رمال جوني
“خلص رح موت” هي آخر كلمات الطبيب الشاب لؤي إسماعيل الذي قتله “فيروس كوفيد – 19”. لم يصمد لؤي طويلاً، قاوم لكنه فشل أمام “كورونا” الذي فتك برئتيه وأوقفهما عن العمل. تعطل جهازه التنفسي وسريعاً تدهور وضع لؤي الذي يعمل طبيب طوارئ في المستشفى اللبناني – الايطالي في صور. 11 يوماً فقط هي المدة التي أنهت حياة طبيب ارتقى إلى مرتبة شهيد الواجب والانسانية.
مات لؤي وما زالت الناس تعتقد أن كورونا مزحة. مهلاً، لم يعد كورونا كذبة، فالدكتور لؤي اسماعيل إبن الـ32 ربيعاً، ابن بلدة الزلوطية قضاء صور، قتله كوفيد -19، ولم يكن يعاني من أي أمراض مزمنة، أو يشكو من مرض عضال. كان بصحة جيدة الى أن ضربه الوباء. كان يؤدي مهمته في قسم الطوارئ في المستشفى في صور أثناء اصابته بالوباء. مريضة نقلت له العدوى ففتك كوفيد بجسده، ولم يصمد أكثر من 11 يوماً، ما إضطر الأطباء في قسم الكورونا في مستشفى نبيه بري الجامعي الذي إنتقل اليه لؤي قبل أربعة أيام بسبب سوء حالته، إلى وضعه على جهاز التنفس الصناعي لكنه سرعان ما فارق الحياة، ليكون أول طبيب في لبنان يموت بكورونا.
موت لؤي يعتبره دكتور الطوارئ في مستشفى نبيه بري الجامعي حسن أبو عباس “أول دعسة على طريق الخطر الذي لم يعد كذبة”، وأوضح لـ”نداء الوطن”: “الطبيب لؤي كان يمارس عمله كالمعتاد، غير أنه أصيب بوباء لطالما ظن الناس أنه يهدد كبار السن والامراض المزمنة، لكن هذه المعادلة لم تعد صحيحة، في المستشفى مسنة تبلغ من العمر ثمانين عاماً أصيبت بكوفيد 19 وتماثلت للشفاء، فيما لؤي الشاب الذي يتمتع بصحة جيدة، مات بكورونا”.
لا يتردد عباس بدعوة الناس إلى التباعد وعدم الاختلاط، فالأمور تتدهور سريعاً، ولا مناص لايقاف التفشي سوى بالتباعد. وأضاف: “تدهور وضع لؤي سريعاً، بين اسهال وحرارة وتوقف رئتيه عن العمل استغرق الأمر 11 يوماً”، وهذا برأيه يجب أن يدفع الجميع إلى الحذر وعدم القول ان “كورونا لن يصيب إلا الكبار”. ولا يخفي أبو عباس قلقه من الآتي “خصوصاً مع عدم تحلي الناس بالوعي، وممارسة حياتهم بشكل طبيعي وكأن لا كورونا في الأفق”
.نداء الوطن