أحيا حزب الله مراسم يوم العاشر من محرم في مدينة صور، بمسيرة جماهيرية انطلقت من ملعب الآثار مقابل مجمع الإمام الحسين (ع) في المدينة، بعد انتهاء الشيخ خير الدين شريف من تلاوة المصرع الحسيني.
وتقدمت المسيرة فرق كشفية لكشافة الإمام المهدي (عج) وحملة الرايات والصور والمجسمات، ومواكب اللطم التي شارك فيها الآلاف من الذين يرتدون الأكفان ويعتمرون العصبات الكربلائية، حيث صدحت الحناجر باللطميات الحسينية والشعارات الزينبية وهتافات المقاومة.
وشقت المسيرة طريقها عبر الخط البحري، لتختتم أمام مؤسسات الإمام الصدر، بمشاركة رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، وعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين، ومسؤول منطقة جبل عامل الأولى الحاج عبد الله ناصر، وقيادات حزبية، وممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، إضافة لعوائل الشهداء والجرحى إلى جانب عدد من علماء الدين من مختلف الطوائف الدينية، وفعاليات وشخصيات، وحشود من المشاركين الذين تقاطروا إلى المدينة من مختلف القرى والبلدات المحيطة.
وألقى السيد صفي الدين كلمة في نهاية المسيرة قال فيها لقد تعلّمنا بعد أربعين عاماً من سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (ع) كيف ننسج من الدمعة الصادقة نهجاً كربلائياً مقاوماً، وبعد أربعين عاماً، نعاهد الإمام الحسين (ع) بكل ثقة وتأكيد وعزم، أننا سنبقى معك يا أبا عبد الله في المقاومة لأربعين عاماً قادمة، بل لثمانين عاماً قادمة، بل لأبد الدهر سنبقى مع الحسين كربلائيون مقاومون.
وأضاف: ستبقى مقاومتنا هي المقاومة الحسينية التي رفعت راية المظلومين والمستضعفين، وسندافع بكل ما أعطانا الله تعالى من قوة وقدرة وتاريخ وهيبة عن المظلومين والمستضعفين في لبنان وفلسطين وفي كل المنطقة، لتبقى رايتنا على امتداد العالم، ولنخبر كل العالم أن رايتنا التي ستبقى خفّاقة، هي راية الحسين بن علي، وهي راية سيد الشهداء، هي راية كربلاء، وهي راية هيهات منا الذلة.
وتابع: سنبقى المقاومة الداعمة والدائمة في وقوفها إلى جانب المقاومة الفلسطينية، لنحيي من هنا شهدائها ومجاهديها وأبطالها وشعبها في الـ48 وفي الضفة والقدس، ولنحيي أهلنا الأحبة والأعزاء في غزة، ولنقول لكل المجاهدين الذين قاوموا وسطروا الملاحم، نحن معكم أيها الشهداء والأبطال في حركة الجهاد الإسلامي، ولنؤكد أن الملحمة التي سُطّرت قبل أيام، كسرت إرادة العدو، وسوف تبقى هذه المقاومة حاضرة وجاهزة لكسر إرادة العدو في أي مواجهة.
وأردف السيد صفي الدين: سنبقى المقاومة المدافعة عن لبنان وطننا العزيز والغالي، وعن وحدته واستقراره، وندافع عن ثرواته وعن حقوقه وحدوده، وسنبقى المقاومة السياج الحقيقي للاستقلال والسيادة وللدفاع عن الوطن، ولتحصيل كل حقوقنا، وستشهد مدينة صور هذه، مدينة الإمام شرف الدين والإمام الصدر، وسيشهد هذا البحر وهذه الأجواء، أن حقوقنا وثرواتنا في أعماق هذا البحر سوف نأخذها كاملة من أجل شعبنا الأبي المقاوم، ولن تتمكّن أي قوة في العالم أن تمنعنا من هذا، ونحن سنثبت ذلك بإذن الله في القادم من الأيام.
وأكد السيد صفي الدين أن هذا البحر لنا، وهذه الأجواء لنا، وهذه الأرض لنا وهذه الثروات لنا، لأنه فينا كرامة الوطن، وكرامة الإباء والعز والمقاومة والتاريخ والدفاع عن كل مقدساتنا، ولهذا كله، سنبقى المقاومة الحريصة والمدافعة إلى ما شاء الله.
وشدد السيد صفي الدين على أن قلوبنا ستبقى مفتوحة، وأيدينا ممدودة لكل من يعمل بإخلاص وبشراكة وطنية حقيقية، وليس لمزايدات من أجل إرضاء سفرات أو دول أجنبية، ونحن كنا وما زلنا وسنبقى جاهزين لأي تلاقٍ من أجل أن نبني وطناً حقيقياً، ذات سيادة حقيقية، ليست مزيّفة، وليست شعارات انتخابات، وهذه السيادة دفعنا من أجلها الدم والغالي، وسنبقى ندفع من أجلها كل دم وكل غالٍ بإذن الله تعالى.
وختم السيد صفي الدين بالقول سوف تبقى مقاومتنا المقاومة القوية والأبية والمقتدرة، سوف تبقى المقاومة الجاهزة، سوف تبقى أيدينا على الزناد، وسوف نبقى نعمل على تحصيل المزيد من القدرات الصاروخية الدقيقة في كل مجال، لكي نبقى جاهزين، ولكي تبقى مقاومة الشهداء والجرحى والأسرى والإباء، مقاومة العز والكبرياء.