رضوان الذيب
بات الملف الرئاسي يختصر كل المشهد السياسي ويتقدم على كل الملفات ومحور كل الاتصالات في ظل تأكيدات المتابعين والمهتمين ان الفراغ الرئاسي اصبح حتميا، وربما من هنا جاءت دعوة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لتشكيل الحكومة وضرورة مواصلة بذل الجهود التي استؤنفت لتذليل العقبات من امام ولادتها في هذه المرحلة الدقيقة كبديل عن حكومة تصريف الاعمال والاشكالات الدستورية.
ويكشف مرجع يتابع الملف الرئاسي بدقة عن توقعاته لسير الامور في البلاد خلال الاشهر المقبلة حسب مراجعاته واتصالاته جازما تأجيل ملف الترسيم الى ما بعد ١_١٠ وتحديدا الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية، وهذا ما سيحرم الرئيس العماد ميشال عون من تسجيل انجاز استخراج الغاز في خانة عهده، ويجزم ان اسرائيل لن تتجرأ على البدء بسحب الغاز من كاريش في ٢ يلول لانها تأخذ تهديدات حزب الله على محمل الجد.
ويؤيد المرجع كلام السيد نصرالله لجهة عدم ربط المسار الرئاسي اللبناني بتوقيع الاتفاق النووي او عدمه، رغم تأكيده حسب معلوماته ان الاتفاق سيوقع لحاجة اوروبة الى الغاز الايراني كما ان توقيع الاتفاق يشكل الفرصة الكبرى للشركات الاوروبية والعالمية للاستثمار في السوق الايراني نتيجة الجمود في الاقتصاد العالمي بسبب التوترات وما خلفته الحرب الروسية الاوكرانية،. كما ان الاميركيين بحاجة ايضا للنفط الايراني ويخشون من تصدع الموقف الاوروبي ضد روسيا بسبب حاجتهم الى الغاز قبل الشتاء، والرئيس بايدن قادرعلى أستيعاب الردود الداخلية حاليا بعد ارتفاع أسهم الديموقراطيين مجددا وما كشفته المداهمات لمكاتب ترامب من فضائح ووجود وثائق وصفقات تضر بالامن القومي الاميركي، وبالتالي فان توقيع الاتفاق لم يعد يشكل خطرا على الديموقراطيين واحتمال خسارتهم الاكثرية في مجلسي النواب والشيوخ خصوصا ان التركيز الاسرائيلي منصب على الغاز والانضمام الى اربك والاسواق المالية العلمية.
وحسب المرجع، ايران تؤكد دائما انها لا تتدخل في الشؤون اللبنانية والقرار عند السيد نصرالله، والرئيس بشار الاسد يردد ان قرار سوريا في لبنان بيد السيد نصرالله، وبالتالي فأن الاميركيينن مضطرون في النهاية الى الحديث مع حزب الله في الملف الرئاسي بشكل غير مباشر كما حصل في الترسيم بعد التسليم الايراني والسوري بقرار السيد في لبنان.
ويضيف المرجع، ان كلام الرئيس نبيه بري عن عدم توجيه الدعوة الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية قبل اقرار المراسيم المتعلقة بالاتفاقيات مع صندوق النقد الدولي قد يؤجل دعوته الى اواخر ايلول، ويعتقد المرجع، ان النصاب سيكتمل وستعقد الجلسة لأستحالة مقاطعتها في ظل دعوات كل القوى لانعقادها وانقاذ البلد، ويعتقد المرجع ان المنافسة ستنحصر بين سليمان فرنجية من ٨ اذار وميشال معوض من ١٤ اذار، ولا يمكن لأي مرشح ان ينال 86 صوتا في الدورة الاولى، لكن النصاب سيطير في الدورة الثانية التي يحتاج فيها الفوز الى ٦٥ نائبا، لأنه يمكن لأي فريق اذا استقطب جنبلاط ان يحسم الرئاسة لمصلحته، وعندئذ سيكون تطيير النصاب مصلحة للطرفين منعا للمفاجأت،. وهذا سيؤدي الى خروج فرنجية وميشال معوض من السباق الرئاسي نتيجة عدم قدرة أي طرف سياسي على تأمين النصاب، وهذا التطور سيشكل البدابة الجدية للبحث عن مرشح «تفاهم» قادر على الحديث مع الجميع و لديه الخبرة السياسية والمرونة والانفتاح ونظافة الكف والفكر الاصلاحي و القدرة على التمسك بالثوابت الوطنية، وهنا تبرز مروحة من الاسماء كناجي البستاني، زياد بارود، الشيخ وديع الخازن، انطوان شديد، جهاد ازعور لكن عباءة السنيورة قد تجعله خارج السباق الرئاسي بالاضافة الى اسماء اخرى، مع تاكيد المرجع الى ان الفراغ الرئاسي يشكل عاملا ايجابيا لقائد الجيش العماد جوزيف عون لأنه بعد ١_١١ تزول عقبة التعديل الدستوري لانتخاب قائد الجيش بالاستناد الى سابقة حصلت بعد اتفاق الدوحة عند انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان حيث اعتمد بري دراسة للوزير السابق بهيج طبارة مفادها «عند انتهاء المهل تسقط المهل» فانتخاب الرئيس لم يحصل في المهلة الدستورية ولذلك تسقط مهلة السنتين بالاستقالات وهذا الامر لا يعني ان حظ العماد عون صار اوفر، ويشير المرجع، ان حظوظ قائد الجيش ترتفع جدا اذا حصلت تطورات امنية في تشرين كما يهدد ويهول البعض بفوضى منظمة، اذا جاء المسار الرئاسي مخالفا لتوجهاته، هذا الامر يرفع أسهم قائد الجيش للحفاظ على السلم الاهلي، ويبقى الاشكال عند العماد عون في وصوله الى بعبدا بصفته العسكرية كقائد للجيش والتي أدت الى طرحه كمرشح للرئاسة انطلاقا من الدور الذي تولاه في قيادة الجيش، وهذه الصفة قد تشكل حائلا وفقا للمعادلة « هل الوصول الى بعبدا بات رتبة في الجيش، من فؤاد شهاب الى اميل لحود الى ميشال سليمان الى ميشال عون حتى الاميركي تطرق الى هذه المسألة من باب تعطيل اللعبة الديموقراطية..
٣ اشهر حاسمة حافلة بالتوقعات والمفاجآت التدريبات لكن الحسم سيكون توافقيا ولمصلحة كل اللبنانيين وهذه هي المؤشرات حتى الان.
المصدر: الديار