الين سمعان
أقامت رعية دير القديس ماما في بلدة دير ميماس في قضاء مرجعيون، قداسا احتفاليا في الدير بمناسبة عيد القديس ماما الشهيد، ترأسه متروبوليت صور وصيدا وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران إلياس كفوري، وبمعاونة كاهن الرعية الاب سليم اسعد ولفيف من الكهنة.
بعد الانجيل المقدس، ألقى كفوري عظة، عايد فيها كل من يحمل اسمه، وقدم تعازيه الى “الجيش اللبناني العظيم الذي استشهد أربعة من أفراده خلال تأدية واجبهم في مكافحة الاجرام والإرهاب وهم يقدمون ارواحهم وأجسادهم فداء للوطن”.
وقال: اننا نعيد بمناسبة ذكرى عيد الشهيد ماما، ونعيد في الوقت في عينه بعيد ارتفاع الصليب المقدس الذي استشهد عليه السيد المسيح وغسله بدمه الزكي، فأصبح هذا الصليب قوة الله كما قال بولس الرسول”.
واضاف:”الشهيد ماما رفع الصليب وقام ذاته ورفعه في وجه الاسود والوحوش وهربت منه لان الصليب يبعد كل الشياطين والاشرار. لقد دمجنا العيدين في عيد واحد وهو في العمق عيد واحد، هو عيد الشهادة. هكذا أحب الله العالم وارسل ابنه الوحيد ليخلص به العالم وكان شرطه الوحيد بالنسبة لنا ان نحب بعضنا بعضا، فأين نحن من هذا الحب اليوم؟”
وتابع: “هذا الدير المقدس شاهد على جحافل من المؤمني التي مرت من هنا والرهبان الذين سكنوا فيه منذ قديم الزمان وكان محطة لكل مسافر الى الأراضي المقدسة كي يستريح فيه ويتابع طريقه في اليوم التالي”.
وختم: “نحن لن نفهم معنى الصليب الا إذا طلبنا مع المسيح، كما قاله بولس الرسول، ان نموت مع المسيح عن اركان العالم، وليس بالمعنى الحرفي للموت بل بالمعنى الروحي، اي ان نموت عن ذواتنا بطبيعتنا القديمة، التي تطلب رغبات الجسد والشهوة الردية، ولا تهتم بل تبغض البر الالهي. تكلم بولس كثيرا عن حاجة المؤمن ان يموت عن ذاته، كما نقرأ في غلاطية 20:2، مع المسيح صلبت، فاحيا لا انا، بل المسيح يحيا في، فما احياه الان في الجسد، فانما احياه في الايمان، ايمان ابن الله، الذي احبني واسلم نفسه لاجلي”.