تتصاعد الأزمات الإقتصادية والمالية والسياسية حدّة من دون أفق للحلول، وتتفاقم مشاكل اللبنانيين بشكل غير مسبوق في وقت يستمرّ المجتمع الدولي في مخطّطاته لدمج النازحين السوريين في المجتمعات المُضيفة ولبنان من بينها، متغافلين عن عجز هذه المجتمعات ولا سيما المجتمع اللبناني على تحمّل تكلفة هكذا مخطّط على الأصعدة السياسية والاقتصادية والديمغرافية.
وبعد زيارة وزير المهجرين عصام شرف الدين الى سوريا والإتهامات التي ساقها ضدّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالعمل على عدم إغضاب المجتمع الدولي وتنفيذ رغبته بإبقاء النازحين السوريين في لبنان، يبرز توجّه رسمي الى إتخاذ موقف صارم من أداء ممثّل مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان UNHCR أياكي إيتو على خلفية ما تعتبره “تعاطيه غير المتّزن” مع ملفّ النازحين السوريين.
وبحسب ما علم “ليبانون فايلز” فإنّ مرجعا رفيعا يبدي غضبا شديدا من ممثّل مكتب المفوضيّة في لبنان نتيجة وجود شبهات سياسية تتعلق بأدائه الذي يصبّ حكما في خانة دمج النازحين ومنع عودتهم الى سوريا بذريعة ما يسمّيه المجتمع الدولي العودة الطوعية.
ويكشف المرجع عن إجراء قريب وصارم في حق إيتو، خصوصا أنه منذ تسلّمه منصبه في 25 كانون الثاني 2021 لا يخفي انحيازا بما لا يخدم المصالح اللبنانية العليا.
الإمتعاض لا يقتصر على لبنان، لا بل إنّ تبدّلا برز في الآونة الأخيرة في الموقف التركي من اللجوء السوري على الأراضي التركية، في ضوء التبدّل السياسي في تعاطي أنقرة مع ملفّ الأزمة السورية ككلّ بما يتعارض مع موقف الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان من الرئيس السوري بشار الأسد في بداية الأزمة في سوريا عام 2011، وما يُحكى اليوم عن احتمال اللقاء القريب بين أردوغان والأسد، برعاية موسكو كما كشفت وكالة “تسنيم” الايرانية قبل أيام.
فتركيا التي تستقبل على أراضيها أكثر من 3 ملايين ونصف المليون نازح، باتت تعارض بشدّة ارادة المجتمع الدولي بدمج هؤلاء في المجتمع التركي، ولا بدّ أنّ هذا الملفّ سيشكّل ركنا أساسيا من اي حوار مُرتقب بين البلدين إن حصل قريبا أو في المدى البعيد.