كتب الأخ زياد الزين مقالة بعنوان: “أوهام”
كان يجدر بقلم حر يغرف حبره من موسوعة فكرية لحركة الأولياء والشهداء، ان يضع حداً وان يفضح أقلاماً فارغة الا من الحبر المجبول بالفراغ الفكري، العابقة بانتقامية الأفكار التي تنم عن خط متعرج من الانهيارات البنيوية داخل الحكم وخارجه، بعدما لفظها الجحيم في كتل سوداء من البركان الذي فجروه حقداً عاجزة عن مخاطبة اي طرف، لأن السوء سيطال الأخير حتمًا عن طريق عدوى السل، وهو سيحتاج عندها الى عمل دؤوب لتبييض صفحة اتسخت باصفرار الوجوه التي قابلها، مع اقرار ان مثلها لا تنجح الحوارات معها، لأن النتيجة وفي معظم حالاتها مرضية تتغلب على الأسباب الموجبة ويصيبها وهن في المنطق وهشاشة في الصياغة وعجز في التعبير، وشلل في العقل يجنح بها نحو قرارات ومواقف جل ما فيها انها فتح اعتماد لسوق خارجي واستعطاف لأي محور، وعرض المبادئ في سوق المزاد العلني، لعل من يشتريها يقدم مجرد وعد بإعادة احياء جثة متحللة لم يبقى فيها الا الرماد السياسي، لأنها احرقت جسد الوطن بعدما تمادت في كسر كل ضلع صامد فيه من التعايش والمقاومة والوحدة الوطنية.
الخرطوشة الفارغة المتبقية، تصويب على الآخر واستهدافه، وتظهير عمى وليس كحل سياسي، في ابتداع صور سينمائية كرتونية، والتسويق المبرمج في ان فريقا سياسيا كحركة أمل يتعرض لانتكاسات سياسية، ومحاولة تجييرها رصيدًا دائنًا في حساباتهم.
حبذا لو يقرأون التاريخ مرة، وقد صنعناه بشهدائنا ألف مرة، ليتهم يعودون للدستور الضامن ومن صاغ بنوده ليتهم يعودون للسلم الأهلي ومن صانه، ليتهم يعودون للوحدة الوطنية وتجلياتها العظيمة في الجنوب والبقاع وجبيل، ليتهم يعودون الى شكل قانون الانتخاب واصرارنا على عدم إقصاء أحد، ليتهم يعودون الى الميثاقية ومن تمسك بها عقودا من الممارسة البرلمانية الراقية.
طبعا. كل هذا لن يروق لأنانيتهم المفرطة، المستندة الى اوهام وأورام، بل توقع المزيد من الغلو في التكابر والتكبر، وبالتالي الافلاس السياسي لهم وليس للآخر، وفقدان التوازن الناتج عن صورة المشهد الإقليمي والدولي والمحلي. ان الثقة تاهت في بروجهم، وان ترميمها يحتاج إلى رجالات دولة، فالدولة وطن، والوطن أب، والأب واحد.
“اعقلوا”.. فنحن في زمن الصوم الأكبر، ونحن في أيام أحب الشهور الى الله، واتركوا لنا..” وتوكلوا” لأننا الأحرص، ولأننا الأصدق…