يستعدّ رئيس مجلس النواب نبيه بري لإطلاق الحوار الرئاسي عبر مشاورات بدأها مع الكتل النيابية لاستكشاف مناخاتها وقياس مدى نضج الأجواء للبدء بالحوار المنشود في فترة الأعياد وما بعدها.
وقالت مصادر القوات اللبنانية ل” الديار” ان الحوار قيمة اساسية، وهي حريصة على اتمام ذلك لان المجتمعات تنهض وتستقيم من خلال الحوار. ولكن بالنسبة للقوات فللحوار شروطه، اي ان يكون الفرقاء المتحاورون مع بعضهم لديها النية للوصول الى نتيجة، وعندما تنعدم هذه الشروط فهذا الامر ينعكس سلبا على الحوار ويصبح حوارا فولكلوريا دون جدوى.
ومن خلال التجربة، اعتبرت المصادر القواتية انه منذ عام 2006 الى اليوم كل الحوارات لم تصل الى نتيجة، ولم يطبق اي بنود من الحوار. وعلى سبيل المثال، تساءلت القوات اذا كان النائب جبران باسيل سيدعو للحوار لو ان حزب الله تبنى ترشيحه للرئاسة بدلا من سليمان فرنجية؟
اما بالنسبة لدعوة الرئيس نبيه بري للحوار، فتعلن القوات موافقتها على الحوار حيث ان بري رئيس المؤسسة الدستورية، وهو مسؤول عن انتظامها، وبما ان المسالة انتخابية عليه ان يدعو رؤساء الكتل النيابية الى مكتبه من اجل النقاش والاستمرار والاصرار على عدم الخروج من المجلس النيابي.
بدوره، رأى النائب بلال عبدالله ان الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديموقراطي يؤيدان الحوار، بخاصة ان هناك استعصاء في الاستحقاق الرئاسي، والبلد يتدمر والهجرة تزيد، ولذلك المصلحة الوطنية تقضي بحصول حوار بين الافرقاء، لافتا الى ان الوضع يحتاج الى مساحات مشتركة على غرار مجلس النواب الذي هو ساحة حوار مفتوحة.
في المقابل كتبت” الاخبار”: تواصل باريس والدوحة مساعيهما للتوصل إلى تسوية تقوم على مرحلتين: الأولى تستهدف التفاهم مع مسيحيي لبنان أولاً، والثانية تستهدف التفاهم مع حزب الله. وأن عنوان المساعي حول التوصل إلى مرشح لا يتصادم مع «المجتمعين العربي والدولي»، أي عملياً أن يحظى الرئيس المقبل برضى الأميركيين والسعوديين. وقرر الجانبان الفرنسي والقطري تطوير التواصل مع قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يجري التحضير لزيارة رسمية له إلى قطر، مع همس حول إمكانية ترتيب زيارة أيضاً إلى السعودية في حال أفلحت الاتصالات الخارجية في إقناع ولي العهد السعودي بالانخراط بشكل أكبر في الملف اللبناني.
وكتبت” الديار”:كشفت مصادر وزارية ان فرنسا والولايات المتحدة لا تصب الجهود اللازمة لتسهيل تنفيذ الاستحقاق الرئاسي لاسباب متعددة بينما تؤدي قطر دورا بارزا على الساحة اللبنانية. وقد بات معلوما ان الدوحة تسعى الى وصول قائد الجيش العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية، بعدما اختبرت العلاقة معه في المؤسسة العسكرية واصبحت تراه الشخصية التي تليق بالمرحلة المقبلة للبنان.
وكشفت مصادر مجلسية لـ«الجمهورية»، أنّ التحضيرات بدأت في اوساط رئيس المجلس لإطلاق ورشة عمل مكثفة وفق جدول لقاءات مكثفة سيجريها الرئيس بري مع الكتل النيابية والسياسية في الساعات المقبلة.
إلى ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية من باريس لـ«الجمهورية»، انّ الملف الرئاسي اللبناني حاضر في النقاشات الجارية بين اصدقاء لبنان، وخصوصاً بين الاميركيين والفرنسيين، دون ان يعني ذلك جهوزية لاطلاق تحرّك رئاسي تجاه لبنان في المدى المنظور، وذلك في انتظار ما ستؤول اليه المشاورات بين اللبنانيين. واكّدت: «اننا ننظر بإيجابية إلى المبادرات الحوارية الرامية الى تمكين اللبنانيين من اختيار رئيسهم».
ورداً على سؤال كرّرت المصادر الديبلوماسية القول، بأن لا «فيتو» موضوعاً من قِبل أي من اصدقاء لبنان حيال أي شخصية مقترحة لرئاسة الجمهورية. نحن نسمع كما يسمع الكثيرون بأنّ مرشحين اساسيين يتصدّران القائمة، هما الوزير سليمان فرنجية وقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون. وكما هو جلي، فإنّ اصدقاء لبنان لا يفاضلون بين اسم وآخر، وليسوا اصلاً في هذا التوجّه، بل انّ هذا الامر عائد للبنانيين دون غيرهم، والمجتمع الدولي وفي مقدمته واشنطن وباريس، يشكّل في نهاية الامر عاملاً مساعداً للبنانيين لا أكثر، ويحثّ على انتخاب سريع لرئيس الجمهورية وتشكيل حكومة تلبّي تطلعات الشعب اللبناني بالإنقاذ وإجراء الاصلاحات».