صور – قاسم صالح صفا
لمناسبة ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر، أقامت حركة “أمل” في بلدة الحلوسية لقاءً عاماً حضره حشد من أبناء البلدة والجوار، وقدمه السيد حسن قبلان.
وألقى مفتي صور وجبل عامل، العلامة القاضي الشيخ حسن عبدالله، المسؤول الثقافي المركزي في حركة “أمل”، كلمة استعاد فيها بدايات الدعوة الإسلامية والصعوبات التي واجهت الرسول الأكرم ما اضطره للهجرة إلى المدينة المنورة حيث وضعت أسس العلاقات الإنسانية والتشريعات التي ضمنت التعايش بين المسلمين وغير المسلمين.
ورأى أن المشروع الذي أطلقه الإمام الصدر هو امتداد لنهج النبي والإمام علي (ع)، يقوم على بناء مجتمع واحد ووطن نهائي لجميع أبنائه، يقوم على العدالة والمساواة والاحترام المتبادل للعقائد.
وأكد أن الإمام الصدر رفض النظام الطائفي والطبقي، ودعا إلى نظام العدالة الاجتماعية، وإلغاء الطائفية السياسية باعتبارها المدخل الوحيد للاستقرار وحفظ كرامة الإنسان.
وشدد عبدالله على أن العمل لإلغاء الطائفية السياسية “انتصار للوطن وللأجيال القادمة”، مؤكداً أن “لبنان ليس محطة عابرة تتحكم بها المصالح، بل وطن نهائي لجميع أبنائه”.
وفي الشأن الوطني، اعتبر أن إسرائيل تشكل خطراً على لبنان بأسره وليس فقط على الجنوب، مشيراً إلى أن “الانتهاكات المعادية للسيادة اللبنانية تطال كل المرجعيات السياسية والروحية، لا طائفة أو منطقة محددة”، مذكّراً بموقف الإمام الصدر حين أسس “هيئة نصرة الجنوب” التي ضمت قيادات روحية ووطنيةللدفاع عن الجنوب من حراء التعديات الاسرائيلية.
وقال: “نحن أمام خيارين؛ إما القبول بالاعتداءات والسكوت عنها، كما حصل في شبعا، وإما المقاومة التي شكلت استراتيجية وطنية حيث اطلق الإمام الصدر أفواج المقاومة اللبنانية”. وأضاف أن “العقيدة الوطنية هي ليست سلاح مجرد حديد وبارود يُنتزع يُسلَّم، او لا ينتزع ولا يسلم بل هو مجرد وسيلة وان نقطة الوجود هي العقيدة”.
وتابع: “المواطنة تعني أن الدولة مسؤولة عن الدفاع عن السيادة، لكن حين تتخلى عن دورها يصبح على الشعب أن يقوم بالواجب دفاعاً عن الوطن، وأي تراجع عن ذلك يُعد تقصيراً”. وانتقد “المعادلة الخاطئة التي تساوي بين من يقبل الاعتداء ومن يقاومه”، مؤكداً الاستمرار في نهج المقاومة.
كما رأى أن “وجود قوات اليونيفيل إلى جانب الجيش اللبناني حاجة ماسّة لجنوب لبنان وللوطن ككل”.
وختم عبدالله بالتأكيد أن “العودة إلى فكر الإمام الصدر تعني ترقب إطلالة دولة الرئيس نبيه بري، الذي سيرسم من خلالها الآفاق السياسية للمرحلة المقبلة”.




