بمناسبة يوم الشهيد والذكرى السنوية التاسعة والثلاثين لعملية فاتح عهد الاستشهاديين أحمد قصير، أقام حزب الله مراسم تكريمية للاستشهادي عامر كلاكش (أبو زينب) عند النصب التذكاري له في محلة المطلة ببلدة الخيام، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء.
وبعد تلاوة السورة المباركة الفاتحة لروح الشهيد كلاكش، وضع النائب فياض والحضور إكليلاً من الزهر أمام النصب التذكاري للشهيد، قبل أن تؤدي ثلة من مجاهدي المقاومة الإسلامية قسم العهد والوفاء بالسير على نهج الشهداء.
ومن ثم تحدث النائب فياض فقال إن الشهداء حرروا الأرض وقيدوا العدوانية الإسرائيلية، وكرسوا معادلة الردع والتوازن التي منعت العدو الإسرائيلي من التمادي في عربدته وعدوانيته.
وأشار إلى أن الأزمة والتصعيد الذي تمارسه الدول الخليجية ضد لبنان، إنما هي غير مبررة، وغير مقنعة، وهي مفتعلة، مؤكداً أن حزب الله لا يريد أن يتدخل في أي من الشؤون الداخلية لأي دولة عربية، وهذا قرار فرضه حزب الله على نفسه منذ زمن بعيد، ويلتزم به التزاماً صارماً، ولذلك نحن عندما نطلق مواقفنا تجاه القضايا العربية والسياسية والإنسانية مثل القضية الفلسطينية أو الوضع في اليمن أو غيرها من القضايا العربية، إنما نعبر في ذلك عن مواقفنا نحن، التي تترجم أفكارنا ورسالتنا وعقيدتنا وفهمنا للتحديات التي يخوضها العالم العربي.
وأضاف نحن لا نلزم أحداً في هذه المواقف، فلا نلزم حكومة ولا وزيراً ولا مواطناً هاجراً بعيداً طلباً للرزق، ونعبّر عن هذه المواقف كترجمة لقناعاتنا التي نمارسها ونمضي بها دون أن يعني هذا الأمر شكلاً من أشكال التدخل في الشؤون العربية لأي بلد من البلدان.
وشدد على أننا نريد لهذا العالم العربي أن يكون خالياً من الصراعات الداخلية، وأن يكون بعيداً عن أي ارتهانات للخارج، ونريد لهذا العالم العربي الذي ننتمي إليه أن يكون مستقراً وآمناً وعزيزاً ومنحازاً فقط لقضايانا الكبرى وفي طليعتها القضية الفلسطينية.
بعدها توجه النائب فياض والحاضرون إلى مكان العملية الاستشهادية التي نفذها الشهيد عبد الله عطوي في بلدة كفركلا الجنوبية بالقرب من بوابة فاطمة، ومن ثم توجهوا إلى مكان عملية الاستشهادي عمار حمود في بلدة القليعة، لينتقلوا بعدها إلى مكان عملية الاستشهادي الشيخ أسعد حسين برو في بلدة برج الملوك، حيث أقيمت مراسم تكريمية للشهداء، وتم وضع أكاليل من الزهر أمام النصوب التذكارية لهم.
وعند نصب الشهيدين أحمد عبد الله وولده محمد عند مدخل كفرشوبا، أقامت السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي مراسم خاصة للشهيدين، بحضور النائب فياض، ورئيس البلدية الدكتور قاسم عز الدين القادري، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات.
وبعد أن أدت ثلة من المجاهدين قسم العهد والوفاء بالسير على نهج الشهداء، وضع الحاضرون إكليلاً من الزهر أمام نصب الشهيدين، وبعدها تحدث القادري فقال إن شهداءنا سيبقوا الشعلة المضيئة التي تنير طريقنا، والتي تفتح أمامنا أبواب المستقبل، وعليه، فإن خير تكريم لشهدائنا هو السير على نهجهم، والوفاء للقيم التي استشهدوا من أجلها، وخير تكريم للشهداء أن نضع جانباً كل الانقسامات الطائفية والمذهبية والمناطقية، وأن تكون القضية الفلسطينية القضية الأم، والتي هي قبلتنا وبوصلتنا، وأن نكف عن كل النزاعات الجانبية التي تهدر الطاقات وتفتت الصفوف.
بدوره الشيخ جهاد السعدي شدد على أن الدفاع عن الوطن هو واجب ومقدس، والتضحية في سبيله مكانة عالية وشرف لا يضاهيه شيء في الدنيا، والاستشهاد في سبيل الله مرتبة كبيرة يمنحها الباري عز وجل لعباده المؤمنين.