لحظة حدوث الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا بتاريخ ٦ ٢ ٢٠٢٣ لم أشعر إلا أني أحلم وإستفقت وما أن فتحت شبكات التواصل الإجتماعي حتى شعرت بهول الكارثة من أثار الزلزال المدمرة في حلب واللاذقية وجبلة وحماة وإدلب وكمية الخوف والذعر الذي أخرج الناس من بيوتها في طرطوس ومدن سورية عديدة جعلتهم يتجولون سيرا” على الأقدام أو في سياراتهم التي تعاتبهم فوقودها لا يكفي بظل أجواء مناخية عاصفة هنا بدأت أشعر بالخوف الذي إزداد من سماعي قصص الوفاة وصوت أنين الضحايا تحت الأنقاض كذلك المنكوبين والمصابين وترك بعض الناس بيوتها والهروب إلى القرى لدرجة أني كلما حاولت النوم أرجف خوفا” لا أخاف الموت فنحن صافحناه منذ عام ٢٠١١ الحرب الكونية على سورية وعدنا صافحناه عند إجتياح الفايروس كورونا حياتنا وعالمنا إعتدنا وتعودنا على الموت ولا نأسف على هكذا حياة كل شيء فيها أطفأ أنواره لكن ما يخيفني هو الفقدان ليس لدي القدرة على الفقد وهنا يستحضرني قول لأحدهم خسر عائلته في الزلزال قال كلهم بخير إلا انا نعم ليس لدينا نحن السوريين القدرة على شيء فنحن منهكون منكوبون من الداخل وإلى الداخل هربنا من كل شيء وفي قوقعتنا إختبئنا حتى هذه القوقعة هددت بالخطر وأصبح الخروج من المنزل النجاة والبقاء داخله خطر ورغم كل شيء نقدم صورة إنسانية بأبهى حلتها فالكل يساعد بجسده وماله وكل ما يملك لمساعدة المتضررين الذين إتجهت أنظار وطائرات العالم نحوهم كتبت ذات مرة أننا تجاوزنا البكاء وكل شيء وبإنتظار شيء ما يحدث يخرجنا عن صمتنا لكن لم أكن أتوقع أن يكون أصوات الضحايا كل ما أسمع من تحت الركام جراء زلزال فجر الأرض وقلوبنا أيضا”
نسأل الله اللطف والعون لبلدنا الحبيب سوريا …
••••
رشا النقري كاتبة واعلامية في اذاعة وتلفزيون طرطوس