طغت التطوّرات الأمنية على ما عداها، إن على ضوء جريمة الكحالة، وما سبقها في بلدة كفتون ومناطق عديدة، ما أثار التساؤلات والريبة في آن، من أن تكون الخلايا الإرهابية النائمة بدأت بالتحرّك، وربما بضوء أخضر من محرّكيهم، وهذا من شأنه أن يعيد خلط الأوراق في هذه المرحلة الإنتقالية إقليمياً ودولياً، مع اقتراب تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مقاليد الرئاسة الأميركية، ما يشكّل قلقاً كبيراً لدى الأجهزة الأمنية، في ظل معلومات يشير إليها في مجالسه أحد القادة الأمنيين السابقين، الذي يلفت إلى أن مخطّط التفجير في لبنان قائم نظراً لعدم الإمساك بالوضع الأمني الداخلي كما يجب، أو أن هناك انكشافاً في بعض النواحي، وصولاً إلى معطيات إقليمية ودولية، بمعنى أنه لم يتم التوافق على ملفات المنطقة أو حسمها، لا سيما بالنسبة للملف السوري، وكذلك الأمر بالنسبة لما يرتبط بالعراق، بعدما عادت «المنطقة الخضراء» أو المنطقة الأمنية الأميركية تتعرّض للقصف.
وعليه، فإن هذين الملفين يبقيان أولوية، ويتقدمان على الملف اللبناني الذي بات في غالبيته بأيدي الفرنسيين وبدعم دولي، بحسب المعلومات نفسها، والتي تحدّثت عن تباينات لا يستهان بها بين باريس وواشنطن حول بعض العناوين المحيطة بالملف اللبناني، لذلك فالأمن مكشوف على خلفيتين إقليمية ودولية، والدلالة تتمثّل بعدم صدور أي مواقف من عواصم القرار وغيرها حول الجريمة البشعة التي حصلت في بلدة الكحالة، والتي ذهب ضحيتها الشاب جو بجاني، كما أنه وحتى الساعة لا زال هناك أكثر من سيناريو يحيط بالجريمة المذكورة، على أمل كما وعد وزير الداخلية محمد فهمي، بأن تُكشَف في وقت قريب، إذ لدى بعض الأجهزة الأمنية خيوطاً مهمة حول هذا الإغتيال في وضح النهار وبحرفية وبمسدس كاتم للصوت.
وعلى خط موازٍ، فإن المعلومات ذاتها، تشير إلى «نقزة» دائمة على الساحة الداخلية، تتمثّل بموضوع المخيمات الفلسطينية التي تضم في بعضها إرهابيين من مختلف التوجّهات، أكان من «القاعدة» أو «فتح الإسلام» وغيرهم ممن شاركوا في الحرب السورية وهربوا إلى هذه المخيمات.
وفي السياق، فإن مسؤولاً فلسطينياً بارزاً في رام الله، وعبر التواتر مع بعض القياديين المقرّبين منه في بيروت، حذّر من مغبة تدهور الأوضاع الإجتماعية والإنسانية في المخيمات، وخصوصاً بعد توقف المساعدات من قبل منظمة «الأونروا» التي تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين. وعلى هذه الخلفية يُنقَل بأن مسؤول المنظمة في لبنان التقى كبار المسؤولين اللبنانيين، وشرح لهم الظروف المحيطة بالمنظمة التي تعاني أوضاعاً مادية صعبة، بحيث أن الدول التي تموّلها لم تسدّد المتوجبات عليها، في ظل تقليص لحجم المساعدات، كاشفاً عن اجتماع سيعقد في كندا حيث مقر «الأونروا» لبحث ملف المخيمات في لبنان وسوريا والأردن، مع الأخذ بعين الإعتبار خصوصية لبنان كون المخيمات الفلسطينية فيه مسلّحة بخلاف الدول الأخرى، والقلق ينتاب الجميع من أن تستغل بعض الجهات المسألة الإجتماعية والإنسانية لأغراض وأهداف أمنية، وبناء عليه هناك تنسيق يجري بين الدولة اللبنانية والسلطة الفلسطينية، وتحديداً على الصعيد الأمني عبر التنسيق اللوجستي بين مخابرات الجيش اللبناني وحركة «فتح»، حفاظا على أمن المخيمات وضبطها.
وتختم المعلومات، مركّزة على مسائل أخرى تدخل في صلب القلق الأمني أي الحذر من إقدام إسرائيل على أي عمليات خاطفة على غرار ما حصل في مراحل سابقة مستغلة هذا الفراغ في الداخل اللبناني على كل المستويات
الديار