يبدو أن الجوع كافر ،والحالة الإقتصادية وصلت بالبعض إلى حالة يرثى لها ،فلم يعد أمامه سوى “التخبيص” وتحويش المعلومات من هنا وهناك ومحاولة تعويم “الأخبار” التي يجمعها من خلال مهاجمة أحد الهامات التربوية المعروفة بمصداقيتها وشفافيتها ونزاهتها على قاعدة جذب المتابعين
والقراء لدرجة أن الطلاب أنفسهم لم يعد يصدقوا ما يكتب .
آخر الإبداعات أحدهم قرر إلغاء الإمتحانات الخطية في المهني و وضع الأسئلة وأسس التصحيح وتنبأ بالنتائج وأصدرها بكل ثقة وأعلن ” الكل ناجح”! ولا نعلم الهدف من وراء هذا التضليل والتضيع للطلاب في هذا التوقيت هل فعلا” هو الخوف على مستقبلهم أم أن هذا الفائض من الحنان هو ناتج عن محاولة كسب شهرة على قاعدة “خرِّف تُعرف”،كان الأجدى بمن تدهور به الحال إلى هذا الدرك الإعلامي المخيف أن يفتح عينيه جيدا” ويفهم أن الفساد يكمن في إلغاء الإمتحانات و توزيع الإفادات وأن الوضع المالي المزري الناتج عن عمليات النهب للمشاريع التي قدمتها الجهات المانحة لا يسمح حتى بإجراء إمتحانات شفهية وكأن الميزانية المرصودة للإمتحانات المهنية ولأساتذة المهني تسمح أصلا” بإجراء إمتحانات خطية في المهني قبل العملية وكأننا لا نعيش في دولة مفلسة تعاني إنهيار مالي والغريب في الموضوع أن البعض يريد تحميل مديرية التعليم المهني كامل مسؤولية الأساتذة وإضرابهم وكأن البنك الدولي موجود في الطابق الأخير والحقيقة أن المديرية تتكبد عناء إجراء إمتحانات وقطع الطريق على توزيع الإفادات كما تتكبد عناء الإستعانة بالأساتذة لتعويض النقص الحاصل في الموظفين ولا تتحمل أي مسؤولية من إلغاء الإمتحانات العملية وتتوفر الإمكانيات المالية اليوم قبل الغد الجهوزية لإجرائها متوفرة .
كفى “جعدنة”،وإتركوا الطلاب تدرس وتجهز للإمتحانات وكفى دعم للفاسدين والضغط نحو إلغاء الإمتحانات وتوزيع الإفادات ومقولة “الكل ناجح غير صحيحة” وتبقى أفضل من مقولة “الكل مرفع “، ولكن على مايبدو :
“العرس بالأونيسكو ….والدبكة بالدكوانة”.