تخوض قوى السلطة معركة الحفاظ على مكاسبها وفسادها. تواصل إنكار الخسائر المحقّقة في القطاع المالي، وترفض تكليف شركة تدقيق جنائي في حسابات مصرف لبنان ومؤسساته، وتنفّذ خطّة لشطب الخسائر تؤدي الى تضخّم الأسعار وشطب مداخيل الأجراء…لم يتحرّك اللبنانيون جدياّ بعد، لكن اللافت أن ممثل صندوق النقد المكلف بالتفاوض مع لبنان، مارتن سيريزولا، قالها بالفم الملآن لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة: أنت تشعل السوق السوداء لسعر الصرف. وكان أكثر حسماً وحزماً مع وزير المال غازي وزني قائلًا له: ليس لديكم أسبوعان!
لم يكن اللجوء إلى صندوق النقد الدولي سوى خيار السلطة التي عادت لترى أن الصندوق لا يلائم استمرارية فسادها وزبائنيتها، فقرّرت إطاحته وتنفيذ مخطّط آخر يديره حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بتغطية من الائتلاف السياسي الحاكم داخل الدولة وخارجها، عبر لجنة المال والموازنة ومجلس النواب. هذا المخطّط يجعل سعر صرف الليرة مقابل الدولار بلا سقف، ويؤجّج تضخّم الأسعار، ويشطب مداخيل الأجراء، ويدمّر القطاع الخاص… كل ذلك بهدف السطو على ما تبقّى من مقدرات لبنان. سلوك السلطة يجعل التجارب السلبية التي وسمت برامج الصندوق مع الدول المفلسة خياراً لا يقارن بما ينتظر اللبنانيين في حال فوزها بما تريد.