أثار إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن إصابته بفيروس كورونا حفيظة الرأي العام الأميركي، خصوصًا من منتقدي استمراره في الترشح لولاية جديدة، بالأخص بعد المناظرة “الكارثية” مع الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب.
وفاقم مرض بايدن أزمة حملته الإنتخابية التي كانت تعول على زيادة حضوره العام لإثبات قدرته على الاستمرار في السباق الرئاسي٬ بالرغم من الضغوط التي يعانيها بايدن من حزبه “الديمقراطي” للانسحاب من الانتخابات وإفساح المجال أمام مرشح آخر٬ حيث أشارت تقارير صحفية أن بايدن أصبح أكثر تقبلا لفكرة الانسحاب، وذلك خلال محادثاته الداخلية في الحزب مشيرين ان هذا لا يعني أنه قرر الانسحاب لكنه أصبح على إستعداد لسماع ملخصات إستطلاعات الرأي الجديدة والمقلقة وطرح عدة أسئلة حول إمكانية فوز نائبته “كامالا هاريس”.
وكانت الضغوط على جو بايدن للتنحي عن منصب مرشح الحزب الديمقراطي تراجعت منذ أن نجا المرشح الجمهوري، دونالد ترمب، من محاولة اغتيال، لكنها ارتفعت مرة أخرى بعد تشخيص إصابة بايدن بفيروس كورونا وإلغاء الفاعليات لعزل نفسه في منزله في ديلاوير.
وقال آدم شيف، النائب الأمريكي من كاليفورنيا والذي يتمتع بثقل في الحزب الديمقراطي علناً إن “بايدن يجب أن ينسحب”، ليصبح بذلك أكثر المشرعين شهرة الذين فعلوا ذلك علناً.
وكان بايدن قد قال قُبيل إصابته بالفيروس إنه سيعيد تقييم ما إن كان سيبقى في السباق الرئاسي ويفكر في الانسحاب “إذا أخبره الطبيب بشكل مباشر أنه يعاني من حالة طبية تجعل ذلك ضرورياً”.
وفي استطلاع جديد أجراه مركز AP-NORC لأبحاث الشؤون العامة، قال ما يقرب من ثلثي الديمقراطيين إن بايدن يجب أن يتنحى جانباً ويسمح للحزب باختيار مرشح آخر.
ووجد الاستطلاع أيضاً أن 70% من الأمريكيين، بما في ذلك ما يقرب من نصف الديمقراطيين، قالوا إنهم غير واثقين بأن بايدن يتمتع بالقدرة العقلية التي تؤهله لأن يصبح رئيساً. وهذه زيادة ملحوظة منذ شباط، عندما قال نحو ثلث الديمقراطيين فقط إنهم غير واثقين بقدراته.
ويشعر الديمقراطيون بالقلق بشكل خاص من أن بايدن لم يعد قادراً على الفوز في الانتخابات. وقال 37% فقط من الديمقراطيين إنهم يعتقدون أن بإمكانه الفوز، مقارنة بـ72% من الجمهوريين الذين قالوا إنهم يعتقدون أن الرئيس السابق دونالد ترمب يمكنه الفوز.