خاص موقع مرجعيون
الدكتورة ميرنا زخريّا: الفاتيكان تُضاعف اهتمامها كلما تَضاعفت همومنا
في حديث اجراه “موقع مرجعيون” مع الدكتورة ميرنا زخريا عضو اللجنة السياسية في تيار المردة حول الاسباب وراء الاهتمام البالغ الذي تبديه دوائر الفاتيكان في روما للملف اللبناني بشكلٍ عام وللملف المسيحي في لبنان بشكلٍ خاص، وعمّا يمكن ان نستخلصه من تخصيص الحبر الاعظم البابا فرنسيس يوماً كاملاً للتحاور مع قادة الكنائس المسيحية اللبنانية، التي تتبع التقويم الغربي والشرقي على حد سواء، والاستماع الى آرائهم بالنسبة لما وصل اليه الوضع اللبناني ومن ثم الصلاة على نيّة لبنان لاجل “أن ينهض من الازمة الخطيرة التي يمر بها وأن ويُظهر مجدداً وجههُ، وجه السلام والرجاء” حسبما جاء في تغريدة قداسة البابا على صفحته الرسمية على تويتر.
وفي سوأل حول سبب اهتمام الفاتيكان بلبنان مؤخراً اكثر من اي وقت مضى؟ اعتبرت زخريا انه:
في السابق كانت الدول الكبرى المتطورة تتدخل على الدوام بلبنان حيناً ايجاباً وحيناً سلباً حتى خلال سنوات الحرب الاهلية، اما مؤخراً فكل الدول اختارت الابتعاد عن لبنان ولم يبقى عملياً الا دولة الفاتيكان تضاعف اهتمامها كلما تضاعفت همومنا، ذلك ان الوجود المسيحي كان مؤسَّساً للدولة وللمؤسسات وعلى يديه تم بناء المدارس والجامعات والمستشفيات والمصارف والمطابع وحتى القضاء، وها هي جميعها تنهار امامنا ومعها تنهارصورة لبنان الذي كنا نفخر به.
الدكتورة ميرنا زخريا: لا الوطن بأمان ولا المواطن بأمان
الى ماذا تشير وعمّا تعبّر دعوة المرجعيات الروحيات للحوار؟
يتوضّح من “رسالة الصلاة للبنان” التي رسمها اليوم البابا فرنسيس في ال2021 بأن “لبنان وطن الرسالة” التي خطّها البابا يوحنا بولس في ال1997 هي بخطر شديد بسبب الحالة المهترئة التي نعاني منها جميعاً، حيث لا الوطن بأمان ولا المواطن بأمان، ولولا محاولات تحريف رسالة الشراكة التاريخية بين المسيحيين والمسلمين في وطن رسالة السلام لما احتجنا لدعوة انقاذ وصلاة وسلام.
الدكتورة ميرنا زخريا: لو اطمأن البابا لزائريه من سياسيين وديبلوماسيين لما دعا الاساقفة
ثم تستطرد حول دور السياسيين والديبلوماسيين، فتقول:
كما ويتوضّح من الدعوة هذه ان الثقة بصانعي القرار في لبنان لم تعد كما عهدناها، اذ لا يخفى على احد عدد زائري الفاتيكان وعدد طالبي الزيارات وعدد كاتبي الرسائل الخطيّة من “سياسيين وديبلوماسيين”، والمنطق يشير انه لو اطمأن ووثق البابا بما سمعه من هؤلاء لما احتاج لسماع غيرهم من بطاركة واساقفة، وما استماعه لغيرهم الا لاستبيان حقيقة ما يجري على ارض الواقع وإعادة لبنان الى مساره الطبيعي، فالفاتيكان تراها تُضاعف اهتمامها كلما تَضاعفت همومنا.
الدكتورة ميرنا زخريّا: المسيحي اللبناني خارج الغطاء العوني هو بلا غطاء
وتختم بالتلميح الى ان تقصيرٍ الرئيس عون ادّى الى تكثيف اهتمام الحبر الاعظم، فتضيف:
كذلك يتوضّح في مكانٍ ما ان غياب الرئيس ميشال عون عن اتمام دوره دفعَ البابا فرنسيس الى تكثيف دوره، فلو كان تصرّف عون يصلح لهذا الظرف لما دعا البابا الى اجتماع بهذا الظرف، ذلك ان فخامته ومنذ وصوله للرئاسة لم يتمكن من طمأنة أو جمع المسيحيين ولا حتى الموارنة منهم، بل تراه يُنازعهم ويُنافسهم ويُبعدهم، على غرار ما يحصل للمسيحي في دول المنطقة حيث هم موجودون داخل الجغرافيا وغائبون عن القرار، ففي لبنان، المسيحي الذي هو خارج الغطاء العوني هو فعلياً بدون غطاء.