هل ثورة 17 تشرين الاول سبب لغياب نواب طرابلس عن المشهد المعيشي الاقتصادي الاجتماعي والانساني الذي لم يشهد له مثيل في تاريخ المدينة الحديث؟ ام ان هناك اسباباً اخرى ما زال بعضها مجهولا؟!…قبل ايام ضجت مدينة طرابلس باخبار القارب التائه في البحر لكن لم يأخذ هذا الخبر الصادم اي حيز اهتمام اعلامي على شاشات التلفزة بل بالعكس جاء خبر انقاذ قوات اليونيفيل عشرات اللبنانيين كانوا تائهين في عرض البحر كأي خبر تقليدي، كذلك لم تهتم اي جهة سياسية بمن بقي على قيد الحياة ومن فقد عزيزا ومن ما زال مصيره مجهولا حتى الساعة.سادت مدينة طرابلس مساء امس حالة غضب عارمة نتيجة الاهمال المقصود من قبل نواب المدينة الذين لم يلبوا نداء الاهالي الذين اطلقوا صرخة مدوية قبل عشرة ايام عن فقدان اولادهم في البحر بعد مغادرة الشواطئ اللبنانية بمراكب الموت بحثا عن حياة افضل حيث اعتبرت اوساط شعبية ان هذه الكارثة يتحمل مسؤوليتها نواب المدينة الذين لم يلبوا نداء العائلات وكل من استخف بهذه القضية وبحق اهلها وسيكون له تداعيات مكلفة لكل النواب الحاليين الذين اصروا على عدم الظهور او اطلاق اي تصريح يطالبون فيه الاجهزة الامنية ارسال قوارب النجاة بحثا عن الشباب المفقودين ولو ان هذا حصل قبل عشرة ايام لكان المشهد افضل مما هو اليوم عليه مشحونا بالنقمة وقد اتشحت شوارع المدينة بالسواد حزنا على شباب ذنبهم انهم فقراء وذنب اخر انهم هاجروا في زمن ليس فيه انتخابات نيابية وبانتظار العثور على باقي الشباب الثمانية المفقودين عثر على جثة اول شاب مفقود (محمد الحصني) من منطقة باب الرمل المنطقة التي اعلنت حالة حداد حزنا عليه وشارك في تشييعه عشرات الشبان بعد التشييع توجهوا الى ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور) حيث اعلن المشيعون ان هذه المأساة تتحمل الدولة واجهزتها مسؤولية تقصيرها في البحث عنهم وكذلك نواب المدينة الذين لم يعلنوا حالة استنفار.واعتبرت اوساط متابعة ان سبب غياب نواب المدينة عن اوجاع المواطنين يتعلق بالاعتصامات التي جرت امام منازلهم من قبل المعتصمين المشاركين في 17 تشرين الاول وما تعرض له النواب في ذلك الحين من سباب وشتائم واعتداءات على مرافقيهم لذلك قرروا الخروج من العمل السياسي بشكل صامت وكل ما يتعلق بطرابلس وسكانها بمعنى التخلي عن المدينة ومآسيها ومشاكلها ومتابعة العمل السياسي في العاصمة بيروت حصريا.واكدت هذه الاوساط انه في حال قرر بعض النواب مشاركة العائلات المنكوبة باولادها ببيان فهذا لا يعني ان مسؤوليتهم انتهت فهم يتحملون مسؤولية كبيرة في عدم اعلان حالة طوارئ قبل ايام.ومساء امس عثر على جثة جديدة في البحر وبعد اجراء الفحوصات المخبرية ستظهر نتيجة لمن تعود هذه الجثة من الشباب المفقودين.يكفي ان طرابلس كانت يوم امس خلال تشييع حصني تغلي غضبا جراء الاستهتار حيال القارب الذي نقل شبانا دفعهم الفقر والجوع والبطالة واليأس من الحالة المزرية الى خوض غمار مغامرة غير آمنة في عرض البحار وقد خرج من يعتبر ان دم الشهيد حصني وامثاله هو برقاب نواب لم يولوا الاهمية اللازمة لمدينة عانت ولا تزال تعاني من اقصى درجات الحرمان والفقر والجوع وهناك من يرى انه لو كان موسم الانتخابات النيابية على الابواب لوجدنا التنافس على أشده بين النواب ولظهرت لديهم انسانية موسمية مفتعلة ولكن الحظ المتعثر انهم غامروا في زمن الفقر والجوع وموسم الانتخابات لم يحل بعد ..يمكن القول ان مشهد امس كان مأساويا خلال تشييع فقيد الهجرة القسرية فلعل الدولة بكل اجهزتها وقادة المدينة يستيقظون من سباتهم حسب قول احد الغاضبين في مسيرة التشييع يوم أمس.