قام وزير الزراعة عباس الحاج حسن بجولة إنمائية لمتابعة الشأن الزراعي في قضاء كسروان، يرافقه المدير العام للوزارة المهندس لويس لحود ورئيس مصلحة الزراعة في جبل لبنان عبود فريحة.
استهلت الجولة ببلدية جونية، حيث استقبله رئيس اتحاد بلديات كسروان – الفتوح رئيس بلدية جونية جوان حبيش، النائب روجيه عازار والموظفون في البلدية. وتخلل الزيارة عرض فيلم وثائقي عن الواقع المحلي في القضاء والمساحات الحرجية.
وشرح حبيش أبرز التحديات والفرص، إضافة الى استراتيجية الاتحاد والمخطط التوجيهي للدروب الراجلة ومراكز الجذب السياحي وخطة تحريج جرد كسروان .
الحاج حسن
بعداللقاء، قال الوزير الحاج حسن :” نبدأاليوم جولتنا في كسروان، من مدينة جونية وهي الوجه المشرق للبنان الذي طالما تغنى الشرق بها ، وقد كان لنا جولة أفق في الهموم الزراعية والانمائية بشكل عام، متمنين ان يكون هناك شراكة حقيقية بين وزارة الزراعة والعمل البلدي مما يعود بالفائدة على الجميع، والأمور والأيام القادمة ستكون قادرة على خلق فرق ضمن هذا المنطق”.
أضاف: ” ندعو من جونية للشراكة الحقيقية التي تبدأ بالارشاد ولا تنتهي بوضع استراتيجية لكل منطقة ونكون قادرين على استباق أي أمر من كوارث طبيعية كالتي حدثت في بيت مري والجنوب وعكار والبقاع الغربي او غيرها من الامور المضرة جدا للبنان واقتصاده الذي لا يحتاج الى المزيد من التعقيدات فوق ما نعانيه اليوم من الامرين في هذا المجال”.
وختم الحاج حسن لافتا الى ان “هذه الجولة ستستكمل في الجرود وسوف نستمع الى الفعاليات والاحزاب والادارات الموجودة على الارض، مؤكدين وقوف وزارة الزراعة الى جانب كل لبناني وتحديدا كل كسرواني”.
عازار وحبيش
وبعد أن رحب النائب عازار بالوزير الحاج حسن في كسروان متمنيا له التوفيق في مهمته، شكر رئيس اتحاد بلديات كسروان – الفتوح جوان حبيش الوزير على ” زيارته الى كسروان للاطلاع عن قرب على مشاكلنا وهمومنا ورؤيتنا بما خص الشؤون الزراعية”. وأشار الى أن ” قضاء كسروان كان يقوم قديما على الزراعة والثروة السمكية وغالبية أهله يعتاشون منها، ومع تقدم السنوات لا يزال المزارعون والصيادون موجودين. وهمنا اليوم مساعدتهم في هذا الجو الاقتصادي الضيق علما ان الزراعة ستكون من الأمور الاساسية التي تساعدنا على اعادة بناء اقتصادنا في هذا البلد”.
وختم حبيش متمنيا للوزير ” التوفيق في مهامه في الوزارة من أجل تطوير هذا القطاع”، آملا
“ان نكون كالبحصة التي تسند الخابية في بناء الثروة الزراعية والسمكية والحرجية”.
بعدها انتقل الوزير الحاح حسن والوفد المرافق الى مرفأ جونية حيث استمع الى هموم ومشاكل الصيادين. وتفقد مركز أحراج وصيد جونية، إضافة الى مركز وحدة الانقاذ البحري التابعة للمديرية العامة للدفاع المدني.
جعيتا
وفي جعيتا، حل الحاج حسن ضيف شرف إلى مائدة جمعية الراهبات المخلصيات لسيدة البشارة – دير حاملات الطيب، حيث كان في استقباله الرئيسة العامة تريز روكز ونائبتها منى وازن.
وبعد جولة استطلاعية على الأراضي والخيم الزراعية التابعة للدير، والاستماع إلى النموذج المتبع في هذه الزراعة والمؤسسات الروحية والإنسانية التي تستفيد منها، ثمن وزير الزراعة “العمل والجهد المبذول لإنعاش هذا القطاع المهم”، متمنيا ان “يعمم على كافة القطاعات”، مبديا استعداده “لتقديم كل مساعدة متوفرة لدى الوزارة”.
ميروبا
وتابع الوزير جولته الكسروانية حيث زار والوفد المرافق، بعد جعيتا، بلدة ميروبا، حيث استقبله النواب: شامل روكز، فريد هيكل الخازن، وروجيه عازار، رئيس بلدية ميروبا السابق أديب خليل ومختارها الياس سعادة وعدد من المزارعين.
سعادة
ورحب سعادة ب”وزير الزراعة والوفد المرافق”، عارضا “الصعوبات التي تواجه المزارعين، لا سيما الظروف التي يمر بها لبنان”، وقال: “إن القطاع الزراعي مهم وأساسي، وهناك صعوبات تعترضه، لا سيما أنه قطاع إنمائي وإنتاجي، نحن في أمس الحاجة إليه”.
ولفت إلى أن “المزارع ضائع اليوم بين الأسواق”، مشيرا إلى “عوامل الطبيعة ومكافحة الأمراض والحشرات التي تصيب المزروعات على أنواعها”، وقال: “إن المزراع محروم من أكثر حقوقه وأبسطها، لا سيما الضمان الصحي”.
ودعا إلى “دعم المزارع عبر قوانين تخفظ استمراريته في تأمين لقمة عيش كريمة له ولعائلته”.
خليل
وكذلك، دعا نقيب مصدري الفاكهة والخضار نعيم خليل إلى “دعم المزارع عبر إجراء دراسات علمية للقطاع الزراعي وتسهيل أمور التصدير ومعاملاته ومراقبة وتأمين المبيدات الزراعية والأسمدة الجيدة التي لا تضر بصحة المواطن ولا سمعة الوطن وفتح أبواب التصدير مجددا”.
الحاج حسن
من جهته، قال وزير الزراعة: “إن القطاع الزراعي لا يقوم إلا بالتضامن والشراكة الحقيقية والثقة، فالزراعة متجذرة ومتأصلة اليوم في وجداننا الوطني”.
وتناول “ما يعانيه البلد من مشاكل وأزمات”، وقال: “لقد وصلنا إلى مكان كثير الصعوبة لا وقت فيه للترف”.
ولفت إلى أنه “في ما يخص وزارة الزراعة، فهناك شقان أساسيان أعمل عليهما اليوم: الأول داخلي، والثاني خارجي”، وقال: “نعمل على إعادة فتح الأسواق، فلا شك في أننا كحكومة نواجه إقفال بعض الاسواق، منها ما هو تقني بحت، ومنها ما هو سياسي يرتبط بالإقليم والداخل والخارج”.
أضاف: “لا يمكن للبنان أن يعيش بمفرده، فنحن نعيش في بوتقة عربية، ولدينا اصدقاء إقليميون ودوليون، ولا يمكننا أن نكون على عداء مع أحد. إن عدونا الأوحد اسرائيل، وغير ذلك نحن على علاقات جيدة مع الجميع، لا بل يجب أن تكون علاقاتنا جيدة مع الجميع بدءا بالمملكة العربية السعودية وصولا إلى سوريا. هذا أمر محتوم علينا. في وزارة الزراعة، ندرك هذا الأمر جيدا ونعمل عليه. وتحاول الوزارة اليوم العمل على ذلك وأن تكون لديها استراتيجية واضحة، وهذا الأمر يحتاج إلى مساعدة في كل المسائل”.
ودعا الوزير إلى “مساعدة الوزارة عبر مشاريع أو أفكار مفيدة للقطاع وذات جدوى اقتصادية، والتقدم بها إلى الوزارة ليتم البحث فيها جديا والسعي إلى تحقيقها. وبذلك، نكون شركاء حقيقيين في بناء الوطن”، وقال: “إن هدفنا الأساسي تمتين الثقة بين المواطن والدولة من خلال مفهوم الشراكة الحقيقية”.
أضاف: “هناك خطوة يتم التحضير لها في موضوع المبيدات والاستيراد والتصدير وفتح مجالات جديدة بمعنى أن تكون كل منتوجاتنا المصدرة إلى الخارج جيدة بل ممتازة. وعلينا اليوم أن نثبت للعالم أجمع أننا مصدرين ومستوردين حقيقيين نلتزم الشروط التي وضعت. وفي المقابل، على الآخر أن يكون شريكا حقيقيا”.
كفرذبيان
وكانت كفرذبيان محطة لوزير الزراعة برفقة المدير العام ومدير الثروة الحرجية الدكتور شادي مهنا ونقيب المصدرين نعيم خليل. وكان في استقبال الوفد، رئيس البلدية الدكتور بسام سلامة ونائب الرئيس وهيب عقيقي، مختار البلدة شربل زغيب وعدد من اعضاء المجلس البلدي وفاعليات.
بعد ذلك كان لقاء مع مزارعي البلدة، اطلع الحاج حسن خلاله على احتياجاتهم في هذه الظروف العصيبة، واستمع من رئيس البلدية الى وضع الزراعة في كفردبيان وسبل تطويرها كما ونوعا وتسويقا، واهمية انشاء التعاونيات الزراعية ودعمها.
بدوره، شدد الحاج حسن على “اهمية الزراعة لدعم الصمود المجتمعي وتعزيز الناتج المحلي وعدم الاعتماد على الاستيراد قدر الامكان مع اهمية تحسين النوعية من خلال استعمال السماد الطبيعي”، مثنيا على “دور الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية في تصريف الانتاج اللبناني”، واعدا بألا يوفر “أي جهد في سبيل تحسين هذه العلاقات وتطويرها”.
وفي الختام، جال وزير الزراعة مع الحاضرين على منصة جمعية “الاطايب” – كفردبيان، وتذوقوا منتجات الجمعية التي تصنع جميع أنواع الفواكه المحلية طبيعيا بمواصفات عالمية.
الخارن
واختتم وزير الزراعة عباس الحاج حسن جولته في جرود كسروان والساحل بزيارة الى النائب فريد هيكل الخازن حيث جرى تناول الأوضاع الزراعية بشكل عام والأوضاع السياسية في لبنان، وقد شرح الحاج حسن عن الخطة والاستراتيجية التي ستتبعها وزارة الزراعة، كما أضاء على ملف التفاح وكيفية فتح أسواق جديدة في ظل تعثر بعض الأسواق.
وقد كان النائب الخازن متجاوباً ومتفاعلاً حيث عرض بشكل مفصل واقع الزراعة في المنطقة والمشاكل التي ترافقها.