في اطار زيارته الى جمهورية الصين الشعبية، شارك عضو كتلة التنمية والتحرير النائب الدكتور قبلان قبلان في مؤتمر “تعزيز التعاون بين المؤسسات التشريعية ودفع بناء مجتمع صيني – عربي ذي مستقبل مشترك” المنعقد في العاصمة بكين.

حضر المؤتمر ممثلون عن المجالس النيابية للدول العربية، فيما مثّل لبنان النائب الدكتور قبلان قبلان والنائب الدكتور الياس جرادة.

والقى النائب قبلان قبلان كلمة أمام الحاضرين شكر فيها الجهة المنظمة للمؤتمر وجمهورية الصين الشعبية، وتحدث عن الوضع اللبناني وما يعانيه من اعتداءات اسرائيلية يومية وانتهاكات للسيادة اللبنانية، فضلاً عن ارتقاء الاف الشهداء والجرحى والدمار الذي حل بعشرات القرى والمدن وبالبنى التحتية، بالاضافة الى الممارسات العدوانية التي تنتهك حقوق الانسان والمواثيق والقرارات الدولية على مسمع ومرأى من العالم كله. وتحدث قبلان عن دور الصين في الوصول الى عالم اكثر أمناً وعدالةً ونمواً، مثمناً مبادرات الرئيس الصيني في هذا الاطار.

ومما جاء في نص الكلمة ما يلي:

بسم الله
الحضور الكريم، بداية كل الشكر للجنّة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني على تنظيم هذا اللقاء تحت عنوان تعزيز التعاون بين المؤسسات التشريعية من اجل بناء مجتمع صيني -عربي ذي مستقبل مشترك.
وقد جئنا وزملائي النواب من لبنان درة الساحل الشرقي للبحر المتوسط حاملين لكم أجمل التحايا من شعب عرف بعشقه للحرية وتعلقه وميله الدائم لنسج افضل العلاقات وأواصر الصداقة مع شعوب العالم التى تشاركنا ذات الاحاسيس والمشاعر.
لبنان يا سادة بلدي وبلد اجدادي وأهلي يعيش من سنتين حرب مفتوحة على مرأى ومسمع من العالم حصدت آلاف الأبرياء من الأطفال والشباب والشيوخ ودمرت اكثر من مئة الف منزل تدميراً كاملاً واضعافها تدميراً جزئياً ولم يبق مدرسة او مشفى او مركز عبادة او اي من البنية التحتية لعشرات المدن والقرى وما زالت الحرب قائمة ويكاد لا يمر يوماً واحداً إلا ونشيع شهداء في مختلف المناطق اللبنانية لا سيما في جنوب لبنان وبقاعه.
وقبل ساعات من الآن قصف الطيران الاسرائيلي قلب العاصمة بيروت فسقط شهداء وجرحى كثر.
أيها السادة بعد ما حصل خلال العامين الماضيين في غزة ولبنان وباقي المنطقة من ممارسات تظهر ان القوة العسكرية هي صاحبة الحق ولم يعد هناك من مكان للمواثيق والاتفاقات الدولية وبعد أن أصبحت الأمم المتحدة ومؤسساتها ومجلس الامن وملحقاته وكل المواثيق وحقوق الإنسان وحريات الشعوب وغيرها من مسميات بعد ان أصبحت كلها عاجزة عن حماية شعوب باكملها من الإبادة والمجازر وقتل الأطفال والنساء والصحفيين والأطباء وتدمير المستشفيات وقصف مراكز الأمم المتحدة وتعذيب المعتقلين والسجناء وقتلهم وبعد ان ساد معظم العالم منطق اما ان تخضعوا لنا وتدفعوا جزية وتقدموا لنا امتيازات على كل المستويات او نهاجمكم ونغرقكم بالفوضى ونهددكم بتغيير الأنظمة غير ابهين باي معيار دولي او اممي.
اكرر ان ذلك على مسمع ومرأى من العالم الصامت إلا ما ندر والأمم المتحدة الضعيفة ومجلس الامن العاجز عن وضع حد لهذه المجزرة الرهيبة في لبنان وفلسطين والكثير من بلدان العالم التي أصبحت محكومة بشريعة الغاب، القوي يقتل الضعيف بلا سبب إلا لأنه لم يستسلم ولم يركع.
بعد كل هذا فالعالم يحتاج إلى سلام حقيقي وأمن اجتماعي واقتصادي وسياسي تقدمه الدول التى لا تريد استباحة العالم وإخضاعه، نحتاج إلى رؤية واعية وصادقة كتلك التى تطلقها جمهورية الصين الشعبية من خلال ما طرحه سيادة الرئيس الصيني من مبادرات صادقة لإنقاذ العالم من الفوضى والخوف والقلق على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والمالية وهذا ما يحتاج إلى ان تعمل شعوب العالم على ملاقاتاته والدخول في الاطر المطروحة والتي تضمن الامن والامان على مختلف الصعد.
أيها السادة نحن بحاجة إلى من يكبح جماح وحوش السياسة والحروب والاقتصاد نحتاج إلى من يساعد الضعيف ويقف في وجه الظالم والمعتدي ويفرض السلام العادل والقائم على احترام سيادة الدول وردع كل محتل مهما كانت طبيعته وهويته.
نتطلع إلى الصين ان تكون نصيرة المظلومين والمقهورين وتأخد بيد الدول والشعوب نحو شاطئ الأمان بلا استعمار ولا هيمنة ولا فرض لشروط تعارض مصالح ومستقبل هذه الشعوب.
وعليه نجد في مبادرات الرئيس الصيني السيد شي جيبنغ لا سيما مبادرة التنمية العالمية التي طرحها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول من العام ٢٠٢١ والهادفة إلى تعزير التنمية المستدامة في العالم من خلال دعم الدول النامية ومساعدتها والتخفيف من الفقر ومكافحة الاوبئة والأمراض
ومبادرة الحزام والطريق لتامين طرق وموانئ آمنة وبنى تحتية مناسبة.
ومبادرة الامن العالمي التى طُرحت في نيسان من العام ٢٠٢٢ لمعالجة تحديات الامن العالمي من خلال الرؤيا الصينية للأمن الدولي ورفض الأحلاف العسكرية التي تستعمل لتهديد الاستقرار العالمي وتزيد التوتر بين الدول وصولاً إلى احترام سيادة الدول وتعيد الالتزام بمقاصد واهداف الأمم المتحدة التى تحتاج إلى تفعيل دورها بما يتناسب وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها. بما يضمن اخذ مخاوف جميع الشعوب والبلدان على محمل الجد ورفض تسلط الامن الاحادي على سيادة الشعوب وحل النزاعات عبر الحوار وتعزيز الامن المشترك والقاعدة الأهم في هذه المبادرة هي دعم الاستقرار في اسيا والشرق الأوسط وأفريقيا حيث الخطر محدق فوق رؤوس الجميع نتيجة سياسة فرض المواقف بقوة السلاح واستعمال الحصار الاقتصادي واحياناً العقوبات كجزء من سياسة الهيمنة وفرض الشروط وتهديد الشعوب والأنظمة التى ترفض الانصياع لمشيئة تجار الحروب الذين لا يعيرون الإنسانية اي اهتمام.
نعم أيها السادة نتطلع إلى الصين ان تأخذ موقعها ودورها في العالم نصيرة الشعوب ومساندة لها في وجه القهر والظلم والفقر وخلافه.
الصين ستكون نصيرة العالم الحر وحامية الشعوب الرافضة للظلم والقهر والمؤمنة بحقها في حياة كريمة وسلام وأمن دائمين.
نشكر جمهورية الصين على دعمها الدائم ومساعدتها لبنان من خلال المشاركة بقوات الطوارىء الدولية في جنوب لبنان ونتطلع إلى مزيد من التعاون في جميع المجالات.
شكراً لكم مرة جديدة على هذه الدعوة ونتمنى لكم النجاح والتألق حتى تجلسوا في المكان الذي تستحقون.
والسلام عليكم جميعاً


By jaber79

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *