ليبانون ديبات
محسن عبد المحسن سلامة، عميل جديد برز إسمه من بين المتهمين في التعامل مع العدو الاسرائيلي الذي نجح في تجنيده بعد ان هدّده بنشر فيديوهات حميمة له مع فتاة اجنبية في احدى الدول الافريقية.
هكذا استطاع الموساد الاسرائيلي إختراق احد عناصر حزب الله الذي تقاضى ما مجموعه 13 الف دولار بواسطة البريد الميت خلال رحلة تعامله، قبل ان يُلقى القبض عليه في العام 2023 .
أمام المحكمة العسكرية، أبدى سلامة ندمه على ما فعله، وأجهش بالبكاء اكثر من مرة، وتوجه الى رئيس المحكمة العميد وسيم فياض قائلا:”يا ريت فُضحت وما عملت هيك شي”، مضيفا “لو انني متّ قبل ان أصل الى هذه اللحظة”.
قلّل سلامة من أهمية ما قام به اثناء استجوابه امام المحكمة بحضور وكيلته المحامية فاديا شديد،”فأنا أخطأت انما لم أؤذِ أحدا ولا دمّ في رقبتي”.
ويروي سلامة بانه كان عنصر تعبئة في حزب الله وشارك بمعارك في سوريا في العام 2016 ، وبسبب مشاكل عائلية سافر الى افريقيا وتعرف هناك على فتاة في سيراليون أقام معها علاقة حميمة. يومها اتصل به شخص وهدده بالقتل وبفضح امره ونشر فيديو عن تلك العلاقة ما لم يبدِ موافقة على التعامل معه، ليتبين ان المتصل هو احد عناصر الموساد الاسرائيلي الذي عرّف عن نفسه بانه يدعى “عاهد”.
عاهَدَ سلامة”عاهد” على العمل معه ، فطلب منه العودة الى الحزب والى فرع الهندسة بالتحديد، ويقول المتهم في هذا المجال انه تلقى ما يقارب اربعة او خمسة اتصالات منه بحدود ثوان لكل اتصال عبر الواتساب يسأله فيها”عاهد” اذا انضم الى الحزب. ويزعم المتهم انه لم يحاول ذلك ولم يكن يدخل حتى مقهى بداخله عناصر من حزب الله.
عرض المشغّل على سلامة البقاء في لبنان وعدم السفر على ان يموّل له اي مصلحة يرغب في إنشائها، وقبل ذلك أُخضع سلامة لامتحان كشف الكذب قال انه رسب فيه بعدما وُجّهت اليه خمسة اسئلة فقط عن امور شخصية ومنها ما اذا اخبر احدا عن علاقته السرية مع الموساد.
لا يُنكر سلامة ان مشغّله سأله عن معلومات امنية تتعلق ب17 من كوادر حزب الله ومخازن الاسلحة ، وعرض عليه صُوَرهم، الا انه نفى معرفته بهوياتهم او تزويده باي من المعلومات عن تلك الكوادر او اماكن المخازن، وقال في هذا الاطار :”ان الحزب لم يكن ليسمح لي بالسفر لو انني املك اي معلومات امنية عنه”.
سافر سلامة الى تركيا في رحلة استجمام مع زوجته من دون علم”عاهد” الذي عاتبه على ذلك، وهو تعرض للسرقة هناك بعد ان تقاضى قسما من الاموال مقابل عمالته بواسطة بريد ميت كان مزروعا قرب عامود في منطقة المدفون، وعندما سأله رئيس المحكمة عن”البيجر” إستغرب سلامة وقال انه لم يذكر ذلك في التحقيق الاولي ولم يسأله مشغّله عنه”فأنا لم اشاهده مطلقا ولم احمله”.
زوّد الموساد سلامة ب”ميموري” لاستعمالها اثناء التواصل مع مشغله، لكنه نفى ان يكون قد استخدمها، فهو قطع علاقته بهم قبل توقيفه بستة اشهر بعد اتصالات خمسة على الاكثر كان يتلقاها على هاتفه عبر تطبيق الواتساب من رقم افريقي او اميركي.
وفي دفاعها عنه، اعتبرت المحامية شديد ان “هذا الملف يختلف عن غيره من الملفات المخجلة التي سبق ان تسلمتها”، ورأت ان موكلها تعرض لضغوط نفسية وتهديدات ما إضطره للعمل مع الموساد خصوصا وانه كان خارج لبنان. واشارت الى ان مطلب الموساد من موكلها كان بالتحديد العودة الى حزب الله والدخول الى فرع الهندسة فيه. وشكّكت في ما ذُكر في التحقيق الاولي عن 17 من كوادر حزب الله والتي لم يأت التحقيق على ذكر اسمائهم طالبة إسقاط هذه العبارة من المحضر.
كما اعتبرت ان موكلها خالف الشروط التي طُلبت منه ، بحيث لم يسع الى العودة الى الحزب ولم يزودهم باي معلومات امنية واستفاد من الاموال التي قبضها بالزواج والسفر في رحلة شهر عسل الى تركيا .
وانتهت الى طلب كف التعقبات عن موكلها من المادة 283 معطوفة على المادة 284 والمادة 278 وعطفها على المادة 227 لان تجنيده حصل تحت وطأة الإكراه المعنوي والمادي، وإعتبار فعله ينطبق على المادة 398 عقوبات للعدول الاختياري .
وقبل ان تصدر المحكمة حكمها ليلاً على سلامة الذي قضى بسجنه سبع سنوات، أفاد بانه “أتاه عرض للعودة الى حزب ولم يوافق