مصطفى الحمود
رعى رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالنائب أشرف بيضون الاحتفال الذي اقامته ثانوية حسن كامل الصباح الرسمية في النبطية لتخريج طلاب شهادة الثانوية العامة بجميع فروعها ، دفعة “ من أجل غدٍ أفضل” ، وذلك على ملعب الثانوية وحضره الى بيضون ، مدير مكتب الرئيس نبيه بري في المصيلح النائب هاني قبيسي، علي قانصو ممثلا النائب محمد رعد، محمد حجازي ممثلا النائب ناصر جابر، محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك، رئيس رابطة ال الزين في لبنان سعد الزين، المدير الاقليمي لمديرية امن الدولة في النبطية العقيد حسين طباجة ، المدير الاكاديمي للجامعة اللبنانية الدولية في النبطية الدكتور حسان خشفة، المسؤول التربوي لحركة امل في اقليم الجنوب الدكتور عباس مغربل، مسؤول التعبئة التربوية في حزب الله في منطقة جبل عاما الثانية الدكتور محمد عطوي ، رئيسة دار المعلمين والمعلمات في النبطية زينات عيد، المفتشة التربوية فاطمة مهدي، شخصيات ورؤوساء بلديات ومخاتير واهالي الطلاب.
بعد النشيد الوطني اللبناني ، ودخول موكب الطلاب المتخرجين ، وعرض فيلم وثائقي عن العام الدراسي ، كانت كلمة ترحيب وتعريف للناظر العامة الاديب محمد معلم ، تلاه كلمات لاربعة طلاب باللغات العربية والاجنبية بإسم المتخرجين
، وكلمة لرئيس لجنة الاهل في الثانوية علي كمال .
ثم ألقى مدير ثانوية حسن كامل الصباح الرسمية عباس شميساني كلمة قال فيها: نلتقي اليوم في ثانويةٍ ليست كباقي الثانويات، في مدينةٍ ليست كباقي المدن… في النبطية الجريحة أمّ الأبطال، عاصمة جبل عامل، في الجنوب المقاوِم، في قلب الحبر والبارود وشمعدان الدّم الملتهب، لنحتفل ليس بتخرّج دفعة من طلاب الشهادة الثانويةالعامة فحسب، بل بولادة أملٍ جديد من بين رماد الحرب، وبعْثِ نورٍ من وسط العتمة منأجل غدٍ أفضل ومستقبل مشرق.
وقال :نلتقي في نهاية عامٍ دراسيّ ليس كغيره… عامٍ حمل معه وجعاً لا يوصف، وامتحاناًللصبر لا يقاس، بعد حربٍ حاقدةٍ أدمت القلوب، وخطفت أرواحًا، وخلّفت خلفها حزنًاوركامًا. ومع ذلك، ها نحن هنا، واقفون شامخون ثابتون، نوزّع الفخر كما نوزّعالشهادات، نغرس في وجوه أبنائنا ملامح الغد، ونُجدد القسم لهذا الوطن.
اضاف: إن رعايتكم اليوم ليست مجرّد حدثٍ عابر، بل هي فعلُ مقاومة وصمود وإرادة تحدٍّ ووفاءٍ لوطن يئنّ، والتزام حقيقي بمستقبل أبنائه، ودليل ساطع على أن الجنوب لا يُترك وحده،لا في السلم ولا في الحرب، لا في الساحات ولا في المدارس ، وكنتم ولا تزالون صمّام الأمان الذي يحتضننا كبارّا وصغارًا في الشدائد والملمّات، إنها ليست المرّة الأولى التي تُعلنون فيها الانحياز للعلم، ولا المرّة الأولى التي تقفون فيهاإلى جانب التلاميذ والمعلمين، لكن رعايتكم في هذه المناسبة بالذات وفي هذا العام الدراسي بالذات، وفي هذه الثانوية التي نعتبرها وتعتبرونها طفلكم المدلّل وقد اشتدّ عوده، له نكهة خاصة: فهو تكريم للتربية التي صمدت، وللطلاب الذين تحدّوا، وللمعلمين الذين أصرّوا أن لا يُطفأ نور التعليم، حتى ولو انطفأت المصابيح، ومن هنا، ومن على هذا المنبر، نتوجه إليكم بالشكر الكبير، باسم الإدارة والطلاب والهيئة التعليمية، وباسم الجنوب كله، لأنكم كنتم دائمًا الحاضر حيث يجب، والداعم حيث يعجز الآخرون.
وقال : أنتم اليوم تقفون في لحظة تاريخية، تتركون فيها مقاعد الدراسة لتحملوا مسؤوليةالانتماء، لا إلى مدرسة فقط، بل إلى وطن جريح… وطن يحتاج إلى عقولكم، كما يحتاجإلى دمائكم، وطن ينتظر منكم لا الهجرة، بل المبادرة… لا التخلّي، بل البناء… لاالتذمّر، بل الحلم والعمل والطموح نحو غدٍ أفضل.
لقد تجاوزتم كلّ الصّعاب، وكنتم أكبر من التّحدّي. واليوم، أنتم على عتبة مستقبل، قد لايكون سهلاً، لكنه حتماً يستحقّكم.
كونوا كما أنتم الآن: أبناء الأرض الطيبة، أحفاد العلماء والمناضلين والشهداء.
وإلى أهاليكم الأعزاء، نقول من القلب: أنتم الأصل في هذا المشهد، أنتم من حمل الهمّوسهر الليالي، من راقب تفاصيل النجاح قبل أن يتحقق، من اختار أن يُضيء شمعةبدلاً من أن يلعن الظلام. أنتم من صنعتم هذا الانتصار التربويّ، وبهذا تستحقون التهنئة أولاً، والفخر أولاً، والتكريم أولاً.
واضاف: أنتم الذين حملتم أعباء المرحلة على أكتافكم بصمتٍ وكبرياء وعنفوان، أنتم من طويتم صفحات جراحكم وأكملتم معركة الصمود وصنعت هذا العرس من النجاح في وجه كلّاعتداء أو تهديد،أنتم الذين كنتم تُدرّسون فيما الطائرات تعوي والمسيَّرات تئزّ وتقصف، والكهرباء تنقطع، والراتب يتآكل، والضغوط تزداد.
ورغم ذلك، لم تتراجعوا. لم تستسلموا. بل ثبّتّم جذور هذه المؤسسة، وزرعتم في قلوبطلابكم محبة الوطن والمعرفة والحق ، زرعتم فيهم كيف يكونون وتكون شركاء السلاح والدم في صناعة الانتصارات، وإن هذا الإنجاز الذي نحتفل به اليوم، ليس ثمرة عامٍ دراسيّ فقط، بل ثمرة سنوات من العطاء والجهد والإصرار.
لكم كل التحية، وكل الاحترام، وكل التقدير من إدارة المدرسة ومن أهل النبطية والجواروقرى المواجهة، ومن أبنائكم الطلّاب.
وكانت كلمة ممثل راعي الاحتفال فقال :
يشرفني أن أقفَ بينكم اليوم، ممثلًا لدولة رئيس مجلس النواب الأخ الأستاذ نبيه بري، هذا القائد الذي لطالما حمل همَّ الجنوب وقضاياه المختلفة وعلى رأسها التربوية، إيماناً منه بأن بناء الإنسان بالعلم لا يقلُ شأنًا عن حماية الأرض بالمقاومة والصمود، فأهلا وسهلا بكم في حمى ثانوية حسن كامل الصباح -منارة الثانويات- حيث تزدهي التربيةُ نشوةً، ومحاسنُ الآداب تتجلى في مؤسسةٍ تربويةٍ رائدةٍ تجّسد ُفخرَ التربية الذي يحمل لواءَه سفراءُ المعرفة، ممن عقدوا الخناصرَ بعنادٍ على ان يكونوا قبلةَ الوطن في بلوغ المعالي وسفينةَ النجاة، فباسم دولة الرئيس نبيه بري، نوجّه لكل العاملين في هذا الصرحِ مديرا اساتذة ومستخدمين تحيةَإكبار وتقدير على ما قدموه للوطن ولأبنائه ولا يزالون.
وقال: لا يسعنا إلا أن نوجه تحيةً إلى النبطية التي لم تكن يومًا مجردَ مدينةٍ على خريطة الوطن، بل كانت ولا تزال قلبَ الجنوب النابض، وواحةَ فكر، ومنارة مقاومة، لم تُرهبها القنابل، ولم تُسكتها آلة الحرب، مدينةٌ لم تنكسر، بل صمّمت أن تكون مدرسةً في العزّة.
وقال: وبعد الانتهاء من استحقاق العرس الديمقراطي البلدي، امامَنا اليوم استحقاقٌ آخر سيخرج منه الجنوب –انشالله- حاملا رايةَ التفوق عنيت به الامتحانات الرسمية، هذا الاستحقاق ليس أكاديمياً فحسب، بل هو خط دفاع عن حق طلاب الجنوب في الحياة الكريمة، وعن كرامتهم التعليمية في وجه العدوان والدمار والقلق، فهذا الاستحقاق التربوي شهادةٌ على عزم جيل لم ينكسر رغم كل محاولات العدو لقتل الأمل فيه، وفي هذا الإطار، واجبنا الوطني والأخلاقي في ظل الحرب المفتوحة على الجنوب، أن نُراعي أبناءنا في المناطق التي تعرضت للعدوان ولا سيما منها الحدودية، وأن نضمن لهم ظروفًا إنسانية آمنة للمشاركة في هذا الاستحقاق الحاصل بتوقيته. وكلنا ثقة بان تراعي الامتحانات عدالةَالمنافسة بين طلبة لبنان، وسيثبت طلبةُ الجنوب بأنهم أهلُإرادة وتفوق، وبأنهم قادرون على تحويل الألم إلى أمل، والحرمان إلى نجاح حتى ولو مرّت الحرب من أمام نوافذ الصفوف.
واضاف: وهنا، لا يظنن أحدٌ بإن العودة إلى الجنوب، إلى الأرض، إلى المدارس، إلى مقاعد الدراسة رغم الدمار والحرب، مجردُ تفصيل عابر، بل هي موقفٌ ومقاومة بحدّ ذاتها. أن يعود أبناؤنا إلى مقاعدهم بين ركام الأبنية، وتحت سماءٍ ملبدةٍ بصدى القصف وأن يخوضوا الامتحانات الرسمية بثبات، هو تعبير عن إيمان الجنوبي بأن الحياةَ أقوى من الموت، وأن القلمَأبقى من الرصاصة.
وقال : إنّ محاولةَ العدو الإسرائيلي فرض معادلات جديدة بالنار والدمار من خلال استمرار عدوانه على الجنوب اللبناني، لن يفلح في كسر إرادة الجنوب، فلبنان لن يُبتزَأو يُرهب، لا بالمجازر ولا بالتهديدات؛ فالجنوب لم يكن يومًا بوابةً للانكسار، بل كان دائمًا بوابةَ النصر والسيادة والكرامة والعزة والإباء، ومن على هذه الأرض التي دُفعت فيها أغلى التضحيات، من النبطية نوجّه تحيةً إلى أرواح الشهداء، إلى الجرحى، إلى المقاومين وإلى الجيش اللبناني، وإلى أهلِنا الصامدين والمحتسبين على خط النار، ومن هذا المنبر نؤكد أن لبنانَ قام بواجباته تجاه تنفيذ القرار 1701، انطلاقًا من احترامه للقانون الدولي وإلتزاماته وحرصه على الاستقرار في الجنوب، إلا أن إسرائيل تمعن في خرق هذا القرار، منتهكة السيادة اللبنانية بشكل يومي ما يقوض مصداقية قوات اليونيفل أمام أعين الجنوبيين كما ذكر أكثر من مرَّة أمين عام الأمم المتحدة في تقاريره التنفيذية المتعلقة بتنفيذ القرار المذكور.
وقال: وفي ظل هذه التحديات، وفي مواجهة كل ما يحيط بنا من أزماتٍ داخلية خانقة، وتحولات إقليمية متسارعة قد تحمل في طيّاتها مخاطر على الوطن ووحدته واستقراره، نجدد التأكيدَ أن الخلاص لا يكون إلا بوحدة اللبنانيين، وتكاتفهم، وارتكازهم على قاعدة الحوار والتفاهم، لا على منطق الانقسام والمصالح الحزبية الضيقة وفكرة الغالب والمغلوب. إن لبنانَ مهددٌ بإنسانه لا بأرضه فقط والأطماع لا تحدُها الجغرافيا الجنوبية أو اللبنانية فقط بل تصل أيضاً ببعدها الجغرافي إلى الدول المحيطة بنا. من هنا فالوحدة الوطنية هي السلاح الأمضى للمواجهة، وهي الشرط الأول لحماية لبنان من أي انقسام أو تفكك أو استغلال خارجي، وإننا، باسم هذه المدرسة الوطنية وهذه الأرض الأبية، ندعو الجميع لتحمّل مسؤولياتهم، والعمل معًا لإنقاذ لبنان.
وقال: ايها الخريجون وأنتم اليوم تغادرون مقاعدَ الدراسة نحو دروب الحياة الجامعية والمهنية امضوا بثقة، وابقوا أوفياءَ لهذه الأرض التي أنبتتكم كونوا أبناءَ الجنوب كما عهدناكم: أقوياء بالعلم، أعزاء بالكرامة، أوفياء لتاريخ من صمود، ومن نضالٍ، ومن إيمانٍ بأن الوطن لا يُبنى إلا بأيدي أبنائه وأنتم خيرُ أبنائه، فألف تحيةٍ لكم وألف تحيةٍ للمعلمين والمعلمات الذين لم يبخلوا بجهد ولا بعلم، وصمدوا في وجه الأزمات، حاملين رسالة التعليم بأمانة وكبرياء. وكل التحايا للأهل الذين رافقوا أبناءَهم بالحُب والتضحية رغم وجع الحياة.
بعد ذلك قدم شميساني ومعلم درعا تقديريا لبيضون، كما تم تقديم دروع تقديرية لعدد من الشخصيات الداعمة للثانوية ومن قدامى طلابها، وقدم رئيس رابطة ال الزين سعد الزين منحتين ماليتين باسم والده المرحوم عبد العزيز الزين للاوائل من الطلاب ، وبعدها جرى تقديم شهادات تقديرية للطلاب































