بقلم : عباس عيسى
•••••••••
” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا..”
صدق الله العلي العظيم …
لا شك أن حركة أمل مستهدفة كمشروع منذ نشأتها، لأنها أخذت على عاتقها مهمة كبرى ؛في أن تكون ضمانة الوطن وعيشه الواحد وتوازن علاقاته السياسية والطائفية وحدود دوره ورسالته،..
كان الغدير ايمان السماء بمكانة علي ليقود مسيرة الانسانية.. وعلى درب الغدير كانت ثقة الكبار المطلقة بقدرة الامام الصدر على حمل مشعل الهداية والاصلاح على مستوى لبنان الى مساحة الكون..
ان حركة أمل تشبه لبنان ، يقوى بها ويضعف او يتهدد بضعفها لا سمح الله.!.
فالحركة التصقت بالدولة منذ تأسيسها، حملت لواء الدفاع عن المحرومين من كل الطوائف..
وطرحت منذ السبعينات مشروعا اصلاحيا لو أخذ به النظام السياسي لوفّر الكثير من الحروب والويلات، من يومها والحركة ضابط الايقاع الذي يدافع عن منطق الدولة في ذروة أزماتها واشكالياتها، مع الحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية، وبينهما وسوريا ..
لا تريد الحركة للدولة أن تتلاشى وان كانت ظالمة، نحن نريد الاصلاح لا نسف مفهوم الدولة من هنا كانت الحركة ضد الادارة المحلية، وضد عزل الكتائب، ومع النضال الديمقراطي لتحقيق العدالة بكل معانيها..
في الثمانينات قادت الحركة ثنائية:
التحرير والتغيير ، اسقطت النظام الفئوي كما اسقطت المشروع الاسرائلي لتبقي الدولة في موقعها الطبيعي في المدى الوطني العربي بعيدا عن المخططات الاسرائيلية التتفت الحركة بعَلَم الدولة لم تتنكر له بل دافعت عنه …
والحركة بأبعاد تضحياتها هي أم الطائف وأم التحرير..
جاهدت الحركة بعد هذا التاريخ لتطبيق الطائف وتعزيز المواطنة والشعور الوطني بتشكيل هيئة الغاء الطائفية السياسية وتشكيل مجلس شيوخ وتطبيق اللامركزية، كانت العراقيل وكان نظام المحاصصة الذي لم يؤسس لتجربة رائدة في بناء الدولة الحديثة..
في ٢٠٠٥ كان زلزال اغتيال الحريري كانت المؤامرة لاغتيال لبنان استعرت الحروب الطائفية، امتدادا حتى داعش قاد الرئيس نبيه بري الحوار لعبت الحركة دور الاطفائي عضت على الجراح، عُقدت طاولات الحوار ومرّت المرحلة بأقل الخسائر ، قاد الرئيس بري المعركة السياسية لاسقاط مفاعيل عدوان تموز ٢٠٠٦ بعد أن ابلت الحركة البلاء الحسن ميدانيا ،عسكريا وانسانيا لمواجهة هذا العدوان ورعى الرئيس بري الحوار السني الشيعي الوحيدفي المنطقة
لاحظت الحركة ولاحظ رئيسها نمط السلوك السياسي لعون وجماعته، لم يقفل الابواب معهم او يكسر الجرة رغم اخطائهم وتجرؤهم وتجاوزاتهم ليأتي العهد بغير توقيعنا ويزداد النهم السياسي مضافا الى ارتكابات في الطاقة وغيرها،نَمَت حالة الاعتراض وحركة ١٧ تشرين وكنا في جوهر ابعادها الوطنية اذا سلِمت من التوظيف المريب – ولم تسلَم – مع حصار اميركي عربي انكشف خلالها البلد تُوج ذلك بانفجار ٤ آب ليستقر لبنان على هذا المشهد القاتم الذي ليس من صنعنا ، نحن لم نصنع الأسباب لكننا حملنا النتائج أو سعوا لتحميلنا اياها..
الحركة التي شكلت المساحة البيضاء في سواد هذا المشهد تعرضت لحملة منظمة ، في محاولة مكشوفة لرمي التهم والتنصل من المسؤولية..
ويعلم الجميع أن الحركة لم تدخل في بازار التسويات الثنائية، وخلق موازين قوى حزبية وطائفية على حساب صورة الوطن والدولة
والحركة الأمينة على نهج مؤسسها، ما تزال على نهجها لا تغير او تبدل ، او تنقض شعاراتها وطروحاتها، هي واثقة من خطواتها..لأجل لبنان الذي أمنا به وطنا نهائيا وصنعنا
أمجاده وما زلنا نحافظ على هذه الصفحات المشرفة بوجه النفوس الحاقدة والأيادي العابثة..
” إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ” صدق الله العلي العظيم..
…
أننا اليوم امام اختبار حقيقي بين من ينساق وراء مصالحه ومكاسبه الفئوية، وبين من يسعى لمداواة جراح وطنه وانقاذه قبل فوات الأوان…
..إننا أمام مشهد وطني لا رابح فيه أمام احتمالية خسارة الوطن، فليس الوقت للمكاسب او تحسين الفرص والحصص، بل الوقت لكسب شرف الإنقاذ بتوفير كل المناخات الملائمة لعبور درب الخلاص وهو درب شاق يكاد يشبه درب الجلجلة التي توصل الى قيامة وطن..
: أمامنا فرصة تشكيل حكومة- وقد تأخرنا كثيرا -ومع ذلك، اذا تشكلت هذه الحكومة وشارك الجميع في ورشة الانقاذ والخلاص فإن الوقت لم يفت بعد لسلوك هذا الطريق..
أن الوطن يدفع ثمن حروب لا قيمة لها عندما تتصل بالعناد والمكابرة والمكسب الجِهَوي ،العابر..فلنتعالى جميعا على هذه الصغائر رحمة بمعاناة الناس وتقدير تضحياتهم ونحن على عتبة السنوية الأولى لفاجعة المرفأ الحلقة الأشد ايلاما في مسلسل عذاباتنا..ولنثبت للعالم أننا جديرون بالمسؤولية، ونستحق هذا الوطن الذي قُدِّمت لأجله اغلى التضحيات…
مضت ما يقارب السنة على التكليف السابق، المطلوب تشكيل سريع للحكومة التي لها نفس المدة للإنتخابات القادمة لتكن ايامَ وساعات عمل يدخل فيها لبنان مدار الايجابية ويسلك مسار التحسن التدريجي وصولا للإنقاذ الحقيفي الذي يعبُرُ من ثقة الداخل والخارج