يبدو ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي فرمل استدارته نحو حزب الله، أو حدد لها سقوفا. المواقفُ التي أطلقها في الساعات الماضية، أشّرت الى ذلك، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”… فهو أكد ان اللقاء مع الحزب حصل “لأن حزب الله مكوّن أساسي من مكوّنات البلد ولا يمكننا استبعاده. فهذا الأمر غير منطقي”، مضيفا “طرحت عدة أسئلة على محاوري حتى يتمكنوا من نقلها إلى الأمين العام حسن نصر الله. لم أحصل على إجابة حتى الآن. كما أعربت عن رغبتي في إجراء الانتخابات في الوقت المناسب.
ولكن مجرّد أن نصر الله قد دعا في أحد تصريحاته الأخيرة إلى تشكيل حكومة تتمتع بالصلاحيات اللازمة، أستنتج أن الانتخابات الرئاسية من المرجّح أن تستغرق وقتًا”. وأضاف “كل ما أحاول فعله هو فصل القضايا الرئيسية، مثل مسألة سلاح حزب الله أو مسألة ترسيم الحدود ومشكلة شبعا، عن مسائل الإصلاح والانتعاش الاقتصادي، والتي هي أكثر أهمية في الوقت الحالي”. وعن اعتبار رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه رئيساً جامعاً، قال جنبلاط “أنا شخصياً لا أعتقد ذلك، لكن هذا القرار سيؤول في النهاية إلى كتلة اللقاء الديمقراطي التي ستتخذ الموقف الذي تراه مناسبًا. أعرف سليمان فرنجية الجد جيداً، لقد كان حليفنا. أنا أعرف الحفيد جيدًا أيضًا. لكنني سأقول أن علاقته الخاصة مع الأسد يمكن أن تكون عقبة”. وعن تفضيله لفكرة الرئيس التوافقي قال جنبلاط “لا على الإطلاق، ما قلته أمام محاوري هو أننا لا نريد رؤساء بسمات سياسية. دعونا نحاول العثور على رئيس قادر على إدارة الأزمة وليكن لديه أيضًا خلفية اقتصادية ومالية”. أما عن شخصية تكنوقراطية لرئاسة الجمهورية قال جنبلاط: “نعم، ولكن مع خلفية سياسية دون أن تأتي بالضرورة من أي حزب”.
لأسباب اقليمية او دولية متعلقة بمفاوضات فيينا ومسارها او لحسابات اخرى، سيدُ المختارة تريّث من جديد، وحسمها فقال علنا “لا” لرئيس من فريق 8 آذار، أي انه لن يُعطي اصواته او يؤمّن الاكثرية لايصال مرشح حزب الله الى قصر بعبدا، سواء كان اسمه جبران باسيل (رئيس التيار الوطني الحر) أو سليمان فرنجية (رئيس تيار المردة). هو لا يزال في الوسط يبحث عن شخصية قادرة على الإنقاذ الاقتصادي وايضا السيادي، وهو ما يؤكده منذ سنوات، من بوابة تمسكه بأفضل العلاقات بين لبنان ومحيطه العربي. هذه المواصفات يتفق عليها مع الأحزاب المعارضة لثنائي العهد – حزب الله، وعلى رأسها القوات اللبنانية، وإن كان جنبلاط يصرّ على الاضاءة على تمايز يفصل بينه وبين معراب. فالاخيرة تعرض- وقد كرر رئيسها سمير جعجع ذلك أكثر من مرة على مر الاسابيع الماضية- الاتفاقَ على رئيس قادر على الاصلاح والانقاذ وعلى مواجهة خطط جبران باسيل الذي قال عنه جنبلاط انه “فرض ضريبة باهظة علينا” وان في وجوده الإصلاح بعيد والثروة النفطية المفترضة في خطر.
لم يُحسم شيء رئاسيا اذا، وقطعُ الطريق امام مرشح الحزب الى بعبدا اذا اتفقت المجموعات المعارضة في البرلمان على اسم في ما بينها، لا يزال ممكنا، تختم المصادر.