الدكتورة فيولا مخزوم، أستاذة جامعية
ورفعنا رايات النصر مكللة بالعز والمجد
صباح الحرية يا جنوبي،
صباح المقاومة وشمسها، صباح الأرض وأهلها،
إنّ صباح 25 أيار من العام 2000 مختلفًا عما سبقه، فصباح هذا الإنتصار ما كان ليتحقق إلا من خلال بطولات المقاومة، وبأسها. ما كان ليتحقق لولا صمود الجنوبيين وتشبثهم بأرضهم، ما كان ليتحقق لولا التضحيات التي قدمها الجيش اللبناني من أجل حرية الوطن ودفاعًا عن كرامته.
ففي كل بيت من بيوت الجنوبيين دمعة وفرحة. دمعة تروي حكاية قهر كتبها وأخرجها صهيوني محتل، ونفذها عميل ذليل، وفرحة تروي قصة أبطال خاضوا معركة الحياة ضد الموت، معركة الحق ضد الباطل، معركة الصمود والإنتصار على هذا العدو الغاشم. لقد غير هذا التاريخ الكثير من المعتقدات التي كانت سائدة في العالم بأسره، فلم يعد جيش الإحتلال الصهيوني هو الجيش الذي لا يُقهر، ولم يعد يُطلق عليه لقب جيش الأسطورة. لقد تهاوت ألقابهم وجبروتهم تحت أقدام المقاومة، لقد تحولوا الى مهزلة سيكتب عنها التاريخ، إنّ هذا الإنتصار هو وصمة عار لحقت بالعدو الصهيوني، ووسام فخر وعز لكل شريف في هذه الأمة.
واليوم، وبعد مرور عشرين عامًا من تحقيق هذا الإنتصار العظيم، أُهنئ صناع هذا النصر، الذين سطّروا أروع ملاحم البطولة والبسالة فدحروا الأعداء عن أرضنا، لقد اجتمعت هذه السواعد السمراء لتستعيد ما سلب من الوطن، كما أُهنئ عوائل الشهداء الأبرار، والجرحى، وكل من صبر، وصمد، وتمسك بأرضه. فالأرض هي الوطن، وحب الوطن لا يحتاج إلى مساومة، ولا يحتاج الى شعارات رنانة. أفعالنا هي من تُشير الى حبنا له، وآمالنا هي من تتجه اليه، كذلك تفعل أصواتنا فهي تنطق به، وكل ما نطمح اليه يرتبط به. ومن أجل الوطن أريقت الدماء، وتشردت الأمم، وتحملت الشعوب ألوانًا من العذاب، ولأجل الوطن نبضت القلوب حبًا ووفاءً حتى آخر نبض في الأجساد.
إنّ الإنسان بلا وطن هو إنسان بلا هوية، لا ماض له، ولا مستقبل، فنحن للوطن وبالوطن نكون، أطفالًا نشأنا وترعرعنا، وطلابًا درسنا وسهرنا، وكل عمل نؤديه بأمانة واجتهاد ومثابرة، وإخلاص أمام الله في أقوالنا وأفعالنا، إخلاصٌ أمام كل ما يرتبط بوطننا.