أحيت حركة أمل إقليم بيروت الليلة الخامسة من محرم في مجلسها المركزي في باحة معوض، بحضور نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، النائب محمد خواجة، المسؤول التنظيمي لإقليم بيروت الأخ محمد عباني، أعضاء من الهيئة التنفيذية رئيس الجامعة الإسلامية الدكتور حسن اللقيس، وقيادات حركية وكشفية وعسكرية، وفعاليات اجتماعية ودينية، وحشد من المؤمنين.
الخطيب أكد في كلمة له، ان ” المقاومة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو وتجبره على الاستجابة لمطلب لبنان في السيطرة على ثرواته البحرية واستخراجها والتي يتوقف عليها إخراجه من الكارثة الاقتصادية والنقدية وتنقذه من الانهيار والتلاشي، وتعيده الى الخريطة العالمية”.
ونوّه “بالحضور الذي يستمر عاماً بعد عام ويكبر ويتسع، ولا تضعفه السنون ولا تخفّف منه الظروف والتحولات،”، معتبراً ان “رغم حجم التشكيك ومحاولات التضليل والاتهامات، تصرّون على هذا الحضور وإقامة هذه المجالس، الأمر الذي يعبّر عن مدى ارتباطكم بالحسين (ع)، وارتباط مسيرة الامام القائد السيد موسى الصدر بمسيرة الامام الحسين(ع)، فهي النبع الذي منه ارتوى الامام الصدر واستقى منه فكره الثاقب والبصيرة النافذة والرؤية الواضحة التي عبّرت عنها آراؤه الفكرية والاجتماعية والسياسية الشاملة والمترابطة والصادقة، واتسمت فيها مواقفه بالإخلاص لله تعالى ولشعبه ووطنه دون حسابات شخصية أو مصالح خاصة، بل قياماً بالوظيفة والتكليف الشرعي”.
وتابع “لم تخونوا ولم تجبنوا ولم تتراجعوا وتمسكتم بفهم موسى الصدر لكربلاء ورؤيته الثاقبة في السياسة والاجتماع، وسرتم على خطاه وعطّلتم اسقاط مشروعه الداخلي الذي اختطف من أجله ومشروعه في حفظ لبنان من التقسيم الذي استهدفته الحرب الاهلية لصالح المشروع العنصري الصهيوني المناقض لوجوده ولرسالته في التعايش الاسلامي المسيحي والتعدّد الطائفي الذي رأى فيه من منطلق فهمه لحركة الحسين (ع) وثورته ورسالته الانسانية غنىً وثروةً يجب التمسك بها، واستطعتم أن تُثبتوا بالدم الطاهر سلامة هذا المشروع مشروع المقاومة”.
واعتبر ان “المشكلة في العالم العربي والاسلامي تتلخّص في مشكلة بناء السلطة والدولة”، ناصحاً بالعودة الى رؤية الامام الصدر فإنّها الكفيلة بحل هذه المشكلة والخروج من هذا التخبّط إن أُخذ بها، لأنّ رؤية الامام الصدر لا تنبع من فهم مذهبي او طائفي بل من معنى كربلاء الصافي التي كانت بهدف إصلاح الأمة”.
وشدد الخطيب على أن “المشكلة لا تكمن في حيادية لبنان، لأنّ لبنان جزء من هذه المنطقة الذي يتأثّر بما يجري فيها عليه، وإن المشروع الصهيوني لن يستثنيه وهو محطّ أطماع هذا العدو في أرضه ومياهه أولاً، وثانياً في استخدامه من أجل تحقيق أهدافه وغاياته في مواجهة قوى المقاومة في المنطقة العربية”.
وأشار الى رؤية الامام الصدر التي تؤكد أن “العدو الإسرائيلي شر مطلق، وأن الخطر الذي يتهدّد لبنان بجميع طوائفه هو العدو الإسرائيلي لأن مشروعه هو مشروع التجزئة والتقسيم وإيجاد الفتن بين مكونات هذه المنطقة، وأن دفع هذا الخطر لا يكون إلا عبر امتلاك القوة التي تحمي لبنان وقد بدأ فعلاً بتأسيسها عبر أفواج المقاومة اللبنانية أمل”، مضيفاً “إن عناصر القوة التي تحمي لبنان إنما تكون أولاً بإصلاح النظام الداخلي القائم على المواطنة والوحدة الداخلية التي عبّر عنها بقوله “إن السلم الأهلي أهم وجوه المقاومة للعدو الإسرائيلي”.
وشدد الخطيب على ان “هذه الوقائع أثبتت أن خلاص لبنان مرتبط بتبني هذه الرؤية بالحفاظ على الوحدة الوطنية”، داعياً الى عدم إثارة المواقف التي تثير الساحة الداخلية وتشدّ العصب الطائفي وتضع الطوائف بعضها في مواجهة البعض الآخر”.
وختم بالقول: “لا بدّ لنا في عشية الرابع من آب الذكرى المشؤومة لانفجار المرفأ، نجّدد الأسف لهذه الكارثة التي يزيدها أسى عدم وصول التحقيق الى نهايته، وعدم انصاف الضحايا وأهاليهم المظلومين وكشف الحقيقة وتسييس هذه القضية الإنسانية والوطنية، وندعو الى إعادة الاهتمام بها إنصافاً للحقّ والحقيقة”.
وبعدها تلا السيد نصرات قشاقش السيرة الحسينية.