لا تسوية في قضية الامام الصدر… ولا نقاش بسلاح المقاومة إلا بالحوار التوافقي
في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، ألقى الرئيس نبيه بري خطابًا أعاد فيه تثبيت ثوابت حركة أمل، جامعًا بين الرمزية التاريخية والرسائل السياسية الموجهة إلى الداخل والخارج.
أكد الرئيس بري أن قضية الإمام الصدر ستبقى حيّة، مشددًا على أن السلطات الليبية ترفض التعاون مع القضاء اللبناني، ما يضعها في موقع “المتآمر”. وبذلك، أراد الرئيس بري إبقاء القضية في واجهة الوعي الوطني، بوصفها معركة عدالة وهوية، لا قضية غياب فحسب.
أما في الداخل، فأبدى انفتاحًا على خطاب القسم للرئيس جوزف عون، ولا سيما ما يتعلّق بمصير سلاح المقاومة. لكنه وضع شرطًا صارمًا: أي نقاش في هذا الملف يجب أن يتم في إطار حوار وطني توافقي. في هذا السياق، كان لافتًا قوله إن “العقول الشيطانية أخطر على لبنان من سلاح المقاومة”، في إشارة إلى أن التهديد الحقيقي يكمن في محاولات تمزيق الداخل، لا في السلاح الذي حرر الأرض.
وفي مقاربة البعد الإقليمي، تناول الرئيس بري الورقة الأميركية المطروحة حول لبنان، محذرًا من أنها لا تقتصر على مسألة السلاح بل تتعداها إلى إعادة صياغة دور لبنان الاستراتيجي. وأضاف أن إسرائيل تجاهلت هذه الورقة ووسّعت وجودها جنوبًا، معتبرًا أن ذلك يضع لبنان ضمن خريطة “إسرائيل الكبرى”. كما رأى أن زيارة رئيس الأركان الإسرائيلي إلى الجنوب تشكل “إهانة للسيادة اللبنانية”.
من خلال هذا الخطاب، بدا واضحًا أن الرئيس بري أراد ترسيخ ثلاث معادلات أساسية:
• لا تسوية في قضية الإمام الصدر، لأنها جوهر الهوية والوفاء.
• لا نقاش حول سلاح المقاومة إلا بالحوار الداخلي، بعيدًا عن أي ضغوط خارجية.
• لا ثقة بالمشاريع الأميركية – الإسرائيلية، التي تسعى إلى تفتيت لبنان وتغيير موقعه.
خطاب الرئيس بري لم يكن مجرد كلمة في مناسبة، بل إعلان موقف: تمسك بالثوابت، واكد على دعوته للحوار الوطني، وتحذير من المخططات الخارجية. بكلام آخر، أراد أن يقول: قضية الامام الصدر باقية، سلاح المقاومة خط أحمر، وأي تسوية تمر عبر الداخل لا الخارج …