إحتفاءً بمناسبة عيد المقاومة والتحرير وإبتهاجاً بالنصر المؤزّر الذي سطّر في معركة سيف القدس، أقام حزب الله مراسم إعادة تجسيد مشهد اقتحام الأهالي لقرى قضاء بنت جبيل عام 2000 انطلاقاً من معبر بلدة بيت ياحون.
بداية، تجمّع الأهالي بسياراتهم ودراجاتهم النارية عند مدخل بلدة بيت ياحون رافعين الأعلام اللبنانية ورايات حزب الله، يتقدمهم شاحنة ضخمة تبث أناشيد المقاومة والتحرير، ومن ثم تقدموا باتجاه حاجز الجيش اللبناني عند مدخل بيت ياحون، حيث قدموا لعناصره الورود ممزوجة بتحية محبة وتقدير لما يبذلوه في خدمة الوطن، وذلك بالتزامن مع النشيد الوطني اللبناني، ليقتحموا بعد ذلك معبر بيت ياحون، محطمين بوابة حديدية، كما أحرقوا العلم الإسرائيلي، ورفعوا الأعلام اللبنانية ورايات حزب الله على ما كان يعرف بالموقع العسكري الإسرائيلي هناك.
ومن ثم توجهوا إلى بلدة كونين فمنطقة صف الهوا، حيث استقبلهم الأهالي بنثر الورود والأرز في مشهد مشابه لأيام التحرير عام 2000 بعد مرور موكبهم فوق علم ضخم للكيان الغاصب ودوسه بأقدامهم، ومن هناك، توجهوا إلى مدينة بنت جبيل، حيث أحرقوا في ساحة السوق التجاري مجسماً لشعار الكيان الإسرائيلي كُتب عليه “أوهن من بيت العنكبوت”، لينطلقوا بعد ذلك باتجاه حديقة مارون الراس، حيث اختتمت المسيرة هناك بمراسم قسم أدته ثلة من المجاهدين بالسير على نهج الجهاد والمقاومة، وأطلقت البالونات الهوائية في سماء المنطقة بألوان العلم الفلسطيني، ليلقي بعد ذلك عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله كلمة قال فيها في مثل هذه الأيام كانت البداية، بعد أن أضاءت دماء الشهداء ورصاصات المقاومين درب التحرير ليعبر أهل المقاومة إلى هنا إلى قرانا وبيوتنا وحقولنا ويحرروا الأرض ويستعيدوا الكرامة، ليبدأ زمن الانتصارات من 25 أيار عام 2000 إلى 14 آب 2006 إلى انتصار القدس من غزة بصاروخ مقاوم ودم طفل شهيد.
وأضاف النائب فضل الله إن طريقاً واحداً سلكناه حقق ويحقق لنا التحرير والحماية والأمن والاستقرار، فيما سلك آخرون طرقاً أخرى، فتاهوا وارتموا بأحضان العدو أذلاء، مشيراً إلى أننا نحيي اليوم عيد المقاومة من على الحدود من مارون الراس مع كل الآتين من قرى قضاء بنت جبيل في هذه المراسم المعّبرة عن مسيرة التحرير.
وأكد النائب فضل الله أن المقاومة بإمكانياتها وتضحياتها مع شعبها صنعت معادلات جديدة، واحد من عناوينها أن الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة تردع العدو وتحمي المقدسات، وإن كان هذا العدو بعد هزيمته في غزة يقوم بممارسات ضد المسجد الأقصى للتغطية على هذه الهزيمة، وإن المقاومة في لبنان بجهوزيتها وصواريخها وحكمة قيادتها تحمي أرضنا وقرانا وبيوتنا، وتمنع العدو من استباحة هذه الحدود، وهو الذي صار يخشى حتى من هتاف مدني متضامن مع فلسطين.
ولفت النائب فضل الله إلى أن هذه القرى الحدودية لم تعد تنام على خوف وتستيقظ على دموع، بل تنام ملء جفونها وعيون العدو قلقة من صوت معول ومحراث مزارع ومفرقعات الأطفال.
وقال النائب فضل الله لبنان وصل إلى هذا المستوى في مواجهة العدو، وصار اسمه يقض مضاجع إسرائيل، وصلنا إلى هذا المصاف، ولكن هناك من أراد أن يصيب بلدنا من داخله، مستفيداً من عوامل داخلية، بما فيها الأزمات المالية والاقتصادية والسياسية.
وشدد النائب فضل الله على أننا قادرون أن نواجه الخارج المعتدي علينا، ولكن في المعادلة الداخلية الأمور مختلفة، هناك دائما من يطرح علينا سؤالا أنتم الذين تصنعون المعادلات في لبنان والمنطقة لا تستطيعون معالجة الوضع الداخلي؛ هذه مقايسة خاطئة، ففي الداخل المعادلة مختلفة، ولأنها معادلة داخلية حساباتها مختلفة، ومرتبطة بتركيبة لبنان وتنوعه وطبيعة نظامه السياسي، وأداؤنا فيه قائم على قاعدة تقريب المسافات وإيجاد التفاهمات والتلاقي والسلام الداخلي، فلبنان يحتاج للخروج من أزمته الحالية إلى تقديم تنازلات بين الأفرقاء، والكل حينها سيكون رابحاً، فالتنازل لمصلحة البلد وشعبه.
وشدد النائب فضل الله على أننا نحتاج في لبنان إلى من يرتقي إلى مستوى تضحيات شعبه في مواجهة أعدائه، فهذا الشعب الذي يعيش بكرامة في مواجهة أعداء الخارج عندما يأتي إلى القضايا الداخلية يعيش الألم والمعاناة ويحتاج إلى من يبلسم جراحه.
وختم النائب فضل الله بالقول كانت دعوتنا واضحة للجميع بضرورة الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة وفق الأصول، والتي تشكل مفتاحاً للحلول، وقمنا بالكثير في هذا المجال، بل قمنا بكل ما نقتنع أنه يسهم في المعالجة، وندعو لاستمرار السعي الحثيث، وقد قالت كل جهة ما لديها من مواقف، فلنضع السجالات والتحديات والاستفزازات جانباً، ونفتح النوافذ والتجاوب مع المساعي المبذولة أو التي ستبذل من قبل الحريصين، كي لا يضيع المزيد من الوقت على بلدنا.