محمد هاني شقير
حادثتا انتحار افجع بهما المجتمع اللبناني وقعتا في محلتي الحمرا ووادي الزينة.
ففي محلة الحمرا وعلى ورقة سجل عدلي لا حكم عليه صادر منذ نحو سنة تقريبًا، كتب علي محمد الهق مواليد عام 1959، جملة أنا مش كافر، ووضع شرشفًا على رأسه مطلقًا النار عليه على مرحلتين، فقتل على الفور.
وفي مدينة صيدا، وجد سامر حبلي مشنوقا في منزله بمنطقة وادي الزينة، وعلم ان المتوفي كان يعاني من ضائقة مالية في الفترة الأخيرة وهو متزوج ولديه بنت وكان يعمل سائق فان.
وقد فتحت قوى الامن الداخلي تحقيقَا بالحادثين لجلاء الملابسات، بحيث يبدو كمعطى مبدئي أنهما ناتجتان من اسباب اقتصادية يعانيها الضحيتان. علمًا أن حوادث السرقات بدافع تأمين الغذاء قد بدأت تتسع وتزداد في جميع المناطق اللبناية جراء حالة الفقر والعوز الضاربة بشكل كبير في مجتمعنا اللبناني، ولدى المقيمين ايضًا.
وفي قراءة احصائية لحوادث الانتحار التي حصلت في السنوات الماضية يتبين انه قد وقعت في سنة 2017 ( 143) حالة بمعدل شهري بلغ 12 حادثة، لترتفع الحالات سنة 2018 الى ( 155) بمعدل شهري بلغ 13، لتعود وترتفع سنة 2019 الى ( 169) بمعدل شهري بلغ 14، وفي الاشهر الخمسة من هذا العام يبدو ان حوادث الانتحار، لغاية تاريخه متقاربة مع العدد في السنة الماضية، فقد بلغ حتى الاشهر الخمسة من هذا العام 71 حالة انتحار، بمعدل شهري بلغ 14.2.
ان الحالة الاقتصادية المزرية تصيب المجتمع اللبناني بمقتل، واذا كانت الحادثتان المذكورتان قد جاءتا في ظل تصاعد وتيرة الازمات في لبنان، فانهما بلا شك نتيجة طبيعية لما آلت إليه أوضاع الأُسر اللبنانية وغير اللبنانية، اذ ينام أطفال بعضهم ليس بلا طعامٍ فحسب، وإنما في بعض الحالات بلا دواءٍ، وقد التحفوا الصبر العظيم في أحلامهم.