للمرّة الأولى منذ الرابع من آذار الماضي، لم يُسجّل عدّاد «كورونا» أمس أي إصابة، فيما كانت النتائج الأولية للفحوصات العشوائية التي أجريت في المناطق مبشّرة مع تسجيل إصابة «يتيمة» من بين 386 خضعوا للفحص. هذه الأرقام قد تعزز فرضية السيطرة على الوباء، إلّا أن المسار يبقى محكوماً بنتائج الفحوصات المستمرة في المناطق، وببروز تحدي المخيمات الفلسطينية بعد الاعلان ليلاً عن إصابة في مخيم الجليل في بعلبك واصابتين في بشرّيحتى منتصف ليل أمس، كانت النتائج الأولية لفحوصات الجولة الميدانية في المناطق تُشير إلى تسجيل إصابة واحدة فقط. فمن أصل العينة العشوائية من 386 شخصاً موزعين على الهرمل والحدود اللبنانية السورية وحاصبيا وراشيا وبرج حمود والمنصورية (المتن) وكسروان والكورة، صدرت نتائج 325 فحصاً جاءت جميعها سلبية، باستثناء حالة واحدة، بحسب ما أعلن مُستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي ليلاً. ومن المُقرّر أن تصدر نتائج الفحوصات الـ 61 المُتبقية صباح اليوم.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت صباحاً أن لا اصابات جديدة من بين 495 خضعوا للفحص، ليبقى عدّاد كورونا ثابتاً حتى ظهر أمس عند 677 حالة (مع تسجيل إصابة واحدة في المناطق ارتفع العدد ليلاً إلى 678). وبحسب تقرير مُستشفى رفيق الحريري الحكومي الصادر ليلاً، سُجّلت خمس حالات شفاء جديدة ليرتفع إلى 108 مجموع الحالات التي شُفيت تماماً. وبذلك تكون أرقام أمس قد عزّزت فرضية السيطرة على الوباء، في انتظار ما ستكشفه نتائج العيّنات العشوائية التي ستخضع للفحص في المناطق في الأيام المُقبلة، والتي يتوقف عليها تقييم مسار الوباء.
إلا أن الإعلان ليلاً عن تسجيل إصابة في مخيم الجليل في بعلبك وتسجيل إصابتين جديدتين في بشري عكّر صفو التفاؤل، خصوصا لما لملف اللاجئين من حساسية تستدعي أقصى درجات الحذر. وقد نقل الصليب الاحمر اللبناني الحالة الى مستشفى رفيق الحريري في بيروت، وتم حجر عائلتها داخل المخيم. فيما عملت الفصائل الفلسطينية داخل المخيم والقوى الامنية على ضبط مداخل المخيم، ومنع الدخول اليه والخروج منه كتدبير احترازي.
وتواصل الفرق الصحية التابعة للوزارة جولاتها الميدانية في المناطق اليوم بغية التثبّت من احتمال حصول عدوى مُجتمعية وبهدف اكتشاف إصابات غير مُعلن عنها. وقد شملت الجولات أمس: وادي خالد/ عكار، طرابلس المدينة، صيدا المدينة وحارة صيدا، سير الضنية، صور وقراها، فيما تستكمل اليوم في جزين وبنت جبيل وبعلبك والبترون.
ووفق المعلومات، خصّصت الوزارة نحو 200 فحص لكل منطقة تؤخذ منها عينات عشوائية، «لكن هذا لا يعني إجراؤها جميعاً». مصادر وزارة الصحة أوضحت لـ«الأخبار» أن الفحوصات تُجرى للأشخاص الذين يشتبه بإصابتهم أو أولئك الذين يعانون عوارض رشح وحساسية وغيرها، «لأنّ كلفة إجراء الفحوصات بشكل غير مدروس مُكلفة وقد تكون على حساب حالات جدية قد يكشفها مسار تتبع الوباء»، علماً بأن 21 ألفاً و764 فحصاً مخبرياً أجريت في لبنان منذ وصول الوباء (2490 للوافدين و19,274 للمُقيمين).
وفيما يتوقع أن ترتفع أعداد الفحوصات المخبرية لتتجاوز الألف يومياً، وفي ظل تأخير استيراد معدات فحوصات الـ pcr، يواصل لبنان تلقّي الهبات والمساعدات. وفي هذا السياق، سلّم الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة، اللواء الركن محمد خير، رئيس مجلس إدارة مستشفى رفيق الحريري الجامعي فراس الأبيض، أمس، هبة عينية من مستلزمات طبية وأجهزة تنفس اصطناعي محمولة قدّمتها منظمة «أنيرا» (Anera). وأوضح خير أنّ «هبات أخرى ستأتي دعماً للهيئة العليا للإغاثة من خلال مرسوم تحوّل من مجلس الوزراء ينصّ على استقبال كافة الهبات العينية»، مُناشداً الجاليات الاغترابية اللبنانية والمنظمات الدولية «الوقوف إلى جانب الدولة اللبنانية».
إلى ذلك، باشرت وحدات من الجيش اللبناني، أمس، توزيع مُساعدات لعائلات تلامذة المدارس الرسمية في كل المناطق تطبيقاً لقرار مجلس الوزراء، ووفقاً للوائح وزارة التربية والتعليم العالي، على أن تستمر هذه العملية أياماً عدة في مباني المدارس الرسمية وبالتنسيق مع مديريها، مع مراعاة المعايير الصحية والوقائية المطلوبة.
الجدير ذكره أن ملف المُساعدات يزداد أهمية كل يوم، في ظلّ اشتداد الأزمة الاقتصادية، وخصوصاً أن الأجواء الإيجابية التي أرستها الأرقام خلال الأيام الماضية انعكست حركة لـ«المُتمرّدين» على إجراءات الحجر سعياً وراء لقمة العيش.
هديل فرفور – الأخبار