مصطفى حمود
أقيم في بلدة الوردانية – اقليم الخروب، حفل إفتتاح “بيت كبارنا – مركز سامية علي ابراهيم” والذي هو عبارة عن نادٍ لكبار السن والمتقاعدين .
وحضر الحفل، الذي أقيم في باحة المركز على تلة الصنوبر في الوردانية، وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد بسام المرتضى، وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم والنائب والوزير السابق نعمه طعمه، المدعي العام المالي القاضي علي مصباح ابراهيم، رئيس اتحاد رجال الأعمال اللبنانية – الخليجية المهندس سمير الخطيب، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي المهندس زياد الحجار، مسؤول حزب الله في الجبل بلال داغر وامام البلدة الشيخ يوسف عباس ورؤساء بلديات وفاعليات وشخصيات قضائية ومحامون ومختارا الوردانية وأهالي .
ابراهيم
وكان استهل الحفل بالنشيد الوطني، وتلاه تقديم وترحيب من الأديبة الدكتورة هدى عيد بيرم، ثم تحدثت رئيسة المركز السيدة سامية علي مصباح ابراهيم، فرحبت بالحضور، ولفتت الى ان فكرة إقامة هذا البيت كانت فكرتها وزوجها القاضي علي مصباح ابراهيم .
وعرضت للجهد الكبير والخطوات التي رافقت انجازه، شاكرة من ساهم في انجاح واتمام المشروع، آملة أن يكون هذا الصرح متنفسا وملتقى لكبار السن للتسلية وممارسة الرياضة البدنية والفكرية، معلنة عن إقامة نشاطات مختلفة، ومؤكدة أن المهم ليس ان نبني، وإنما أن نحافظ على ما بنيناه، وذلك يتم بالتعاون وتضافر الجهود.”
بيرم
وكانت كلمة لرئيس البلدية علي بيرم، الذي أكد ان المشروع تم ثمرة تعاون بين البلدية وأبناء البلدة، وعلى رأسهم القاضي علي مصباح ابراهيم .
ثم تحدث بيرم عن المشروع، والذي هو عبارة عن حديقة عامة مساحتها ٢٢٠ كلم مربع وتضم مركز للمتقاعد والمسن بإسم “بيت كبارنا”، طريق لممارسة رياضة المشي وركوب الدراجات بطول ٦٥٠ وعرض ٤ امتار بشكل دائري حول التلة، وتمر بين الصنوبر، مسار لرياضة “الهايكنغ” في الطبيعة بطول ٢كلم المطل على الوادي المحيطة بتلة الصنوبر، نادي رياضي بين الاشجار، اماكن مخصصة لتنزه للعائلات بين اشجار الصنوبر وموقف للسيارات.
واشار بيرم الى ان القسم الذي تم افتتاحه، هو نادي بيت كبارنا وباقي الاقسام قيد الانجاز .
وشكر رئيس البلدية اصحاب الايادي البيضاء الذين ساهموا ببناء هذا الصرح .
وزير العمل
من جهته أكد وزير العمل مصطفى بيرم ان الوردانية، هي وردة تزيّن آنيتها، وان الورود التي تبقى، هي الورود البشرية النابعة من المحبة والخير والعطاء .
وشدد على أهمية تسخير أي موقع في البلدة من أجل الخدمة، معتبرا انه عندما نفكر بكبارنا، نوجه رسالة انسانية تقول، انه ثمة تحديد للعمر البيولوجي لدى الإنسان، لكن عمر العطاء لا يحدد بسن على الإطلاق، لأن الإنسان يستمر بعطائه وبآثاره، وعندما يحول الإنسان عطاءاته الى مشاريع، إنها إستمرار لأخلاقه ولروحه ولبصمته الإنسانية، مؤكدا اننا نسعى الى الوصل في زمن الفصل، والى بناء الجسور في زمن الصدع، ونحترم الكبار لنوجه رسالة الى الصغار، أن إزرعوا ثقافة الإحترام والانسانية .
وقال: وما هذا الصرح إلا تأكيد على الجمع بعد مشروع ساحة البلدة، فنحن نحتاج الى الجمع، لأنه لا خيار لنا إلا أن نلتقي، وهذا الصرح بأيدٍ أمينة مع السيدة سامية ابراهيم العزيزة .
الوزير مرتضى
وكانت كلمة لوزير الثقافة، الذي بارك المشروع ونوه بالقيمين عليه، مشددا على اهميته لكبار السن .
اللواء ابراهيم
من جهته ألقى اللواء ابراهيم، كلمة قال فيها:” لفتني إسم المكان ” بيت كبارنا”، وهنا أنتم لا تعنون كبارنا في السن، انما كبارنا في القيمة والعطاء وفي الإستمرار، هذه الدار يجب أن تكون مدرسة أكثر منها صرحا أو داراً، حتى لا يشعر كبار السن، أن هذه المحطة، هي محطتهم في هذا العمر . يجب أن تكون مدرسة نجمع فيها صغارنا مع كبارنا، حتى ينقل الكبار التراث والأخلاق والدين والمعرفة لصغارنا، حتى نتوارث ما نفخر به من أخلاق، وهذا الأساس في بناء المجتمع .”
واضاف” نحن قيمتنا في أخلاقنا، وما يفرقنا عن المجتمعات الأخرى، هو الأخلاق . لقد زرنا دول العالم أجمع، وشاهدنا الناس تنام في الشوارع في أغنى الدول، وهذا سببه عدم الإهتمام بالأمن الإجتماعي في هذه الدول، وهذا الصرح شاهد على إهتمامنا بتراثنا وبأخلاقنا وبديننا وبكبارنا .
وتطرق اللواء ابراهيم الى الوضع اللبناني، فأشار الى ان 11 % من سكان لبنان حاليا، هم من كبار السن، وهذا إحصاء مقلق، ودليل على أن الشباب قد هاجر، على الرغم من اننا لا نعطيهم جوازات سفر، ولكنهم يهاجرون . الشباب قد هاجر، وهذا دليل خطر، وسبب الهجرة جميعنا يعرفه، وهو الوضع الإقتصادي والمالي، الذي يمر به البلد، إضافة الى الوضع السياسي “المقرف”، وكما قال معالي الوزير(الثقافة)، ان الكثير من السياسيين هم عقبة أمام تقدم هذا البلد، وان الخطاب الذي يتداولونه يوميا، خطاب تفرقة، وكأننا نعيش ضمن منطق “فرّق تسد” . نحن بقي لنا في هذا البلد مسألة واحدة، يجب أن نتمسك بها، وهي كرامتنا وعزتنا وأخلاقنا، وأن نستميت في الدفاع عن قيمنا وحقنا، وما يعيد الأجيال الى لبنان، هو التمسك بهذا الحق، فنحن أمام فرصة، كبيرة جدا لإستعادة لبنان لغناه، من خلال ترسيم الحدود البحرية، وأعتقد على مسافة أسابيع، وليس أكثر من تحقيق هذا الهدف . نحن على مقربة جدا اذا تمسكنا بحقنا وبقينا موحدين لتحقيق هذا الهدف الذي يعيد أولادنا الى البلد، ولكن اذا تخلينا عن حقنا وكرامتنا، يمكن ان يهاجر كبار السن .”
وتابع “الموضوع له علاقة بمدى ثباتنا وصمودنا ووحدتنا، خلف حقنا، وأعتقد ما سوف نصل اليه على مستوى ترسيم الحدود، هو أقل من حق، هو تسوية، الظروف الدولية والإقليمية للأسف، تفرض علينا أن نصل الى تسوية، فحقنا ليس الخط 29 ولا 23، بل حقنا هو فلسطين كلها، وهذه تسوية مؤقتة، وكل ما نمر به في لبنان هو مؤقت، ونحن على يقين اننا سنعيد فلسطين الى أصحابها الحقيقيين، ونحن من سيعيد فلسطين، وهذه المياه هي فلسطينية، وليست اسرائيلية، وبهذه المناسبة أدعو الإخوة الفلسطينييون أن يعلنوا موقفا سياسيا من هذا الموضوع، من ان ما يفاوض عليه لبنان مع العدو الاسرائيلي، ليس حقاً للعدو، بل هو حق لنا، وأتمنى أن يسمع الإخوة الفلسطينيين وأن يستجيبوا، وهذا الأمر يساعدنا جدا على المستوى السياسي، وأكرر اننا نعمل من أجل تسوية وليس من أجل احقاق حق، وهي مؤقتة .
وهنأ اللواء ابراهيم السيدة سامية ابراهيم المسؤولة عن الدار، وقال:” بالأمس باركنا لكم بالساحة، واليوم بهذا الدار، ولا ندري ما يخبئ لنا الريس علي مصباح ابراهيم بعد في البلدة، فهذه البلدة، أصبحت نموذجية بفعل ارادتكم جميعا، شاكرا الجميع على هذا اللقاء .
ابراهيم
وختاما تحدث القاضي علي مصباح ابراهيم فرحب بالحضور شاكرا الجميع تلبيتهم الدعوة، مؤكدا ان للجميع مكانة كبيرة في قلوبنا، منوها بكل من مد يد العوان لانجاز هذا الصرح، معربا عن أمله ان يكون المشروع على المستوى المطلوب .
بعدها أزيح الستار عن لوحة عند باب المركز، ثم كانت جولة في اقسام المركز، ومن ثم أقيم حفل كوكتيل بالمناسبة .