ولد الشهيد بلال أحمد فحص في 10/12/1965 في بلدة جبشيت قضاء النبطية في لبنان , تميز بشخصية قوية وسرعة بديهة , انتسب إلى كشافة الرسالة الإسلامية وتدرج فيها حتى أصبح قائداً كشفياً يحتذى به , تأثر بشخصية الإمام المغيّب السيد موسى الصدر وأحب مواقفه .
عرف عنه مجابهة الظلم والتعسف , فكان من أوائل الذين تصدوا للعدو الإسرائيلي في خلدة عام 1982 , كتب في رسالة لنشرة أمل قال فيها : “أتوجه بتحية الإجلال والإكبار للشهداء ولمن سار على دربهم وإننا لاحقون بكم بإذن الله “.
كان واجبه التنظيمي في بيروت لكن قلبه وحنينه في الجنوب , كلماته قليلة , لكنه أودع كلمات صادقة في رسائله السهلة والعميقة والنابعة من القلب والوجدان فجاء في وصيته :
“أخي رئيس حركة أمل , إخواني المجاهدين أعضاء الحركة جمعياً….
سلام عليكم وتحية أمل إليكم ….
لعل من المفيد جداً أن أكتب كلماتي هذه لتكون بمثابة وصية لابد منها في الوقت الذي لا يمكن فيه السكوت عن كل ما يحصل مهما كان السبب ..
إخواني إن أمر تحرير الجنوب ليس واجب أبناء أمل فحسب , وإنما واجب كل الشرفاء في هذا الوطن , ولكن المسؤولية الكبرى تقع على هذه الحركة لأنها وجدت أساساً للدفاع عن هذا الجزء الغالي من الوطن وشعبه .وقد تجسد ذلك كله عندما أعلن سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر أن ضياع الجنوب يعني ضياع لبنان , وعندما أعلن أيضاً أن لا سلام في العالم مادام الجنوب مهدداً بالضياع .
نفذ بلال فحص عمليته البطولية رداً على سلسلة عمليات نفذها مخابرات العدو الإسرائيلي وعملاؤه من جيش لحد ضد كوادر حركة أمل , كان الرد واضحاً فاغتيال أبناء الإمام القائد موسى الصدر أبناء حركة أمل على أيدي المخابرات الاسرائيلية لن يرعب بقية إخوانهم .
ففي يوم السبت الواقع في 16/ حزيران /1984 قاد الشهيد بلال فحص سيارته المفخخة ب/150/ كيلو غراماً من المواد المتفجرة , وفجرها في دورية للعدو كانت لتوها خارجة من مركز تجمع لقوات الاحتلال في مصفاة ” التابلاين “في منطقة الزهراني , فأوقع في صفوف رجال الدورية عشرات الإصابات بين قتيل وجريح , ودمّر قافلة جند مدرعة , وأعطب أخرى قذفها انفجار السيارة مسافة عشرين متراً .
هناك اعتلت أشلاء بلال فحص الشجر والحجر وتلاشت لتصنع عرساً آخر من أعراس الانتصارات التي سبقت وتتالت حتى التحرير .
تحدث الشهيد القائد نبيل حجازي (نضال العاملي ) عن عملية الشهيد بلال فحص قائلاً :
“في سبيل تطوير أساليب العمل المقاوم بدأ البحث في تنفيذ عمليات استشهادية حيث كان الشهيد بلال فحص مستعداً لهكذا عملية , بدأت المهمة وتمّ استحضار سيارة مرسيدس مزودة بتصريح من القوات الإسرائيلية يستطيع خلالها عبور حواجزها , وتمّ تفخيخها بكميات من المتفجرات بالتعاون مع الشهيد محمد عباس طعمة وآخرين , ثمّ قام أحد المقاومين بنقل السيارة المفخخة عبر حاجز باتر الإسرائيلي إلى مدينة صيدا حيث استلم الشهيد بلال السيارة من هناك وانطلق إلى العاقبية حيث كان بانتظاره أخي فزوده بمواعيد مرور الدوريات الإسرائيلية وجرى بينهما الحديث الأخير للشهيد بلال وأثناء ذلك مرت على الشارع العام قافلة اسرائيلية مؤلفة من ثلاث ملالات بكافة عديدها , فقرر بلال تنفيذ عمليته ضد القافلة , فودّع أخي قائلاً ” بلّغ نضالاً سلامي ” .
في ذلك اليوم من شهر رمضان المبارك انطلق الشهيد بلال فحص صائماً ليفجر نفسه في تلك القافلة فادياً بروحه أهل الجنوب وراوياً بدمه الطاهر أرض عامل