وأرض فلسطين محتلة وإسرائيل موجودة. ولن يكون هناك حياد، واليوم هذا الأمر يتطلب شروطا موضوعية مختلفة”.
وختم جنبلاط بالقول: “الطائف تطلب جهودا كبيرة، وتوافقا دوليا وعربيا، فلماذا اليوم نقفز بالمجهول لنغير الطائف، ولست أدري من أين أتت هذه الفكرة”.