صدر عن رئيس اتحاد بلديات قضاء صور المهندس حسن دبوق البيان التالي:
قدّمت دولة قطر المستشفى الميداني الى لبنان لتركيبه في صور وطرابلس من أجل تعزيز القدرات في مواجهة فيروس كورونا، وهو يعتبر هبة أولاً وأخيراً الى وزارة الصحة وهي المسؤولة عن إنشائه وتجهيزه وتشغيله، وأن دور الإتحاد يقتصر على المساعدة وتسهيل أمور إنشائه تبعًا لقدرات الإتحاد المحدودة.
فمنذ ان وصلت الهبة القطرية الى بيروت جرى الحديث عن تخصيص مستشفى ميداني لمصابي كورونا في مدينة صور، وطلبت وزارة الصحة من اتحاد بلديات صور تأمين مكان ملائم لإقامة الخيم عليه، وتم اختيار المكان وجرفه وتجهيزه وصبه بالباطون على نفقة الاتحاد، ولكن بعدما كشفت الوزارة على طبيعة المواد الموجودة في الهبة القطرية (اسرّة، خيم، اجهزة تنفس محمولة تصلح لنقل وتجميع المرضى في الاسعافات)، تبين ان المستشفى يفتقد الى وجود مختبرات وأجهزة أشعة وإلى الكثير من المعدات الطبية المفروض وجودها في مستشفيات كورونا وهذا الأمر تكلفته تقدّر بالمليارات، ونظرًا لعجز الوزارة عن تأمين هذه المتطلبات لتشغيل المستشفى الميداني بشكل مستقل، وحيث ان الوزارة قد عجزت عن تأمين اي هبة او خصصت جزءا من قرض لهذه المهمة، فإن هذا الأمر يفوق بالتأكيد طاقة وموازنة الاتحاد الذي انفق خلال الشهور المنصرمة جزءا كبيرًا من موازنته على لجنة ادارة الكوارث في قضاء صور لمواجهة انتشار الوباء وأيضاً على مراكز الحجر التي قام بتجهيزها علماً أن العديد من الجهات الدولية تقوم بالإنفاق على تشغيلها حالياً.
وذكر البيان أن فكرة تشغيل المستشفى بشكل مستقل أصبح امراً مستحيلاً ماديًا، فطلبت الوزارة من الاتحاد تأمين أماكن اخرى لها، تكون بمحاذاة أحد المستشفيات في المدينة، ولكن هذا الامر تعذّر بسبب عدم وجود أي باحة قرب مستشفيات المدينة الموجودة أصلًا في أماكن ضيّقة، ومن جهة أخرى لأن الطاقم الطبي الموجود فيها بالكاد باستطاعته خدمة عدد الأسرّة التابعة للمستشفى .
أمام هذا الواقع الصعب، تقرر الإسراع في تجهيز مستشفى قانا الحكومي بغرف العناية الفائقة الخاصة بعلاج مصابي الكورونا، وأجهزة التنفس، وتقرر تركيب قسم من المستشفى الهبة في بيروت بعد مبادرة من الرئيس نبيه بري بالإتصال بجهات طبيّة لتأمين تشغيله، ليكون مستشفى قانا الحكومي في خدمة قضاء صور، والمستشفى الميداني في خدمة كل لبنان .
والأهم الآن هو حاجة قضاء صور الى خطّة صحية شاملة في أسرع وقت، تكون منسجمة مع الخطة الوطنية لمواجهة وباء كورونا تضعها وزراة الصحة والمختصّين ومن ضمنها دعم المستشفيات الخاصة بالأجهزة والمعدات المناسبة لرفع قدرتها في التصدي لهذا الوباء، علمًا أن المستشفى الحكومي في صور موجود داخل مخيم البص وإمكاناته محدودة جداً.
واختتم البيان بتوجيه الشكر لدولة قطر الشقيقة لوقوفها الدائم الى جانب لبنان وهي السباقة في هذا المجال، ولا ننسى قول دولة الرئيس نبيه بري المشهور “اول الغيث قطرة فكيف إذا كانت قطر.. شكراً قطر”.