إشتعلت أمس على جبهة الاستحقاق النيابي ترشيحاً وعزوفاً عن الترشيح، وما بينهما من تنافس على الترشيح لهذا المقعد النيابي او ذاك في هذه الدائرة او تلك، في ظل مشهد يؤكّد نظرياً انّ الانتخابات ستجري في موعدها منتصف ايار المقبل، فيما يُطرح عملياً في المقابل اكثر من سؤال حول مدى إمكانات الدولة وقدرتها اللوجستية ادارياً وأمنياً على ضمان إنجاز العملية الانتخابية بسلاسة ويسر، في ضوء الانهيار الذي تعيشه البلاد على كل المستويات، وكذلك في ضوء الضائقة المعيشية المتفاقمة التي تدفع الناس الى الكفر بكل شيء، والإحجام عن المشاركة في اقتراع يمكن ان يعيد إنتاج سلطة يتهمون مكوناتها بكل البلاوي التي أصابت البلاد والعباد.
إنتخابياً، يعقد رئيس مجلس النواب نبيه بري مؤتمراً صحافياً، عند الثالثة بعد ظهر بعد غد الاثنين في مقر رئاسة المجلس في عين التينة، يخصّصه لملف الانتخابات النيابية.
ad
وعلمت «الجمهورية»، انّ بري سيتحدث خلال المؤتمر عن الانتخابات النيابية، ويؤكّد حصولها في موعدها، رداً على كل التكهنات بتأجيلها، ويعلن اسماء مرشحي حركة «امل» في كل الدوائر الانتخابية، وخصوصاً في بيروت وجبل لبنان والبقاع والجنوب. ورجّحت مصادر مطلعة ان تشهد هذه الترشيحات تغييراً يشمل 3 وجوه من نواب «أمل» الحاليين.
وعلمت «الجمهورية»، انّ كتلة «التنمية والتحرير» البالغ عددها 17 نائباً، تقدّمت في الساعات الماضية بطلبات الترشيح الى وزارة الداخلية، وقد شمل التغيير4 منها هم: ياسين جابر، علي بزي، انور الخليل ومحمد نصرالله. وحلّ مكانهم كل من ناصر جابر وأشرف بيضون ومروان خير الدين وقبلان قبلان.
واكّدت مصادر الماكينة الانتخابية لكتلة «التنمية والتحرير»، انّ محركاتها بدأت العمل منذ مدة طويلة، ولم تضع يوماً في حسبانها إمكانية تأجيل الانتخابات، فهي تعمل وكأنّ هذا الاستحقاق حاصل غداً، فمنذ اشهر وبُعيد إقرار التعديلات على القانون الانتخابي في جلسة 22 من تشرين الاول الماضي، وبتوجيهات مباشرة من بري، أعدّت العدّة وشكلّت اللجان التي توزعت على الارض وانطلقت في اجتماعات المناطق والاقاليم وبدأت بالتواصل المباشر مع الناس
ميقاتي والسنيورة
وفي هذه الأجواء، وقبل ايام على إقفال باب الترشيحات الثلثاء المقبل، تقلّص هامش المناورة امام موجة الترشيحات. وفي الوقت الذي تردّد انّ الرئيس فؤاد السنيورة قرّر العزوف عن الترشح، ربطت المراجع المطلعة موقفه بخطوة مماثلة يمكن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان يخطوها، لأنّه يريد إدارة العملية الانتخابية من موقع المستقل، ومعه أعضاء حكومته كاملة.
وقالت اوساط حكومية لـ«الجمهورية»، انّ مشهد الانتخابات النيابية في الشمال لم يتضح بعد، وانّ رئيس الحكومة ما زال يدرس الموقف، وإن كانت فكرة العزوف عن الترشح واردة لديه. ولفتت الى انّ ميقاتي كان من الأوائل الذين اعلنوا انّهم سيمتنعون عن الترشح للانتخابات، انطلاقاً من كونه رئيساً لحكومة من مسؤوليتها إجراء الانتخابات. فهو يرى انّ من حيث المبدأ لا يجوز له ولا لوزراء حكومته الترشح للانتخابات، لضمان اجرائها بعيداً من أي تدخّل فيها صرف للنفوذ.
وإلى ذلك، علمت «الجمهورية» من مصادر قريبة من السنيورة، انّه لم يتخذ بعد أي موقف نهائي، ترشيحاً او عزوفاً عن الترشيح، وانّ موقفه سيتبلور الثلثاء المقبل، قبل ساعات من انتهاء مهلة تقديم الترشيحات منتصف ليل الثلثاء ـ الاربعاء. وقالت هذه المصادر، انّ السنيورة سيشكّل لائحتين في بيروت وطرابلس، وسيكون له مرشحين في دوائر صيدا والشوف والبقاع.
وفي غضون ذلك، عزف النائبان رولا الطبش (بيروت) ومحمد الحجار (الشوف) عن الترشح للإنتخابات، التزاماً بقرار الرئيس سعد الحريري، ويُنتظر ان يعزف آخرون من اليوم وحتى الثلثاء المقبل.
وفي الموازاة، يعلن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل اسماء مرشحي التيار في كل المناطق اللبنانية غداً الاحد، بعد ان يكون قد حسم امر الترشيحات في بعض الدوائر
الجمهورية