على مدى العصور ومنذ امتداد الأزمنة لم نرى حزب عالمي او محلي يمتد ويبقى بحجمه بل مع الوقت تزداد مشاكل هذه الاحزاب او تنهض احزاب اخرى تلغي الحزب الاساس إمّا بممارسات افضل او باغراءات مادية وهذا ما شهدناه ورايناه منذ عصر الاتحاد السوفياتي وحزبه الحاكم الى غيرهم من احزاب ومنظمات فشلت في الاستمرار واصبحت بقايا متبقية لا يعول عليها في صنع القرار داخل الوطن . نأتي اليوم الى ساحة الاحزاب اللبنانية ونشأتها فنرى ان العديد من الاحزاب نشأت في نفس الفترة وكان هدفها مقاومة العدو الاسرائيلي منها حزب البعث والحزب القومي وحركة أمل الذي اسسها الامام السيد موسى الصدر والتي اطلق عليها اسم حركة المحرومين لانها من وجع الناس وحرمانهم ومعاناتهم وبالتوازي مع انشاء هذا التنظيم السياسي استبق انذاك العدو الاسرائيلي وللمرة الاولى في تاريخ العالم العربي تاسست قوة عسكرية للدفاع عن الارض والعرض والجنوب بشكل خاص وبامكانات متواضعة وأطلق عليها ” افواج المقاومة اللبنانية أمل” المنبثقة من الايمان بالله ومرتكزة على ميثاق هذه الحركة بتحرير الانسان من العبودية .خاضت هذه الحركة الكثير من المعارك وواجهت الاحتلال وكان هدفها الاوحد تحرير الارض من رجس الاحتلال ورفض هيمنة اي دولة على قرار لبنان والحفاظ على استقلاليته كما ورفضت الحركة الارتهان لاي دولة وربط قرارها وبقيت حركة وطنية لبنانية. فتمكنت الحركة من هزيمة العدو في الثمانينات مع باقي الاحزاب الوطنية مما ادى الى تراجع العدو الى الجنوب حتى تحقق التحرير الكامل في العام ٢٠٠٠ . إبّان التحرير وضع رئيس الحركة نبيه بري الجنوب نُصب عينيه وعلى قدر ما عانى اهل الجنوب من تهجير وتشريد وتفريق وخسائر بشرية ومادية وضع خطط للنهوض بالجنوب ، فبنى البنى التحتية والمدارس ومشاريع المياه والمستشفيات فأصبح لكل ضيعة مدرسة عدا عن الانجازات الاخرى . رغم كل هذا الى ان حركة امل بقيادة رئيسها تعرضت لاقوى انواع التشويه الاعلامي من الاصدقاء والبغضاء فمنهم من تخلى عن هذه الحركة من أجل حفنة من المال ومنهم الكثير الذي تمسك بهذا الخط . واستمرت الحركة كما اراد موسى الصدر كالموج الهادر تجتاز العقبة تلوى الاخرى وعند كل مفصل كان يسقط من الغربال من هم استغلوا هذه الحركة في ظل رهانات دولية ومحلية انّ حركة موسى الصدر ستنتهي وتفقد بريقها وهم لا يعلمون أن جمهور هذه الحركة اليوم وبعد ان اختفت معظم التنظميات التي نشات مع هذه الحركة هو جمهور وفي مع الحركة ليس لمصلحة شخصية ولا من اجل راتب من الحركة ينتظره اخر الشهر ،. مع الحركة لان ممارساتها وطنية وقرارها حر وقيادتها حكيمة ولن ننسى انها حركة حسينية امتدداها من عاشوراء فيا اخوتي حركة أمل رغم كل المصاعب تثيت يوماً بعد يوم انها كموج البحر لم ولن تهدء .
الاستاذ حسين بركات
