كتب عماد ياغي:
في تصريح لوكالة القدس اونلاين الفارسية اكد الكاتب والمحلل السياسي عماد ياغي انه حتى جورج قرداحي الذي عمل لسنوات مع القنوات الاعلامية الخليجية ضمن برنامج انساني محترم لم يرَ وجه للانسانية في الحرب العبثية على اليمن . وهل يُظلم من يقول كلمة حق !؟ أين دعاة الديمقراطية وحرية التعبير !؟
هل الاقتتال العربي العربي محمود والمقاومة في وجه العدو الاسرائيلي والعدو التكفيري امر مزموم !؟
وهل نحن في وقت انقلبت فيه المقاييس ؟
ان جل ما قاله قرداحي انه ضد الاقتتال بين الاخوة العرب وان الحرب ضد اليمن اصبحت عبثية . يعني لو انه قال ذلك سفير امريكي هل كانت ستُثار الضجة حول كلامه ، أم اننا كلبنانيين يجب ان نُسلخ ونُجلد اذا نطقنا بكلمة حق ؟
الامر ليس بغريب ففي وقت عايشناه احتجزوا رئيس الحكومة السابق الحريري بمباركة فئة وضيعة من اللبنانيين تحت الطاولة وكأننا شعب بلا ثمن . ويبدو ان اكثرية هؤلاء دعوا الى اعتذار القرداحي واستقالته .
ان اي حرب كالحرب على اليمن يستشهد فيها اطفال ونساء وشيوخ ابرياء لا ذنب لهم وبعدها تريدون من قرداحي ان يرشَّ الورد عليكم يا جزّاري التاريخ.
انا لا استغرب الانبطاح غير المبرر لبعض السياسيين اللبنانيين طالما ان شيكات بملايين الدولارات تحول لحساباتهم .
كم أغبط جورج قرداحي على هذا الكلام التاريخي والمحسوب له لانه في هذا التاريخ سقطت ابواق الفتنة عند بعض العرب ، في هذا التاريخ سقطت هياكل حكام اعتقدوا انه بالاموال تُشترى النفوس وقد اثبت الاعلامي قرداحي ان النفوس اغلى من كل الفلوس..
فمن أشهر الأقوال عن الحقيقة شعار للراحل كرم ملحم كرم والد النقيب الراحل ملحم كرم : ” علمتني الحقيقة ان أكرهها فما إستطعت ” . الأستاذ قرداحي قامة وطنية ، ليس مقاول او مسؤول فاسد من تجار المواقف او مستثمر او صاحب مصالح وأعمال تجارية وينتظر امر السفارات كما فعل اكثر منتقديه من المتملقين .
فمثلا كلام المشنوق الذي قال فيه : جاءنا وزير الخفّة السياسية والعسكرية، ليعتدي على كل اللبنانيين، قبل العرب، بهجومه غير المبرّر على المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وعلى حقّ هذه الدول في الدفاع عن نفسها في سياق صراع معقّد وخطير، ومن موقع الجهل المطلق بسياقات حرب اليمن ومقدماتها وأدوار اللاعبين فيها.
لكل من يقرأ هذا الرد هل يوجد ادنى شك لديه ان هذا الرجل يصلح ان يكون مسؤول او انه تابع ؟
كفى تملّقاً وإهانةً للشعبِ اللبناني”… لأنه “عندما سكت اهل الحق عن الباطل، توهم اهل الباطل انهم على حقّ”..
فإلى متى سيستمرّ هذا النفاق وهذا الإستخفاف بعقول الناس . جورج قرداحي لم يُخطئ لكي يعتذر” ولا داعي لكل هذه الحملة المشبوهة عليه واستغلال كلامه لمعاقبة لبنان واللبنانيين وإهانتهم وإبتزازهم؟!
وهناك من يقول ان إثارة قضية الوزير قرداحي اتت اليوم للتغطية الإعلامية على حدث مُهمّ جداً وهو وصول اول طائرة خاصة اسرائيلية الى المملكة العربية السعودية علنا .
ولذلك نقول ما اوسخ السياسات التطبيعية والى اي حدّ تصل الحقارة احياناً؟!
وبالعودة الى لبنان يبدو ان هذا البلد محكوم بأن يُدار هكذا . فلا مسامح كريم مع حرية التعبير وهناك من يربح المليون من تملقه وسيبقى القرداحي رمز وكلماته معلقات وطنية.